شبكة ذي قار
عـاجـل










'من يملك القدرة والقوة والفكر لا يحتاج الى الذهاب الى القوة والإرهاب والقتل والتخريب أنما منطق الحجة والدليل .. وان الذين لا يملكون برهانا ووعيا يسلكون طريق الطائفية الشائن والعنف وطريق إخضاع الآخر'.


هذا ما اجادت' به قريحتكم قبل ايام خلال افتتاح المؤتمر العربي الأول للوعي الوطني والقانوني، والذي لا يجد المرء صعوبة في تفسيره كونه موجها وعلى وجه التحديد الى المتظاهرين في مدينة الرمادي وعدد من مدن العراق الأخرى بما فيها أجزاء من العاصمة بغداد، وكأنك تريد اصلاح تهديداتك السابقة للمتظاهرين كونها لاقت كثيرا من الإدانة والاستهجان من قبل عموم الشعب العراقي من قبيل:أما ان تنتهوا او تنهوا! او وصفك إياهم بالفقاعة والنتنة.هنا عند هذه النقطة دعني أسالك هل ذهب المتظاهرون الى استخدام القوة والإرهاب والقتل والتخريب لتحقيق مطالبهم ؟وهل سلكوا طريق الطائفية الشائن والعنف وطريق إخضاع الآخر في اعتصاماتهم المشروعة؟أم أنهم استخدموا منطق الحجة والدليل كون التظاهرة حقا مشروعا ثبته دستوركم الملغوم على حد قولك في مناسبات عديدة؟.


منذ وصولكم الى رئاسة الوزراء بانتخابات غير نزيهة والشعب العراقي الصابر المظلوم يأمل لعل وعسى ان تصلحوا ولو قليلا من أوضاعه المأساوية غير الإنسانية التي أرادها له الاحتلال الأمريكي مثل أعادة الكهرباء والماء العنصريين الأساسيين لحياة الناس والمختفيين لا يعلم الناس لماذا منذ عشر سنوات بالتمام والكمال،أمل شباب العراق وخريجوه ان يجدوا عملا ثابتا وراتبا مناسبا في الدولة بدل ان يعملوا سواق تاكسي في مدينة مخنوقة محاصرة بجدران أسمنتية هائلة تجعلهم يكفرون من زحامها ويلعنون اليوم الذي ولدوا فيه عراقيين،أمل العراقيون ان يرفع عنهم الحيف والظلم ويعاملوا سواسية مواطنين لا فرق بينهم بعد ان أكلت أبناءهم واباءهم وإخوتهم نار فتنة ألقت جثثهم في الشوارع والمزابل مقطعة الرؤوس والأطراف مشوهة الوجوه من التعذيب،أمل العراقيون ان يتوقف تهجيرهم على الهوية وان لا يعتقل أبناؤهم دون تهمة ويودعوا السجون دون محاكمة لسنوات،ان لا تداهم بيوتهم من تقرير كاذب للمخبر السري، ان لا تعتقل النساء من ذوي من تسموهم بالمطلوبين دون حكم قضائي ولا تغتصب كما فعلتم أخيرا في سامراء ، ان تعيدوا الى الناس أملاكهم التي اغتصبت تحت أنظاركم بحجة انها كانت لضابط في الجيش قبل ان يشتريها أربعة او خمسه أشخاص،ان تمنعوا الرشاوى غير المعقولة وابتزاز الناس في كل دوائر الدولة في ابسط المعاملات،ان تتوقفوا عن بيع المناصب والوظائف بملايين الدولارات في بلد يحتاج الى يد عاملة ويتوفر فيه الخير والمليارات، ان تتوقفوا عن تدمير التعليم وبيع أسئلة الامتحانات وتفضيل طلبة فئة على أخرى عنوة حتى في الدرجات،ان تترحموا على مرضى العراق، على الأطفال والنساء والشيوخ ممن يبتز للعلاج ويهمل في مستشفيات أصبحت أماكن للقتل والاغتيال بدل العلاج ،أن توقفوا عصابات الإرهاب التي تتجول بالعربات تحمل شبابا يقتل على الأسماء ويلقي التهديدات على البيوت بينما يتفرج عسكرك متشفيا برعب النساء والأطفال غير عابئ بمن يتوسل ويقول أين نذهب انا والأولاد هذا بيتنا وبلدنا لكن دون رحمة ولا شرف ولا نخوة، فأي عسكر هؤلاء؟ أمل العراقيون أن توقف التجرؤ على حدود العراق فرأينا جنودك في الحدود تتجرأ على أهل العراق ،أمل العراقيون ان يتوقف نهب المال العام وان يحصلوا على جزء من ثروات النفط من المليارات التي تتباهى أجهزة إعلام الدولة وبرلمانكم بميزانياتها ولم نسمع الا بفساد السياسيين ونهبهم لهذا المال. أمل العراقيون أن يعود العراق الى حاضنته العربية وتتطور علاقاته مع باقي دوله، فصرفت على القمة العربية نصف مليار دولار ولم تتوطد علاقة لا مع أخ ولا مع جار الا مع مصر أخيرا بعد زيارة أحمدي نجاد لها ومع سوريا التي لا نعرف كيف تحولت من بلد 'الإرهاب' الى حكومة أحب الأحباب على الأكثر لصالح إيران ضد تركيا وليس لخدمة العراق'! يتأمل العراقيون اليوم ان يعود بلدهم الى بلد طبيعي مثل باقي البلدان بعد ان تحول تحت قيادتكم الى سجن كبير تمارس فيه جميع كل أشكال الاضطهاد.


فماذا فعلتم بكل هذه الآمال؟ منذ ان بدأت التظاهرات تدعوكم لتحقيق المطالب العادلة قمتم بتسخيف المتظاهرين واتهامهم بالرغبة بإسقاط الدستور والعملية السياسية ووصمها مرة بالطائفية ومرة بعدم الشرعية مما يدل على النوايا الخفية والخطيرة لحكومتكم ضد المتظاهرين. وقد حاولتم كسب الوقت بإرسال لجان متعالية لم تستمع حقا لهذه المطالب وبناء على تعليمات من خارج العراق وليس منكم لذر الرماد في العيون أطلقتم بعض الأشخاص المنتهية محكوميتهم او ممن كان سيطلق سراحهم ولم تثبت عليهم أي جريمة وألغيتم دعاوى غير شرعية بحق مصادرة بيوت المواطنين وإرجاعها أليهم ـ عدد قليل جدا مقارنة بالبيوت التي سرقت من أصحابها ظلما- في حين صرحتم بأنفسكم ولعدة مرات ومن الفضائيات العراقية والعربية وأمام الملايين من العراقيين ان الدستور ملغوم وان العملية السياسية مشلولة بسبب التكتلات والمحاصصة وان كل ذلك يمنعكم من بناء العراق وإقرار المشاريع حتى أنكم أتهمتم وزراءكم بعدم العمل والغياب من البرلمان وقضاء كل أوقاتهم خارج العراق وقلتم بأن الدستور لا يمكن تعديله بسبب بعض المواد التي تمنع ذلك. أذن أنتم تعترفون بالصورة وبالصوت وأمام كل هذه الملايين بأن الدستور والبرلمان سبب عرقلة بناء العراق، وعدم تقديم الخدمات يعود للعملية السياسية وللمحاصصة وللدستور؟ أليس من الطبيعي والحال هذه ان تطالب الجماهير والشعب العراقي من شماله الى جنوبه بإسقاط الدستور والعملية السياسية لأنهما لا يلبيان مطالبهم كما تقول وبأنهما العقبة الكبيرة التي تقف أمام الاستجابة لمطالب الشعب العراقي وإنقاذه مما هو فيه؟ وبالتالي فأنت من ينبغي عليه ان يفكر بمنطق الحجة والدليل بدل ان تفكر في الذهاب الى القوة والإرهاب والقتل والتهجير والتهديد عبر مليشياتك القائمة منذ الاحتلال وابتكار مليشيات جديدة مثل جيش المختار الذي يرأسه المدعو واثق البطاط.


ترى هل ما تقوم به منذ استلامك سدة الحكم عبر الانتخابات البائسة يعود الى نية حسنة او سذاجة سياسية او قلة خبرة في إدارة الحكم؟ أم أنها سياسة متعمدة مع سبق الأرصاد والترصد استجابة للمخطط الأمريكي في تكريسه لإحتلال العراق لعقود طويلة من الزمن مثلما هي استجابة لطموحات إيران القديمة الجديدة في الهيمنة على العراق واعتباره جسرا لتحقيق مشروع الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا. هذا ليس استنتاجا او اتهاما وإنما تأكيدا للوقائع والأحداث التي مر بها العراق منذ الاحتلال الى يومنا هذا حيث ان المحتل الأمريكي ومن اجل تكريس احتلاله لعقود طويلة من الزمن لا بد له من تدمير العراق أرضا وشعبا لكي لا تتصاعد حركة المقاومة ضد الاحتلال فليس غريبا والحالة هذه ان توكل أمريكا هذه المهمة الخسيسة الى أياد محلية وإقليمية متمثلة في جميع الحكومات المتعاقبة وليس حكومتك وحدها إضافة لإيران.


أنت تعرف انه ليس هناك شعب أرتضى لنفسه الظلم والاحتلال فكيف بالشعب العراقي الذي أنتفض أخيرا مصرا على التخلص ممن ظلمه ومعه الدستور والعملية السياسية والبرلمان ليسترجع العراق؟

 

 





الاربعاء ١٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة