شبكة ذي قار
عـاجـل










عشر سنوات عجاف مرت على الاحتلال الامريكي للعراق بغزوة لم تستمد الشرعية الدولية ,مدعين تحريره ونشر الديموقراطية الدموية فيه. متذرعين وناسجين ( القصص الخيالية ) !! بان النظام الوطني السابق يعمل على انتاج اسلحة الدمار الشامل , واجرى صفقة لشراء اليورانيوم الخام من النيجر.ويعطي التسهيلات لتدريب فصائل القاعدة على اراضيه!! ورصدوا مختبرات متنقلة لانتاج الاسلحة المحرمة .وطائرات تستعد لمهاجمة الساحل الشرقي لامريكا!! . يقول الصحفي الامريكي مايكل ايسيكوف من مجلة نيوزويك ومحطة ان بي سي نيوز. ( بان مدير المخابرات الامريكية جورج تينيت اكد له ان البيت الابيض كان يريد غزو العراق قبل احداث11-9-2001 بوقت طويل وادخل ترهات في تبريراته لغزوه ).

 

ويؤكد حديثه وزير المالية السابق بول اونيل عضو مجلس الامن القومي الامريكي!!. واقترفت بريطانيا وغيرها خطأ فادحا عندما قرر توني بلير الانضمام لجوقتها. .وتم التخطيط لضربه على يد مجموعة من الصقور الموالين للكيان الصهيوني والمحافظين الجدد بادارة الرئيس بوش الابن ولاسيما بول وولفويتيز, ودوغلاس فيث , وليام كريستول, وريتشارد بيرل وجون بولتون, وديفيد ووزمسر في مكتب نائب الرئيس الامريكي. يقول الممثل الامريكي المعروف جورج كلوني(كل ما حدث بعهد جورج دبليو بوش بنظري وصمة عار فوق جبهة بلادي ويستحق الفضح من خلال وسائل الاعلام والسينما.) الصهاينة وجهوا رسالة للرئيس الامريكي بيل كلينتون عام 1998 يحرضونه بالاطاحة بنظام الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين و كرروها على بوش الابن في 20-9-2001 والتي تصفه الصحافة الامريكية والاوربية بالجاهل والاحمق. لاقامة عراق موالٍ للغرب ولهم,وجعل ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي رجل النفط وشركات هاليبرتون الشهيرة . من حقول النفط العراقية وسرقتها اولويات للامن القومي الامريكي قبل احداث ايلول!!. وتأمين امداداته قرابة 30 عاما والسيطرة على موقعه الاستراتيجي.محطمين الحجر العراقي من جدار نظام الامن القومي العربي وشطب مؤسسات الدولة العراقية وخصوصا العسكرية والامنية.

 

وكان الحصاد المر لهذه السنوات العجاف, اكثر من مليون عراقي بين قتيل وجريح ومعاق.و تهجير الملايين منهم او ترحيلهم قسرا داخل العراق وخارجه. وتوقفه عن ممارسة دوره التقليدي كقوة اقليمية لصالح ايران ومنحها مايمكن تسميته بالسنوات الذهبيةلها.. واصبحت بغداد المنصور والتي اعزها صدام حسين ورجال البعث. عاصمة للدم المستباح تضيق على اهلها الكرام وتحاصرهم بمحظوراتها فحتى الذين تظاهروا في 25-2-2011 طلبا للحريات والخدمات والغاء القوانين, قمعت من قبل قوة المالكي المليونية المتفاخر بها بقسوة بالغة!! واقترح عليهم عملاء المنطقة الخضراء التي ورثوها من اسيادهم المحتلين الامريكان ووسعوها حلا ( فنطازيا ) لمشكلة انغلاق الساحات ( فاذا شئتم فتظاهروا بملعب لكرة القدم ) !!. جاء معهم عملاء عراقيين وصفويين ممالئين له خلف الدبابات يسمون انفسهم اللبراليين الجدد!!. مدمرين كل شيء.وبدعم عمائم شيطانية ومثقفين انتهازيون يروجون لما يسمى بالتحرير والتغيير وتنفيذ عملية سياسية مشبوهة معمميين صفة الارهاب على الجميع !!.. وغرق العراقيون بنار الطائفية. واكثر من مليون امرأة عراقية ارملة فقدت زوجها و ابيها و معيلها. وما اكثر الايتام فيه, الذين توجهوا للعمل بسبب سوء ظروف عوائلهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمعيشية تاركين صديقة طفولتهم ( المدرسة ) لبيعوا السكائر واكياس النايلون وتلميع السيارات الصفوية التي غز ت الشارع العراقي!!. ولم تتحقق الديموقراطية والحريات والمواءمات السياسية المنشودة بين العراقيين .بل عملوا على تفكيك النسيج الاجتماعي للمجتمع .والذي دأبت قيادة ثورة 17-30 تموز 1968 المظفرة على بنائه وتنظيمه واعداده وطنيا وعروبيا واجتماعيا وانسانيا وتربويا.بسبب الاستمرار بالعمل بالدستور العراقي الجديد ( المأزوم )!!

 

الذي كتبه نوح فليدمان وعمل جاهدا على اشاعة عدم الاستقرار الاجتماعي والامني والتوافق بينهم. وصار العراق, فيدراليا مما حدا بالحكام الاكراد متابعة حفر جبل دويلتهم بالاظافر والخناجر والأبار النفطية والتعاون والتنسيق والاستفادة من خبرة الصهاينة بالمجالات الزراعية والدواجن لاقامة حقول متميزة بانتاج الحليب ومشتقاته وغيره !! وتنظيم مؤتمرات عن حلبجة وشعارهم ( من الدموع للامل ) بحضور ولي نعمتهم زلماي خليل زادة. ومطالبين بمحافظة التأميم وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها وتعويضات الانفال !! وتوزيع الثروة والصلاحيات بين حكومة بغداد ودويلتهم وحصتهم من الموزنة !!

 

على حساب المربع العربي. وصارت ارض الرافدين مستعمرة ايرانية فتحقق لايران حلما كان يتعذر عليها لتحقيقه ابان عدوانها عليه ,لاسقاط نظام حزب البعث العربي الاشتراكي والشهيد المرحوم صدام حسين فتسللت لموقع القرار في المنطقة الخضراء.. لقد ادعت امريكا ان الاغلبية الشيعية!! سوف تتعامل وتتعاون معها لاقامة حكم ديموقراطي جديد!! فتبين بان الشعب العراقي مناهض لسياستها وهيمنتها ومشاريعها المشبوهة. وبهذا الصدد يقول الرئيس الفنزويلي المرحوم تشافيز عندما اقام دعوة عشاء لضيوفه الادباء عام 2008 وحضرها بعض المشاركين العراقيين قائلا لهم ( اني اعرف المأساة التي حلت بالعراق بعد الاحتلال . لكنه سوف يستعيد حريته بنضال ابنائه ونحن معكم بهذا النضال ).

 

وارهاب يومي جرى ترتيبه لكي يتقاتل العراقيين فيما بينهم. اما بغداد العز والكرامة فكانت ولا زالت تصنع وتكتب التأريخ بأحرف من نور ترفض الاحتلال وتقاومه بفضل رجالها الاحر ار, مجاهدي فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة والقوى الوطنية الرافضة للمشروع الاحتلالي الامريكي - الصهيوني المجوسي. الذين لقنو الغزاة اعظم الدروس في التضحية والثبات والشهادة والصمود رغم وجود الاسلحة الروسية الصدئة!!معتمدين على امكانياتهم وخبراتهم المتراكمة وابداعاتهم . ولم تستقبلهم بالطائرات الورقية والموسيقى والهدايا.رافضة الخضوع رغم عدد الجنازات الجماعية والتفجيرات الارهابية. فغاصت امريكا وحلفائها واراذلها بمستنقع نشامى اهل الرافدين ,خاسرة الحرب وهيبتها وعنفوانها ومعدات حرب النجوم التي استخدمتها ضدهم ,وسقط الاقتصاد الامريكي والعالمي منذ عام 2008 ولا زالت الازمة المالية مستمرة خسرت فيها تريليوني$ وستصل الى 5 تريليونات$ مع استمرار تعويضات مقتل وعلاج وتقاعد جنودهم وسلاحهم!! وحتى القواعد العسكرية التي اقامتها في العراق انفقت عليها واشنطن عشرات المليارات من $ تحولت بعدهزيمتهم لمدن اشباح, نهبها وسلبها الحرس الحكومي والشرطة والمحافظين وادلاء الخيانة. والتي كانت تتفاخر بانها مدينة العلماء والادباء والمثقفين وخريجي الكليات والمعاهد والمهرجانات والمعارض ولا تعرف الليل ابدا.

 

لقد صرح ديك تشيني مؤخرا ( انه تلقى الدعم والاسناد من المسؤولين العراقين عام 2005 وان الجمهور العراقي سيستجيب لهم . فتبين بان كل خيول امريكا في العراق لم تفز بلعبة التسابق !!.) اما ما تبقى من الجيش المهزوم بالعراق !! بحجة حراسته وحمايته من القاعدة وايران !!. حيث اعلنت صحيفة وول ستريت جورنال يوم 12-3-2013 ( ان البيت الابيض اصدر اوامره للاستخبارات الامريكية منذ عام 2011 بتقديم الدعم السياسي والعسكري والامني لجهاز مكافحة الارهاب العراقي الذي يشرف عليه المالكي مباشرة وبوجود اكثر من 250 مستشارا امريكيا يعمل ويتعاون ويوجه معهم.ضمن برنامج طويل الامد )!!

 

فمتى تظهر العدالة الدولية لمحاكمة امريكا ومن تواطأ معها على جريمتها بحق العراق والعراقيين ملفقين الادلة لتبريرها والتخطيط لها وتنفيذها.اما سيوف المحتلين واعوانهم فلن تكون الا سيوفا خشبية تصلح وقودا لليالي العراق الباردة.

 

المجد والخلود لباني العراق الحديث سيف الدولة صدام حسين ولشهدائه الابرار. وسيبقى بلد الامجاد والمآثر البطولية قاهر الغزاة قديما وحديثا.
 

 

 





الخميس ٩ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة