شبكة ذي قار
عـاجـل










*- اٍن بعث العروبية  بافقها الضيق  المتعصب والشعوبية من مرقدها ، يبعث على التمزق والتشرذم ، وهو واقع نعيشه اليوم ماثلا في الصراعات السياسية ، والفكرية  ،  والمجتمعية ، والاستعلاء والاستعداء الطائفي مما دعى القوميات والاقليات المنضوية تحت خيمة المجتمع العربي بالمطالبة بحقوقها اللغوية والقومية  والدينية ، وقد عالج ذلك حزب البعث العربي الاشتراكي في سبعينات القرن المنصرم ببيان الحادي عشر من أذار ، وأجد ما ورد  بمقالة الدكتور فؤاد الحاج خير دليل ((  لقد انطلق حزب البعث العربي الاشتراكي في نظرته إلى المسألة الكردية وفي سعيه إلى إيجاد الحلول لها من الاعتبارات الأساسية التالية حسب ما ورد في التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث العربي الاشتراكي - القطر العراقي، كانون الثاني 1974 ، وبعد اندحار الجيب الكردي العميل ومحاولات الحزب الشيوعي العراقي لعزل الجماهير الكردية عن حزب البعث العربي الاشتراكي بحجة أن البعث حزب قومي عربي لا يمكن أن يمثل مصالح الجماهير الكردية ويعبّر عن أمانيها ،

 

إلا أن الوقائع أثبتت عكس ذلك فانتشر حزب البعث انتشاراً واسعاً بين صفوف الجماهير الكردية وبرز منهم قيادات لها مكانتها ودورها في قيادة العراق ، لذلك أقر المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشــــتراكي وثيقة نظرية في غاية الأهمية تحدد موقف الحزب من القوميات والأقليات في الوطن العربي  نشرت في 19/4/1979 أكدت فيها ( أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الطليعي الذي يمثل الجماهير، كل الجماهير التي تعيش في الوطن العربي ، بصرف النظر عن لغتها وسماتها القومية ، وهو المدافع الأمين والمناضل الصلب عن قضيتها ، وهو الذي يقودها على طريق الحرية ، وعلى طريق المجتمع الموحّد في الوطن العربي ) ، إلى أن جاءت قوات الغزو الصهيو أمريكي الصفوي وعاد معها تحالف المرتدين الخونة عبر تاريخهم من طالبانيين وبرزانيين من أجل إسقاط بيان 11 آذار الذي رسّخ الوحدة الوطنية الشاملة  ومن أجل تفتيت العراق وتحقيق مخطط أعداء الأمة وأعداء الإنسانية على حد سواء في إعادة رسم خارطة المنطقة تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد ومشروع بايدن  الهادف الى تقسيم العراق الى اقليم كردي وسني وشيعي  ، وأخيراً لا بد من التذكير بأن الانجاز التاريخي الكبير الذي تحقق في شمالي العراق  وأقصد هنا  الحكم الذاتي وفق بيان الحادي عشر من أذار  ، كان ولا يزال يتعرض للتآمر من قوى الشر العالمية بقيادة الإدارات الأمريكية المتعاقبة كما من الكيان الصهيوني ومن أنظمة عربية معروفة ومن قوى دولية واقليمية ومنها نظام الملالي في إيران ، ومن تركيا أيضاً وكل منها يعمل على دعم بعض العناصر الخائنة والعميلة كي تبقى ورقة الأكراد في شمالي العراق ورقة ضغط بحسب مصالح هذه الدولة أو تلك ، وتأكيداً على ذلك فأنه بعد القضاء على عناصر التمرّد احتضنت بعض الأنظمة المجاورة للعراق عدداً من العناصر المتمردة عادوا مع الغزو ليفتتوا العراق من الداخل تحقيقاً لمخطط الصهاينة الذي أعلنه بوش الصغير في بداية شهر أيار 2003 ألا وهو إعادة رسم خارطة المنطقة ، أي إعادة تقسيم الوطن العربي ، وهو ما لم تدركه تلك الأنظمة التي ساندت عناصر التمرّد الكردي في شمالي العراق ولم يقدّروا خطورة أعمالهم بالتعاون مع نظام الملالي وعملائه في إيران التي مهدت لوصول العراق إلى ما هو عليه اليوم من احتلال ودمار، غير أن الحقيقة الأكيدة تثبت أن الأحرار والشرفاء من أبناء الجماهير الكردية في شمالي العراق ليست راضية عما يحاك ضد العراق عموماً وأنها غير قابلة بتقسيم العراق وغير راضية عن جملة الاجراءات التي شهدتها محافظة التأميم وتحديدا" كركوك وطرد العرب والتركمان وغيرهم منها ، لأن انتسابها أي القوميات والاقليات كان شكلي فرضته الأنظمة الاستبدادية القائمة والمتشبعة بالفكر العروبي المتعصب الذي ادانه البعث وأعده من الاسباب الجوهرية لليقظة القومية العربية  المتجسدة بالايديولوجية العربية الثورية      


- *
 ظهور مفاهيم جديدة في الساحة  يراد منها التشكيك بتكوين الوطن العربي وأصل الانتساب العربي من أجل تمرير  الفكر الشعوبي المقسم للامة والناسف لوحدتها والمناهض لكل تبلور ايجابي يجعلها تلتقي مع الامم الاخرى التي تعاني من ذات  الالام والامراض والعلل التي اريد لها ان تنخر جسمها وتبدد نسيجها الاجتماعي ، فأصبح العدو الأجنبي بديلا للعدو الكافر، وذلك برهان على الفصل بين قضايا العرب المستهدفين بوحدتهم وتأريخهم وحضارتهم ومحتواهم الروحي - الاسلام المحمدي الحنيف - والمسلمين في افغانستان ، وكشمير والشيشان ، والصومال ، ولم ينصروا مسلمي البوسنة والهرسك أيام محنتهم وحربهم مع صربيا ، كما أن السلبية التي أظهروها خلال فترة العدوان الصهيوني على غزة  2009 وبعده أثبتت فشل الجامعة العربية فشلا ذريعا ، وحماس تدافع باسم الاسلام ، أكثر مما هو باسم العروبة  و قضية فلسطين في عصرنا الراهن يمكن تطبيق هذا المثل عليها , فقد تمت المتاجرة بها واستغلت إستغلالا سيئا للكثير ممن يريدون تنفيذ أجنداتهم من الماركسيين و البعض من القوميين وأهل النفوذ من الرؤساء والوجهاء وأصحاب الأحزاب المختلفة وآخرهم من ينسبون انفسهم الى منهج ال بيت النبوة ، لقد استغل ملالي إيران القضية الفلسطينية عبر سنين من حكمهم ورفعوا شعارات يوم القدس العالمي وادعوا ظلما وبهتانا نصرة قضية فلسطين , وكثير من خطابات نجاد تتضمن تهديد "إسرائيل" وأنه سوف يزيلها من الخريطة , كما تتبجح إيران بدعم المنظمات الفلسطينية المقاومة بل وعموم قضية فلسطين , كل هذا التطبيل والتزمير لتمرير مشروعها التبشيري بما يسمى بالتشيع المغلف بنصرة المستضعفين الفلسطينيين والمحرومين في العالم وخاصة في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ، وفي المقابل فإن جل المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين كانت على يد المليشيات التي أسستها وتدعمها إيران , فعلى سبيل المثال مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان كانت على يد حركة أمل , ومذابح الفلسطينين بالعراق على يد جيش المهدي وفيلق بدر وقوات الهالكي , ومذابح الفلسطينين في مخيم اليرموك سوريا على يد حليفهم بشار  وشبيحته حيث قتل في سوريا لحد الآن قرابة 700 فلسطيني , لكن رغم كل هذه الجرائم تصر حكومة ملالي ايران على التمسح بقضية فلسطين وإدعاء دعمها   المفاجيء والجديد في الأمر والذي لم يكن أحد يتوقعه هو دخول عراق الملالي الجديد على الخط في دعوى دعم القضية الفلسطينية , بالرغم من أن القاصي والداني قد اطلع على مجازر حكومات الاحتلال المتعاقبة بحق الفلسطينن بالعراق حتى أصبح يضرب بها المثل فبعد الإعلان عن عقد مؤتمر لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني يعقد في بغداد برعاية الجامعة العربية  ، وهنا  تزاحم اعوان الهالكي وحلفائه من الاكثار من ادعاءاتهم بنصرة الشعب الفلسطيني وهم يتناسون تعمدا" كيف يتحرك أدوات الموساد في بغداد والعراق تحت يافطة الشركات الامنية والمستشارين  ، كما لابد من الاشاره الى أمر أخر وهو خلال الحرب الأخيرة على غزة أعلن مقتدى الصدر عن فتح باب التطوع للقتال في غزة دفاعا عن الشعب الفلسطيني
 التناقض بعينه بيد يقتل الفلسطينيون  ويهجرون في صحراء العراق وعلى مقربه من الحدود العراقية السوريه الاردنية     واليد الاخرى تقدم الدعم والعون  ، من خلال هذه السلوكيات والسياسات  المنتهجه من هم يشنون  حملات التصدي للفكر العروبي  ونعته بالاوصاف النابعة من الحقد والكراهية والولاء خارج الحدود حصل ويحصل التشرذم  والتناحر لانهم لايريدون  ان يكون العراق  القوة المؤثرة والفاعله في البناء العربي والاقليمي  ، وقد خاب ضنهم هذا وخسئوا       

 

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر

عاش العراق عزيزا" وغاليا" وموحدا"

وليخسأ الخاسئون     

 

 





الخميس ٢ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة