شبكة ذي قار
عـاجـل










من التجارب المهمة التي تمر بها التيارات والاحزاب السياسية والشعوب التي تكون قاعدة لتلك التيارات والاحزاب وكثير من الامم وعلى مدى التاريخ القديم والحديث قد لاندخل في تفاصيل كيفية بناء الامم والحضارات التاريخية التي انشأت على ارض وادي الرافدين العراق التاريخي خير شاهد على ذلك الشعب الذي قاد تلك الامم والحضارات والشواهد منها كثيرة وللحديث على التاريخ القريب اي منذ نشات تاريخ العراق الحديث للقرن الاخير من الزمن كانت هنالك كثير من الصراعات الدولية والاقليمية من اجل الاستحواذ على الارض الجغرافية العراقية ومن منطلق عصر الصناعة الحديث واكتشاف اهم معدن في باطن الارض هو النفط .. مر العراق في كثير من الانقلابات والثورات السياسية والتي كانت تطمح للوصول بالعراق الى سدة الحكم السياسي والاقتصادي السيادي الكامل .. لم تستطع كل الحكومات الملكية والجمهورية ومنذ عام 1917 احتلال العراق من قبل القوات البريطانية وتنصيب الملك فيصل على العراق وحتى مجئ الحكم الجمهوري ووصولا الى ثورة 17 - 30 من تموز وما مر بها من ظروف عصيبة لترى النور وكانت تلك ثورة التحرر والاستقلال والنهضة والبناء ... من هذا التاريخ الذي ادخل في سفر التاريخ العراقي والذي استطاع من خلاله الشعب بالوقوف صفا واحدا مع كل القوى الوطنية الخيرة بالتقدم السريع في البناء والتنمية على كل المستويات والاصعدة وبعد ان ادرك الشعب العراقي انها الثورة الحقيقية للنهضة التنموية ... واستطاعت الحكومة العراقية ومنذ عام 1968 بالعمل سريعا ليتسابقوا مع الزمن ليواكبوا العصر في البناء والتقدم وكان شاهدا على عصر تاريخ بناء العراق وكان اسرع مما توقعت الدوائر الاستعمارية التي حاولت تعطيل عجلة الاستقلال السياسي والاقتصادي وعجلة التقدم والبناء وشهد العراق خلال السنين العشر الاولى بعد الثورة اسرع عجلة بناء على مدى تاريخ العراق علما كانت ميزانية العراق الاقتصادية المالية لاتتعدى اقل من ربع الميزانيات الحالية من مبيعات النفط وجميعنا يعلم ان سعر النفط في السبعينات وحتى عام 1980 لم يتعدى 20 دولار للبرميل او اقل ..ولكن الاخلاص والصدق والامانة لدى القيادة التي قادت البناء والقاعدة الشعبية التي تمثلت بقيادة الدوائر المركزية لقيادة الدولة والمجتمع كانت من الامانة والاخلاص الذي لايوصف في الحفاظ على المال العام والخاص واستغلال كل الاموال باتجاه البناء التنموي للمواطن العراقي ..


ولاحظنا جميعا تلك المرحلة الانفجارية ومن ثم كيف بدأت المؤامرات الاستعمارية والخيانات المتتالية بالتعاون مع الدول الاقليمية التي ارادت ايقاف عجلة التقدم التنموي السريعة والتي كان من المقرر ان ينتقل العراق الى صفوف الدول المتقدمة .. ورغم كل ما مر بالعراق من حروب ودمار وحتى وصلوا الى الاحتلال المباشر .. ولاحظنا .. خلال 10 سنوات التي خلت كييف وصل العراق في كل المجالات من الفساد والدمار رغم الميزانيات الفلكية التي تعادل ميزانيات دول مجاورة .. ورغم كل ذلك الاجندات الاقليمية والدولية لتمزيق وحدة الصف العراقي وتحطيم القدرة البشرية والعلمية والعسكرية العراقية وانشاء مجتمع جديد وحكومات جديدة وبعيدة كل البعد عن بناء العراق وبناء مجتمعات موحدة بل اتجهت نحو تمزيق وحدة المجتمع العراقي باتجاه الطائفية والعرقية التي لم يعرف الشعب العراق منها شئ .. وكانت هذه ورقتهم التي لعبوا من خلالها لتدمير العراق ومازالوا يلعبون هذه اللعبة ..


لكن بعد ان وصل الشعب العراقي وادرك وراجع التاريخ القريب وقارن بين الماضي القريب والحاضر وبات يعرف من كان مخلصا لتراب العراق ومن كان يبني ومن يهدم وبات المواطن العراقي اقرب من الفرز في الشخصيات .. لذلك اتجهوا العملاء والخونة لاستغلال السذج والبسطاء من عامة الشعب ليمرروا اجندتهم الطائفية ومانراه اليوم من اشاعة فوضى الطائفية مرة اخرى والتي جاء بها المحتل الامريكي والفارسي الذي يطمح لاعادة الامبراطورية الفارسية المهزومة سابقا على يد سعد ابن ابي وقاص .. ولاحقا على يد رجال العراق في القادسة الثانية بعد تجرعهم السم..لم يكن امامهم الا ان يتفقوا اعداء الارض والانسانية لاغتيال العراق والتاريخ الشعب الجبار ...


اليوم ادرك الشعب ولم يبقى في الصبر بقية وانتفض نحو ساحات العزة والكرامة ليقولوا كلمتهم لن يكون العراق الا للعراقيين النجباء والمخلصين ولن يكون العراق الى للعراق ولن يكون العراق الا لابناء وبناته وسادته وتاريخه ... يابناء العراق في كل ساحات العزة والكرامة يا ابناء العراق في جنوب العراق ووسطه ادركوا وقفوا مع اخوانكم ولاتنخدعوا برسائل ايران وماتدفع بها على اساس حماية الطائفة .. عليكم ان تعرفوا لن يحميكم الا وطنكم وتاريخكم ومجدكم .. تذكروا انكم وتاريخكم من هزم كسرى وجيشه .. تذكروا ان العراق لنا جميعا وليس لاحد غيرنا لافارسي ولا امريكي ولا تركي ولا صهيوني .. العراق للعراقيون تاريخا وحاضرا ومستقبلا ... سنبني بسواعدنا جميعا وسنعيد البسمة على شفاه اطفال العراق وسنعيد بناء الانسان الذي خربته العقول العفنة ...


تذكروا ان العراق اول من علم الانسان والبشرية الكلمة والقانون ... ونحن جميعا ننتمي لذلك العراق واليوم هو امتداد لذلك العراق العظيم وثورتكم وانتفاضتكم اليوم تاريخ وامتداد للانتصارات العظيمة للشعب على مدى التاريخ .


الله اكبر .. الله اكبر وما النصر الا من عند الله


سيروان بابان
عضو / هيئة التنسيق المركزية لدعم انتفاضة الشعب العراقي

 

 





الثلاثاء ٢٢ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيروان بابان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة