شبكة ذي قار
عـاجـل










أمران اثنان دفعاني لإعادة الكتابة في موضوع الحصار الجائر الذي فُرض على العراق بعد حرب الكويت، هما اولا" صعود أجيال جديدة من العراقيين والعرب الى مشهد الأحداث لا يعرفون تفاصيل الحصار ممَن عايشوه وسدّدوا فواتيره موت ودمار، بل يسمعون ممَن أراد لهم الله سبحانه أن يكونوا شهود زور في زمن التلفيق والرياء، وثانيهما ان أضعف الايمان يقتضي أن نديم زخم كشف التزوير ما دام المزورون لا ينفكون يعيدون تشغيل اسطوانات الكذب والرياء وقلب الحقائق وكتابة التاريخ بعبارات مقلوبة.

 

تعريف الحصار :

الحصار كان عقوبة جماعية لشعب العراق فرضتها اميركا وأجبرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تبنيها في ممارسة تعادي حقوق الانسان وتسحقها وتلغي خيارات الشعوب في تقرير علاقاتها البينية ظهرت بدايات تطبيقه بعد هزيمة ايران عام 1988 وشدد عام 1991 حيث أخذ كامل مدياته ، في وقت كانت الولايات المتحدة تدشن عصر الانفراد بقطبية العالم أثر انتصارها في الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي وتفتيتها للمنظومة الاشتراكية. ولمَن لا يعلم فقد تضمن الحصار الذي لم يشهد تأريخ البشرية له مثيل في صرامة التنفيذ وقساوته كمنهج وكمفردات تنفيذ ,الأطر الأساسية الآتية :

 

1- منع العراق من تصدير ثرواته المختلفة منعا باتا .

2- منع العراق من استيراد أية مادة من أي نوع كان منعا تاما.

3- إجبار دول العالم على إيقاف تجارتها البينية مع العراق.

4- تجميد اموال العراق تجميدا كاملا في كل بنوك العالم.

 

أدوات الحصار :

وقد نُفذت هذه الأطر تنفيذا حرفيا تحت سيطرة كاملة للإدارة الامريكية وبمراقبة دقيقة لكل منافذ التصدير والاستيراد، ومنعت شركات العالم كلها وعلى اختلاف منتجاتها من التعامل مع العراق وتم ضمان إلتزام مطلق من دول الجوار ايران وتركيا والأقطار العربية على تطبيق الحصار.

 

وقد دام الحصار قرابة أربعة عشر عام كان من بين نتائجه الكارثية :

أولا" : إسقاط قيمة الدينار العراقي الى أدنى مستوى له بحيث صار كل مئة دولار امريكي تعادل قرابة 300 ألف دينار عراقي او اكثر في بعض مراحل الحصار.

ثانيا" : توقف تام لعجلة الحياة الاقتصادية للبلد.

ثالثا" : مجاعة شاملة للشعب العراقي حيث نقص أو انعدام الغذاء ومواده الأساسية.

رابعا" : انتشار الأمراض والأوبئة بسبب نقص او انعدام الادوية والمضادات الحيوية واللقاحات.

خامسا" : وفاة قرابة مليوني عراقي اغلبهم من الشيوخ والأطفال بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء.

سادسا" : تدني مستوى رواتب موظفي الدولة وتدني مستويات المعيشة الى ما لم يكن له مثيل في تأريخ العراق من قبل.

سابعا" : تقادم اسلحة الجيش العراقي وضعف التسليح والقدرات الدفاعية بعد أن تم تدمير معظم قدرات الجيش أثناء الانسحاب من الكويت بعد قرار وقف اطلاق النار في عملية غدر أمريكية قذرة.

ثامنا" : هجرة ملايين من العراقيين الى خارج البلد بحثا عن فرص عيش افضل وتم تجنيد العديد منهم ضد بلدهم وحسبوا على ما يسمى بالمعارضة العراقية في حينها .

 

وكانت أطراف ما يسمى بالمعارضة العراقية المقيمة في ايران وبريطانيا ودول اخرى عربية وأجنبية متعاونة بأساليب مختلفة مع اميركا والدول الساندة لها لإطالة أمد الحصار وتشديد اجراءاته الظالمة. ولم يكن هذا الدور الذي لعبه محمد باقر الحكيم وإبراهيم الجعفري واحمد الجلبي وعلاوي ومحسن عبد الحميد وجلال الطالباني وغيرهم سرا على أحد، بل كانوا يعلنونه ويتباهون به ويتفاخرون لأنهم كانوا يرون في الحصار طريقا سالكا لإسقاط الدولة العراقية بعد تفتيت ارادة الوطن والشعب بالتجويع وانهيار البنى التحتية كلها. هذا يعني ان حكام اليوم هم مَن كانوا سببا في تجويع شعبنا وتهديم ما بناه في مجالات التعليم والصحة والصناعة والقوات المسلحة كحارس للوطن والأمة، حيث كان الخراب الشامل الذي يحدثه الحصار هو نقطة الضوء التي يرونها في نهاية النفق المظلم الخياني الذي وضعوا أنفسهم فيه ولم يعد يهمهم من أجل الخروج من ظلماته الى ظلمات السلطة الغاشمة لا شعب يجوع ولا وطن يهدم.

 

نتائج الحصار للتبشيع :

قبل الغزو وبعده اشتغلت ماكنة الاعلام الامريكية وخدمها لاستخدام نتائج الحصار الاجرامي في اجندات تبشيع النظام الوطني العراقي وقيادته التاريخية. استخدام قذر لنتائج فعل اقذر. توظيف ميكافيلي لا اخلاقي لفعل نأى عن الاخلاق برمتها بعيدا بعيدا. الامر برمته يشبه من يحقن جسد مريض بدم ملوث بالايدز ثم يستخدم كل اجهزة الاعلام ليقول عنه انه مصاب بنقص المناعة المكتسبة بسبب اللواط. او كمثل من يفتح قناني فايروس او ميكروب او جراثيم مرضية في كل ارجاء المجتمع ثم يعيير المجتمع كله بعدم القدرة على حماية نفسه. او كمن يحجر اسدا اسيرا بأغلال من حديد ويكبل ارجله ويقلع اسنانه ثم يتهمه بالجبن .

 

ان من العار على أزلام وعبيد وخدم الغزو والاحتلال أن تبقى لغة التبشيع كلها لغة تزوير ونفاق ورياء . ومن العار ان يستخدموا العار الذي مارسوه هم بأنفسهم للإساءة الى العراق وإلحاق الاذى بسمعة شعبه ودولته الوطنية ولتشويه الحقائق وتبشيع النظام الوطني العراقي ورموزه الخالدة. ومن العيب على من يسمعون هذا التزوير الباطل المنكر ويصفقون له أو يسكتون عنه ولا يفضحونه على انه تدليس وباطل . وإنها لجولة تضليل سيغلبها شعبنا بإذن الله ليمزق كل الصفحات التي سجلتها الايادي القذرة المجرمة لتاريخ وأفعال ونتائج كانت هي من سببها وساهم في استخدامها كسلاح اجرامي ضد العراق وشعبه . انهم قردة المعارضة الخائنة الذين أباحوا لأنفسهم وأفتت لهم عمائم النفاق بإباحة كل موبقات الكون ثم استخدموا ممارساتهم الضالة علنا وعلى رؤوس الاشهاد كخناجر شيطنة وتبشيع وإساءات واتهامات لا اساس لها ضد شرفاء العراق .

 

 





الثلاثاء ٢٢ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة