شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

 

مع انطلاقة الانتفاضات الجماهيرية في أقطار الوطن العربي ضد الظلم والطغيان والفساد كان يقيننا راسخ بما لا يقبل الشك بأن شعب العراق العظيم سيواصل كفاحه الجهادي المبارك حتى إسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي الذي بدا بتطبيقه الحلف الشرير عن طريق أدواته وعملائه الذين عهد إليهم انجاز ما تعذر عليه انجازه من خلال القوة العسكرية الغاشمة وفي هذا السياق تولت القوات المسلحة العراقية ممثلة بفصائل وتشكيلات المقاومة الباسلة ( الوطنية والقومية والإسلامية ) الجانب العسكري المتمثل بمهمة تدمير القطعات الأمريكية التي دخلت العراق سنة 2003م في غزو بربري همجي لم يشهد له التاريخ الإنساني مثيلاً من قبل فشمر مجاهدونا الأبطال عن سواعدهم المباركة ليمسحوا بكرامة أمريكا وشرف جيشها أرض العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ووقفوا ولا يزالون مرصاد ً للعدو الغازي يدمرون أرتاله والياته ويقنصون جنوده ويقصفون قواعده فكانت مشاهد عملياتهم تشفي صدور المؤمنين وتغيض الكافرين ومن والاهم من عملائهم المنافقين ولم يبقى شبر من أرضنا الطاهرة إلا وكان شاهدا ًعلى ملاحم العز وصولات الشرف التي شنها جنود الرحمن على حزب الشيطان حتى أقررت أمريكا بهزيمتها وولت مدبرة بجيشها تحت جنح الظلام تطاردها عبوات المجاهدين حتى وهي تسحب قواتها وتركت من خلفها عملاء وجواسيس صغار تحميهم جيوب وقواعد أمريكية سرية غير معلنة يواصل المجاهدون دكها بصواريخ الحق حتى يتم هدمها على رأس من فيها من قطعان الاحتلال، ورغم اندحار المحتل عسكريا إلا انه وفي خسة تعودنا عليها ونعلمها جيدا ً أوكل مهمة استكمال ما فشل في فرضه بقوته العسكرية التي دمرها رجال العراق على الأرض إلى عملائه الصغار في المنطقة الخضراء وعلى رأسهم العميل المزدوج لأمريكا وإيران نوري المالكي وقد أثبت هؤلاء العملاء بأنهم أبناء بررة لأسيادهم في طهران وواشنطن الذين أمدوهم بأسباب القوة التي ظنوا أنهم قادرون من خلالها على تنفيذ مشاريع أسيادهم فوقعوا في هذا الشعب الجريح تنكيلا وقتلا ً وخطفا ً واعتقالاً فغصت معتقلاتهم السرية والعلنية بالرجال والنساء والأطفال الذين ليس لهم ذنب أو جريمة سوى أنهم عراقيون اصلاء يرفضون الاحتلال الأمريكي الإيراني وعملائه ولم يرضى العملاء لأنفسهم إلا أن يصلوا إلى أعلى درجات الخسة والانحطاط فهتكوا ستر نساء العراق الكريمات المكرمات إمعاناً منهم في إثبات كراهيتهم للعراق أرضا وشعباً وتاريخاً وحضارة وأنهم دخلاء لا ينتمون لهذه الأرض الطيبة المباركة ولا لشعبها وقبائلها الأصيلة التي لا تنام على ضيم ولا ترضى بباطل.

 

إزاء كل هذه الممارسات الإجرامية التي يمارسها العملاء كان شعبنا العظيم يغلي كبركان يوشك على الانفجار فانطلقت الثورة الشعبية العارمة ضد إجرام الطغمة العميلة الفاسدة وميليشياتها المجرمة فاهتزت الأرض من تحت أقدام العملاء وكبيرهم المالكي الذي راح يصفها تارة بأنها نتنة وتارة بأنها فقاعة ويهدد بإنهائها في تخبط واضح يدل على مدى رعبه وأزلامه من ثورة العراقي الحليم الذي إذا ما غضب فانه لن يرضى بأقل من سحل العملاء في شوارع بغداد انتقاماً لشرف العفيفات الحرائر التي دنست كلاب المحتل وعملائه شرفهن الطاهر.

 

وقد يتوهم المالكي بأن بعض المرتزقة الذين يدعون اليوم أنهم مع الثورة بلسانهم ويقفون على أحدى المنصات ويفاوضونه من تحت الطاولة طمعاً في منصب وكرسي زائل قادرون على إيقاف المد الثوري الشعبي المتصاعد في العراق أو تعطيله وتحجيمه في الخندق الطائفي المقيت، وما نود قوله للمالكي ومن معه بان رهانه على بعض الوجوه الكالحة التي تدعو للتفاوض اليوم وتطرح مشاريع التقسيم والفدرالية وترتعب من شعار ( قادمون يا بغداد ) الذي يرفعه أحرار العراق هو رهان خاسر في مجمله لأن شعب العراق العظيم بكل أطيافه ومكوناته وجماهيره الثائرة لم تخرج غضبا لطرد فلان من حيرة المنطقة الخضراء ولا غضبا لفلان الذي تمت مداهمة مكتبه ووزارته واعتقال العشرات من أفراد حمايته كالنعاج من قبل ميليشيات المالكي الأمنية دون أن يفكر واحد من هؤلاء النعاج أن يقاوم الاعتقال خصوصا أن المطلوبين كانوا لا يزيد عددهم عن 10 أفراد في حين أن من تم اعتقاله تجاوز 150 عنصر كما إن هذه الجماهير الثائرة لم تخرج لتطالب بحقوق طائفة أو قومية بل خرجت لتطالب بحق العراقي في البصرة وميسان والناصرية والديوانية والسماوة وبابل التي نهبتها ضباع المنطقة الخضراء قبل أن تطالب بحق العراقي في نينوى والانبار وصلاح الدين وكركوك.

 

هذه الجماهير المليونية الثائرة خرجت لتستعيد الوطن السليب وترده إلى أهله الأحرار بكل مكوناتهم ومللهم ونحلهم وهي تعلم علم اليقين أن أساس الداء يكمن في تلك الطغمة الطائفية الفاسدة التي تسلطت في غفلة من زمان تحميها حراب أمريكا وإيران والصهاينة من خلفهم على رقاب هذا الشعب الصابر الأبي وإن الحل يكمن في قلع تلك الزمرة المجرمة وإسقاط عمليتهم السياسية ودستورهم الطائفي التقسيمي البغيض ولن تتراجع حتى إسقاط صنم الطائفية البغيض ودعاته بكل أشكالهم وانتماءاتهم ولن تقبل المفاوضة على العراق ووحدته ومستقبله المشرق الذي سيصنعه أحرار العراق.

 

نحيي هذه الثورة المباركة ونبارك لأحرار العراق الأبطال وثبتهم المباركة إلى الفلوجة الباسلة التي أسقطوا من خلالها أقنعة المتخاذلين من أدعياء الوطنية الزائفة الذين يفاوضون على دماء الشهداء وشرف الحرائر في المعتقلات مقابل مناصب وكراسي مغمسة بالذل والعار وندعوهم إلى مواصلة كفاحهم الثوري حتى إسقاط الحكومة العميلة والعملية السياسية الطائفية ودستورهم الصهيوني البغيض والزحف إلى بغداد التاريخ والحضارة وإقامة صلاة النصر على ربوعها الحبيبة ويبقى شعارنا قادمون يا بغداد حتى النصر أو الشهادة.

 

 





السبت ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فلوجي و أفتخر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة