شبكة ذي قار
عـاجـل










1ـ  العراق ألق التحرير :

 الحراك الشعبي في العراق   حالة مشرقة تؤشر ألقا مقاوما داخليا و ألقا عربيا بصيغة الربيع الحق رغم سوداوية الصورة في ظاهرها سواء في صيغتها الداخلية أو ما نراه من علاقة الوضع القائم في العراق بما هو اقليمي و عالمي : 

 

أ داخليا :

  العراق شعبا و مقاومة يواجهون أعتي و أعقد أنواع الاحتلال الذي عرفه التاريخ البشري لا يستهدف فقط تحقيق مصالح و انما الغاء العراق لفائدة رؤى استراتيجية لقوة دولية و قوي اقليمية متقابلة في جانب النفوذ و طرق توزيعه و متكاملة في الفعل أي الأمريكان من ناحية و الايرانيين خاصة من ناحية ثانية...فالواقع يؤكد ما يلي :

 

·   نجاح المقاومة سواء في جانبها القتالي الميداني أو في خطابها التوعوي النضالي الجامع تعبئة و فعلا علي تحقيق الاعتراض الاستراتيجي و النجاح فيه و هو نجاح للشعب دورا محوري فيه بحكم كونه الحاضنة التي منها تتغذي المقاومة و اليه تعود في فعلها و خطابها بالرغم من حالات الخلط التي مورست لتحييده لعل أبرزها تلك التي حصلت طيلة سنة 2007 و ما أفرزته من شروخ معطلة لفعلها... في المحافظة علي وحدة الشعب اعلاميا و اسقاط الخطاب الطائفي المقيت المفتعل أمريكيا و ايرانيا طبقا لامتدادات كل منهما. بالرغم من أنها تمكنت من :

 

ـ اغراق الأمريكان في أزمة مركبة مالية و سياسية... لتنكفئ من قوة عظمي متنفذة تحلم بإدارة فردية للعالم الي قوة عظمي دولية تواجه منافسة تهدف اعادة صياغة النظام الدولي صياغة جديدة.

 

ـ تحريك عوامل الرفض الشعبي العربي علي مستوي الساحة العربية الذي شكل فعلها عامل هام من عوامل الحراك الشعبي كرد علي الأنظمة المنخرطة في الاستراتيجية الأمريكية.

 

ـ نجاح المقاومة في مسعاها التوحيدي كما يؤكده الواقع الميداني بنسبة متقدمة جدا و تؤشر المعطيات من أن التقدم علي ذات المسار متأكدة بما يجعل التوحيد النهائي بائنا.

 

ــ نجاح المقاومة في صياغتها سواء للبرنامج الوطني للتحرير أو خطابها و تحديدها لأولويات المحطة الحالية من التحرير في تحديد العدو المستوجب استهدافه باعتباره الشماعة المدعومة  أمريكيا ألا و هو العدو الايراني ـ الفارسي و الطموح الامبراطوري الذي يغلفه بأكثر من غطاء و بخاصة الغطاء الطائفي ـ .

 

·   الأمريكان يتراجعون (تغيير الاستراتيجية) بتقديم لاعبهم الجوكر (ايران) كبديل لهم بصيغة المكافأة لتعاونه ظاهريا و عمليا بصيغة تحميله تبعات المواجهة باعتبار ما يمتلكه من امتدادات في الجسد العراقي بصيغه المكشوفة و المعلنة لا تتوفر لغيرهم ممن شاركوهم الاحتلال من ناحية و من ناحية ثانية تعميق الجرح العربي تحت لافتة الطائفية بصيغة ايجاد المثال القابل للنقاش و التوسع بما ينسجم و طبيعة الاستراتيجية الأمريكية في أهدافها البعيدة المتمثلة في تقسيم الوطن العربي الي كنتونات (حسب نظرية برنار لويس)... تسليم استقبله الايرانيون بلهفة المستعجل علي تحقيق الحلم الامبراطوري ليمارسوا سياسة تجاوزت مفهوم الاعتماد علي امتداداتها ممثلة في الشخوص و الأحزاب و المليشيات و الهياكل السياسية التي استقدمها المحتل أو التي خلقها كبديل لمؤسسات و هياكل الدولة العراقية...الي مفهوم سياسي يري العراق ولاية ايرانية (هجرة استيطانية... تحوير برامج التعليم و استقدام اطار فارسي...مؤسسات أمنية و تجارية الخ)

 

·    الانكشاف التاريخي للدور الايراني و تعمق العداء الشعبي و اتساعه و هذا جانب ايجابي يجب استغلاله بتوجيه و حصر العداء في الأجهزة المسيرة و المرتبطة بها للهياكل التي خلقها المستعمر و القطع مع الخطاب الطائفي الذي تمارسه بعض الجهات المحسوبة اعلاما علي الفعل المقاوم.

 

حالة مشرقة من الفعل المقاوم بصيغتيه :

 

ــ  المقاومة المسلحة : منذ دخول الاحتلال كما عبرت عنه المقاومة بمختلف فصائلها حتى فرض الانسحاب علي الأمريكان رغم ما يؤشره في الواقع من أنه انسحاب  اعلامي لا ينطلي إلا علي السذج باعتبار " حجم السفارة ، الاتفاقية الاستراتيجية ، جملة القواعد العسكرية تحت لافتة تقديم الخبرة " و الأهم من كل ذلك أن الانسحاب بمفهوم انهاء الاحتلال لم يقترن بإخراج العراق من تحت البند السابع ـ أي توظيف القرارات الدولية لتأبيد الاحتلال بطرق جديدة .. و اخضاع العراق و حتى الفعل الوطني لاستعادة الاستقلال تحت طائلة المقايضة .

 

ــ المقاومة السلمية : بصيغته الشعبية منذ 25 شباط/فيفري 2011 و بما نشاهده من شمولية لكل العراق منذ 24/12/2012 و هي في شهرها الثالث رغم ما يبذله الاعلام الذي لم يتخلص بعد من " اعلام الصدمة و الترويع "  بتركزه علي ربط الحراك و حصره في مناطق جغرافية محددة من العراق و لا يتردد في الصاق لافتة الطائفية به  بما يجعل منه حالة مكملة  لمشروع تقسيم العراق طبقا لما مثله الاحتلال من استهداف اعلام يغيب متقصدا التأشير علي ما يعرفه العراق من اختراق ديمغرافي أي احداث الخلل المطلوب في بنيته السكانية ، فعل يتلخص في ظاهرتي التهجير القسري و فتح المجال أمام التوطين السكاني  الأجنبي بشكل محمي سواء من الاحتلال منذ حصوله أو في سلوك من وكله المحتل ادارة العراق بعد انسحابه الاعلامي .

 

ب ـ اقليميا و دوليا :

مثل احتلال العراق فرصة ثمينة للقوي الدولية ــ أمريكا و من تحالف معها خاصة من الأطراف الاقليمية ايران أساسا ، و ليس من ساعدها باعتبار أن من ساعدها  الأنظمة العربية  خاصة لا يتجاوز دوره دور الداعم الغبي الذي لا يقرأ إلا بمنظور الصفحة الواحدة البائنة له ــ :

 

·   صناعة المثال أولا ثم العمل علي تقديمه كنموذج "ديمقراطي إقليميا وعربيا " ومن يشاهد الوطن العربي والعالم الإسلامي يكاد يقر بأن هذا المثال بدأ يأخذ حيزا في الحراك الاجتماعي و السياسي سواء بصيغة تقابل أو محاصصة في أكثر من ساحة علي مستوي المنطقة بمعنى إن العراق قد أدى وظيفيا هذا الدور الذي مارسه ولازال يمارسه معظم من هم متصدرين لقيادته في ظل الاحتلال ممن قدمهم المحتل كسياسيين وساعدتهم في ذلك مرجعيات دينية لا يمكن حجب تأثيرها الاجتماعي بإفراز رجال الدين من نوع مستحدث وفي كلا الفرعين قبلوا لأنفسهم بدور أداة التغطية والتنفيذ في آن واحد.

 

·   لا أمريكا و من ورائها الغرب باعتبار رؤيتهم لمصالحهم يمكن أن تتراجع تحت تأثير الفعل السلمي الذي لا يستند الي فعل مؤذي لهذه المصالح مما يعني وجوب اقتران الحراك الشعبي السلمي باستهداف المؤسسات الأمريكية و بكل أشكالها دون استثناء بصيغة مسلحة بما يشعرها من أن الشعب رافض لها في طبيعتها المنحازة خاصة و هي تسلك ذات الاتجاه منذ عشر سنوات تاريخ بداية الاحتلال  فعلا و ان كانت تصرح بما يخالف ذلك اعلاما .

 

·   لا ايران يمكن أن تتراجع أو حتى تفكر في تضييع فرصة امكانية جعل حلمها الامبراطوري حقيقة من خلال ضم العراق أو جزء منه وفي أسوء الحالات حرمانها مما تقتطعه من عائدات مالية من العراق و ما احتلته من مساحات جغرافية كمواقع كانت سببا من أسباب اندلاع حرب الثماني سنوات و من آبار نفطية سواء آبار الفكة أو حقول مجنون و من تحويل لصبيب الأنهر و استخدام مجاريها لتحويل مياه البزل باتجاه الأراضي العراقية  أو في توظيف تقدمها في الساحة العراقية كورقة في مفاوضاتها  في التغطية علي أوضاعها الداخلية ... مما يستوجب من الفعل المقاوم بصيغته المسلحة أن يتوجه و بصيغة مكثفة لضرب هذا التواجد الذي يتخذ أشكالا مسلحة  بما يخفف الضغط علي أبناء الجنوب من خلال تشتيت الفعل ألاحتلالي الذي تمارسه ايران واقعا علي مستوي هذا الجناح الذي بدونه يبقي تحليق العراق باتجاه التحرير و الاستقلال و استعادة عافيته واقعا مؤجلا ، و ان بدأ الفعل المقاوم السلمي بالدعوة الي مقاطعة كل ما هو ايراني منتوجا كان أو خطابا .

 

2 ـ نعم لمن يدعم الفعل المقاوم بصيغتيه .. لا و ألف  لا لمن ينصب نفسه بديلا عنه.

بدلا عن مناقشة رؤي تعمل علي تنصيب نفسها بديلا للفعل المقاوم بشكليه المسلح و السلمي أري أن يكون توجهنا مغايرا تماما لذلك باعتبار أن مثل هكذا نقاش  يأخذ من جهدنا دون أن يقدم الفائدة له ، أري أن نتوجه الي ما يلي :

 

أ ــ علي مستوي الرؤية :

 رغم ايماننا من أن العراق و شعبه بمقاومته بمفهوميها البائنين المسلح و السلمي يمتلكان من الكفاءات و الرؤية التي تتجاوز ما نقوله سواء تخطيطا أو حلولا و احتسابا لما هو قائم بين طرفي معادلة الاحتلال "الامريكي و الايراني " المعادلة التي تهدف ذات النتيجة و ان اختلفت علي مستوي التفكيك باعتبار كل و ما يستخدمه من أدوات ، و ما يتوخاه كل طرف في ذلك و ما يمكن أن يتوصل اليه الطرفين من اتفاقات و توافقات مصالح علي خلفية ما هو قائم يمكننا كمتابعين و اعلاميين .

 

ـ أن نشجع و نطالب بضرورة تسريع وحدة فصائل العمل المسلح لما يختزنه الواقع العراقي اليوم من ضرورة الانطلاق من فعل موحد سواء تخطيطا أو فعلا علي مستوي الميدان بصيغة الاعتراض في مواقع  أو  الهجوم في مواقع أخري .

 

ــ أن نشجع و نطالب بضرورة تسريع وحدة الخطاب السياسي و الاعلامي خاصة و ان المقاومة العراقية الباسلة طرحت برنامجها السياسي منذ أيلول /سبتمبر 2003 و أكدت مرارا علي أن لا مجال لعودة الاستفراد قارنة التحرير بمبدأ التداول علي السلطة بما يقتضيه العصر من ديمقراطية حقة تحفظ وحدة الوطن و المجتمع لا ديمقراطية المحاصصة التي تمثل المدخل لاجتثاث العراق لا كشعب ـ كما هو قائم حاليا ـ علي طريق اجتثاثة جغرافية و هوية .

 

ب ـ علي مستوي الفعل :  

ـ جعل واقع العراق المعاش بكل ما فيه من ألق نضالي متميز حاضرا في خطابنا و فعلنا كل و امكاناته والطرق التي يجعل من هذا الفعل حالة مضافة .

 

ـ جعل حالة  التعتيم علي هذا الألق سواء اعلاميا أو تداولا في المحافل الدولية هدفنا الآن للكسر و الاختراق  حتي التحرير و تسبيقه تداولا علي غيره من الساحات رغم ما تعيشه من ـ حراك ـ الا أنه حراك لا يرتقي الي مرتبة الحراك الذي يقسم ظهر الأمة العربية و يخرجها من التاريخ بصيغة المرحلة بقدر ما يمثله الحراك في العراق في حالة لا قدر الله انتكاسته ، بما يعنيه من انفلات " ميدوسا و جورجيناتها " * .

 

*ـ ميدوسا و جورجيناتها : أنظر الميثيولوجيا الاغريقية

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





السبت ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة