شبكة ذي قار
عـاجـل










أصدرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان التالي :

تحل الذكرى السادسة والستون لميلاد حزبنا حزب الثورة العربية المعاصرة، والأمة العربية تعيش مخاضاً مبشراً بولادة متجددة لشخصيتها النضالية، على طريق انبعاثها الشامل لتحقيق الأهداف الكبرى التي اختصرها الحزب في جدلية ثلاثيته في الوحدة والحرية والاشتراكية.


تحل هذه الذكرى، والجماهير العربية ترابط في الميادين، وساحات الأحرار والعزة والكرامة، هاتفة للتغيير، وإسقاط أنظمة الفساد السياسي والاقتصادي، والتوريث والتأبيد السلطوي، والاستقواء بالخارج الدولي والإقليمي، وفي دعوة صريحة واضحة لإعادة الاعتبار للجماهير في صنع مستقبلها السياسي، وإعادة هيكلة الحياة السياسية، على قاعدة التعددية الديموقراطية وتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة وإقامة النظم المقيدة بسلوكها بالقواعد الدستورية والقانونية وإرساء حكم المؤسسات والتي باتت مؤسسة القضاء المصري تجسد رمزية هامة للحد من شطط السلوك السلطوي .


تحل هذه الذكرى، والأمة العربية تطوي عبر عراقها العظيم صفحة الاحتلال الأميركي بعد دحره، وتطلق مرحلة إعادة بناء العراق الواحد الموحد بكل مكوناته المجتمعية على قاعدة البرنامج السياسي الحاضن للجميع في بوتقة الانصهار الوطني العابر للطوائف والمناطق والمؤكد على العروبة والديمقراطية ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي والإقليمي في شؤونه الداخلية وخاصة الدور الإيراني المشبوه.


تحل هذه الذكرى، وانتفاضة العراق الشعبية المزخمة برصيد الناتج النضالي للمقاومة الوطنية، تقدم نموذجاً متميزاً في حراكها الذي يتسم باستحضار العناوين الوطنية في الخطاب السياسي والتشديد على سلمية الحراك وصولاً إلى إسقاط ما يسمى بالعملية السياسية التي أفرزها الاحتلال وإعادة العراق إلى موقعه الطبيعي كقاعدة ارتكازية للمشروع القومي النهضوي.


هذا النموذج العراقي المتميز، افتقرت إليه الانتفاضات العربية الأخرى، حيث بعضها يصارع ضد هيمنة قوى سياسية متسترة بلبوس الدين، وبعض آخر فرضت عليه عسكرة، انخرط فيها، ومعها شرعت الأبواب لكل أشكال التدخل الأجنبي والإقليمي في الشؤون العربية. وان الأخطر في المشهدية العنفية التي تعيشها الساحات العربية، هي تلك التي ترخي ظلالها على معطى الوضع السوري، حيث الأزمة المتفجرة دخلت عامها الثالث، والآفاق لا تزال مسدودة أمام حل سياسي يضع حداً لهذا التدمير المريع الذي يضرب كل جوانب الحياة في سوريا، ويرخي ظلاله الثقيلة على دول التخوم وخاصة لبنان.


إن لبنان الذي يعيش منذ فترة تحت وطأة تفلت أمني، يتمثل بالتوترات الأمنية المستوطنة في طرابلس، وما تشهده المناطق الحدودية مع سوريا، وأعمال الخطف، وقطع الطرقات والتعديات على المصالح الخاصة والعامة، والتصرفات التي تولد إثارات مذهبية وطائفية، وانفلات الخطاب السياسي من عقاله، فضلاً عن استفحال ظاهرة الفساد والإفساد، يواجه اليوم أزمة سياسية أدت إلى استقالة الحكومة على أبواب استحقاق دستوري يتمثل بالانتخابات النيابية.


هذه الأزمة التي طفح كيلها بتجاذبات المواقف حول قانون الانتخاب وتشكيل الهيئة المشرفة والتمديد لرؤساء الأجهزة الامنية، تراكمت عناصرها منذ اللحظة التي تشكلت فيها الحكومة، وزاد في احتقانها تداعيات الوضع المتفجر في سوريا، وتعاطي الأطراف السياسية مع هذا الواقع، والذي جعل من موقف النأي بالنفس موقفاً رسمياً غير منضبط من ناحية، وغير مسحوب على الواقع السياسي من ناحية ثانية، بما يجعل الساحة اللبنانية تنوء تحت عبء تثقيل إضافي عبر إعادة ربط الأزمة مجدداً بتأثيرات الخارج التي يتجاذبها محورا الصراع في سوريا وعليها.


ولهذا فإن حزبنا، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وفي هذه المناسبة المجيدة، مناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس حزب الثورة العربية، حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، يرى ان الانتفاضات العربية ذات الطابع الثوري التي فتحت الآفاق أمام متغيرات جديدة شرط نجاحها ووصولها إلى أهدافها في التغيير الوطني والديمقراطي يتطلب جملة ضوابط لا بد من توفرها.


أول هذه الضوابط، أن يبقى الحراك الشعبي مشدوداً إلى أهدافه الوطنية عبر برنامج وطني، تنخرط في تحقيقه كل الأطياف السياسية، بعيداً عن التطييف والتقسيم المجتمعي على أساس ديني أو إثني. وان يشكل هذا البرنامج المضمون السياسي للدولة المدنية التي تقوم على أساس الدين لله والوطن للجميع.


ثاني هذه الضوابط، أن تقلع القوى السياسية المنخرطة في الحراك انطلاقاً والتحاقاً، عن الاستقواء بالأجنبي، وان ترفض كل أشكال التدخل ومقاومته حتى لا تفرض وصاية أجنبية جديدة بدل وصاية قديمة شائخة.


ثالث هذه الضوابط، أن يكون الحراك الشعبي، محكوماً بديموقراطية التعبير، مع ما يعني ذلك من رفض لأسلوب العسكرة الذي يدفع البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، ورفض وإدانة أساليب الاغتيال السياسي، والتي يحاول من أمسك بمفاعيل السلطة في بعض الأقطار أن يستحضر في تجربته الجديدة، أساليب الأنظمة القمعية، التي عانت الجماهير طويلاً من تعسفها ومصادرتها للحريات الديمقراطية.


رابع هذه الضوابط، أن لا تكون الديمقراطية كناظم للحياة السياسية على حساب المسألة الوطنية وجوهرها وحدة المكون الوطني المتمثل بوحدة الارض والشعب والمؤسسات ، وان لا تكون المسألة الوطنية، مغيبة للمسألة القومية، والتي تبقى تشكل جوهر القضايا الأساسية العربية وفي الطليعة منها قضية فلسطين.


إن حزبنا، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، واستناداً إلى هذه الضوابط الأربعة، يرى ان الأزمات التي تعصف ببعض الأقطار العربية ليست مستعصية على الحل، إذا ما غلب الاتجاه الوطني على أي اتجاه أو مصلحة أخرى، وإذا كانت لكل ساحة خصوصيتها فإن ما يشكل عاملاً ملحاً هو ثلاثة قضايا.


القضية الأول، وتتمثل بحل الأزمة في سوريا على قاعدة الحل الانتقالي ، لأنهاء العنف الدموي المدمر الذي يتحمل النظام المسؤولية الاولى في انفلاته من عقاله للجوئه للحل الامني لمعالجة ازمة سياسية بنيوية بحيث سرع بإنكشاف الساحة السورية امام كل اشكال التدخل الاجنبي والاقليمي الذي اضعف دور الاطراف الداخلية للازمة من نظام يمارس تدميراً غير مسبوق بحق البشر والحجر ومعارضة غير موحدة تعسكرت و باتت مخترقة من قوى غير وطنية وهذا ما ادى الى تعقيد الازمة وارتفاع فاتورة التكلفة السياسية والبشرية والاقتصادية وبما يملي الاسراع بإطلاق الحوار الداخلي لبلورة حل لا يعيد انتاج النظام لنفسه ويفتح الطريق امام اعادة هيكلة الحياة السياسية على قاعدة حماية وحدة سوريا وعروبتها وموقعها المفصلي في مواجهة اعداء الامة وخاصة العدو الصهيوني.


القضية الثانية، وتتمثل بفك الحصار السياسي والإعلامي عن انتفاضة شعب العراق ولتمكين هذه الانتفاضة من تسريع خطوات إسقاط ما يسمى العملية السياسية كتكملة طبيعية للمسيرة التحررية التي انطلقت ضد الاحتلال، ولإعادة العراق إلى سابق عهده ودوره.


القضية الثالثة، وتتمثل بمعالجة تداعيات الأزمة اللبنانية بمنأى عن تمحورات الخارج والتي تحاول توظيف معطى هذه الساحة بما يخدم استراتيجيات هذا الخارج، ولو كانت على حساب اللبنانيين واستقرارهم الاجتماعي وأمنهم السياسي.


من هنا فإن الحزب يرى أن أساليب المعالجة للأزمة السياسية في لبنان، لا تقوم على أساس الالغاء المتبادل، ولا على أساس الاستقواء بتأثيرات الخارج على قوى الداخل، ولا بالسعي لتطويع الساحة الداخلية في خدمة الاستراتيجيات الدولية والإقليمية، بل بتقديم التنازلات المتقابلة، وتجنيب البلد عبء التثقيل السياسي والأمني الذي يخل بتوازناته ويضعه على حافة انفجار شامل لن يسلم أحد من تأثيراته وتداعياته.


إن الحزب، وهو يدعو إلى تخفيف الاحتقان السياسي ومقاربة الأمور بموضوعية، يرى بأن الحوار على قاعدة إعلان بعبدا، يشكل مدخلاً لصياغة علائق سياسية جديدة، تترجم من خلال اعتبار إعلان بعيدا، بياناً وزارياً لأي حكومة جديدة.


وعلى أبواب قرب الاستحقاق الانتخابي، فإن الحزب إذ يسجل على المؤسسات ذات الصلة بالتشريع الانتخابي قصورها وتقصيرها، يرى بأن القانون الذي يعكس التمثيل الشعبي الصحيح، هو القانون الذي يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي.كما يؤكد الحزب على وجوب الارتقاء بالعلاقات الوطنية الى المستوى الذي يجعل من الحركة الوطنية اللبنانية قوة وازنة وفاعلة في مواجهة الاستقطابات الطائفية وبما يمكنها من ان تكون رافعة قوية لقضايا النضال الوطني والمطلبي .


إن الحزب وفي الذكرى السادسة والستين لتأسيس حزب الثورة العربية، حزب المقاومة العربية الشاملة، مقاومة التجزئة والتخلف والاحتلال والاستلاب القومي والاجتماعي، يدعو إلى دخول المرحلة الجديدة من حياة الأمة، بروحية التفاؤل الذي كان يشدد عليها القائد المؤسس، لأن الأمة التي استطاعت أن تنتصر في العراق على الاحتلال الأميركي، وتصمد وتقاوم في فلسطين وتقاوم في لبنان، والأمة التي تخرج جماهيرها من قوالب التعليب مطالبة بالتغيير ومسقطة حواجز الخوف، هي أمة جديرة بالحياة، وان المستقبل مفتوح أمامه لتحقيق إنجازات نضالية خلاقة.


في هذه المناسبة التي تستحضر فيها كل الدلالات النضالية لمسيرة الحزب والمحطات المفصلية في تاريخه منذ التأسيس وحتى اللحظة فإنه يؤكد على ان تكون جامعة الدول العربية مرجعية قومية تعمل لاجل حل الازمات الوطنية بعيداً عن الالتحاقات بالمراكز الدولية المقررة والمرجعيات الاقليمية ذات الادوار المشبوهة.


التحية كل التحية، للذين أطلقوا هذه الحركة التاريخية في السابع من نيسان 1947 وفي الطليعة منهم القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق.


والتحية للرمزيات التاريخية في هذا الحزب المناضل، الذين قضوا استشهاداً وفي الطليعة منهم القائد صدام حسين، والذين يتابعون قيادة المسيرة، وعلى راسهم الأمين العام للحزب الرفيق عزة إبراهيم .
التحية للمناضلين والأسرى والمعتقلين في سجون حكومة المالكي وسجون العدو الصهيوني.


التحية للمقاومة الوطنية العراقية التي دحرت الاحتلال، وهي تنخرط اليوم بكل إمكاناتها لإسقاط ما يسمى العملية السياسية بكل إفرازاتها.
تحية لشعب فلسطين ومقاومته، وعلى أمل الارتقاء بالعلاقات الفلسطينية إلى مستوى الطموح في تحقيق الوحدة الوطنية ضمن إطار شرعية م.ت.ف.
تحية للجماهير العربية التي انتفضت مطالبة بالتغيير والديموقراطية ورافضة لكل أشكال التدخل الأجنبي.
تحية، لشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية، التي تراكم فعلها وتواصل حتى إنجاز التحرير، وتحية للحراك المطلبي الذي أعاد بعضاً من الاعتبار للحركة النقابية اللبنانية.
تحية لشهداء الأمة العربية الذين سقطوا في مواجهات الاحتلال والاحتواء وأنظمة القمع والاضطهاد السياسي.
عاش النضال الوطني اللبناني لإسقاط نظام الطائفية السياسية وإقامة النظام الوطني الديموقراطي.
عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت الأمة العربية،
عاش النضال من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية.

 


القيادة القطرية
لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في  ٧ / نيســان / ٢٠١٣

 

 





الخميس ٢٣ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة