شبكة ذي قار
عـاجـل










للذين أخافتهم تلويحات نوري المالكي بالحرب الطائفية، أقول إن هذه الحرب موجودة فعلاً، ولكن في العقل الطائفي المريض النتن للمالكي. أما شعبنا فهو أكثر وعياً، وهو الذي عرف بوعيه الحاد أن المالكي مستعد لاستعمال جميع الأسلحة المحرمة، التي اعتبرتها المرجعيات الدينية خطاً أحمر، من أجل التمسك بالسلطة.


يقول المالكي عارضاً السيناريو الذي يريد أن ينفذه : " لسنا ببعيدين عن أيام الارهاب والقتل والرؤوس المقطعة والتفجيرات والحديث الطائفي وقتل الإنسان على اسمه وهويته ومحافظته "، مبيناً " هذه ستعود قطعاً إذا استمر هؤلاء الذي يتصرفون ويتحركون ويتحدثون ".


وها هو يعترف بما في رأسه عندما يقول: " أنا لا أتحدث من موقع تشاؤمي، ولكن أتحدث عن قضية واقعية لأن هناك من ينفخ في نار الفتنة يومياً بالاتهامات وهناك من يحرض ومن يهيئ السلاح ".


أيها العراقيون .. الحرب التي يلوح بها المالكي، إذا حدثت، لا سمح الله، فإنها لن تكون بين أبناء الشعب الذين لن يشتركوا فيها، وستكون بين الميليشيات الطائفية التي جاءت من إيران وتلك التي أسسها المالكي بأموال العراقيين، وبين المقاومة الوطنية المسلحة التي طردت الأمريكان من أرضنا وتتهيأ لكنس العراق من هذه الميليشيات، التي لن تصمد أمام مقاومة الشعب المسلحة.


والمضحك أن المالكي يتساءل : " كيف تستطيع أن تسيطر حينما تنفذ العمليات التخريبية الأمنية من قبل الذين يحملون سلاح الدولة وهويات الدولة وسيارات الدولة وتسهيلات الدولة؟ ".


ونحن لا نلومه طبعاً إذا لم يعرف كيف، لأن علينا أن نوجه له سؤالاً يعرف الإجابة عنه، من مثل : كيف نتصرف إذا قطع خيط مسبحة، وكيف نرتب حبات المسبحة عندما ندخلها في الخيط؟


أما كيف يمكنه السيطرة على أمور دولة وكيف يضبط أمن الناس وبيده جميع الوزارات الأمنية، فذلك يجيب عنه رجل دولة لا رجل سوق.


ويقول " إن تغيير النظام السياسي غير ممكن لأنه نظام انتخابي ".
ألم أقل لكم إن كلامه ليس كلام رجل دولة، فهذا الشعب خرج إلى ساحات العزة والشرف والكرامة مصمماً على التغيير وسنرى كيف يكون هذا التغيير ممكناً.


ويسوغ خيبته وخيبة العملية السياسية التي فرضها المحتل والتي لم تحقق للعراق غير الخراب على مدى عشر من السنوات، فيقول : " مستلزمات البناء والاعمار وتطوير البلد ومشاركة النساء في ذلك تقتضي ان يكون عندنا استقرار سياسي وليس في ظل هذه الاجواء التي فيها من المصادمات والمماحكات وفيها من النفوذ والاختراقات الأجنبية للساحة السياسية والتي لا نجد في الأفق ما يبشر بخير".


إذا أراد أحد أن يعرف لماذا خرج العراقيون وصمموا على إزالة العملية السياسية ورموزها، فإنه يجد الجواب في طيات جواب المالكي هذا .. فهم يريدون طرد الغرباء ومسك زمام أمورهم بيدهم ..


لا تأبهوا أيها العراقيون بالهلوسات الطائفية للمالكي فهذا الشخص ومن أتى به وما جاءوا به في حالة احتضار، ولن يمر وقت طويل حتى يمرغ الشعب أنوفهم بالتراب ويتخلص من عفونتهم الطائفية التي يجب أن تقبع في السراديب العفنة خائفة وجلة من صوت الشعب.

 

 





السبت ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة