شبكة ذي قار
عـاجـل










ـ 1 : سواء في مصر أو في تونس " رغم البعض من الاختلافات الشكلية " في طبيعة من وصل للسلطة و تصدرها في المرحلة الأولي من الحراك الشعبي و ان كانت طريقة الوصول و أسبابها و عواملها ذاتها . يمكننا القول من أن الواقع يكاد يكون نسخة مطابقة للأصل وزعت علي كلا الطرفين سواء في مصر أو في تونس و تصريفها يعتمد ذات الأطراف و يستند الي ذات الأدوات ، و تحكمه ذات العقلية الرافضة للحوار و المتشبثة بالفعل المرتد بالبلاد الي مرحلة ما قبل حتى تأسيس الدولة المدنية ، النتيجة كلا الساحتين تعيش ولادة الطائفية السياسية و التي مؤشراتها انقسام اجتماعي .


ـ الطرف الأول مع الدولة المدنية تمثله المعارضة الوطنية بكل أطيافها " المعارضة المعلنة في ظل الأنظمة السابقة أو الملتحقة بها بعد الحراك من بقايا الأحزاب التي مارست السلطة أو شاركت فيها ممن لم يكن لهم دور مؤثر ـ بقايا التجمع في تونس و ما يسمي فلول في مصر " مضافا اليهم أغلب النسيج الاجتماعي الساكت و المتضرر في حياته اليومية بصيغة مباشرة نتيجة الانسداد القائم في السلطة و الحياة العامة عامة و لكنه طرف لا زال مشتت في فعله تحكمه الخطية و اعتبار السلطة أولوية علي حماية الوطن في جانب و عجز عن خلق الحدث اذ تقتصر أفعاله علي ردود الفعل علي ما يخلقة الطرف الثاني الذي يتمترس بالشرعية الانتخابية و يرفعها دفاعا عن سلطته بصيغة ــ المقدس ــ رغم أن لا شرعية لأي كان اذا لم يتمكن سواء برنامجا أو ادارة من اقناع المواطنين بكفاءته و قدرته علي حفظ الأمن أو التعاطي مع ما هو قائم بما يسهل عليه القبول حتى .


ـ الطرف الثاني يمارس ازدواجية الخطاب علي مستوي الاعلام و التعبئة للخارج و يطبق رؤية تستهدف تفكيك مؤسسات الدولة المدنية لفائدة دولة المرشد ... تفكيك لا يتقصد الادارة فقط و انما حتى العاملين بها بصيغة التعويض من ذات الخندق ... خندق يجمع بين الاخوان و ما يسمي بالسلفيين و ما يسمي بالدعاة ... رغم حالة التباين الاعلامي بينهم و لكنهم يمارسون في ذلك ذات الصيغة التي تمارسها الأطراف المحافظة في الكيان الصهيوني ... النتيجة توزيع الأدوار بما يوحي بالاختلاف و يمكنهم من شق الطرف المقابل في الفعل السياسي ... و يجتمعون علي المبدأ يميزهم الانضباط للتوجيه المركزي بحكم أن الأمير أو المرشد بيده الحل و الربط اضافة الي ما يتوفر لهم من مصادر تمويل تسهل لهم الحركة و التعبئة ... وضعية تتجه بكل مواصفاتها الي حالة من حالتين .


أ ـ أن نعيش حالة مشابهة لحالة أوروبا سنة 1853 كنتاج للربيع الأوربي 1848 ، أي اعادة صيغة الأنظمة الشمولية بصيغة جديدة شعاراتها مرفوعة و متداولة في صيغة تساؤل ـ أين الجيش ؟ ـ و يعد فيه ما فيه من تجنيب الوطن الضياع ـ التقسيم للأقطار المستهدفة بالقسمة ـ و الشعب خسائر بشرية يعلم الله وحده حجمها .


ب ـ الاتجاه نحو المواجهة المفتوحة تحت طائلة الضغط الممارس و عقلية قدسية الشرعية و الاستعلاء علي الرأي المقابل و عدم الاستماع اليه بما يجعل من كلا الساحتين المصرية و التونسية حالة متممة و مقترنة بما قام في ليبيا و ما هو قائم في سوريا حاليا .


2 ـ الأمر كان رؤيتهم معروفة فمن دمر العراق و وضعه علي محك التقسيم باستخدام " الصدمة و الترويع " و عند عجزهم استبدلوها ب " التسرب المرن " و هذه الأخيرة الموظفة حاليا في الوطن العربي و الساحات التي عرفت الحراك ... هذا الأمريكي السافل بكل المقاييس في العراق خاصة و فلسطين تاريخا لا يمكن أن يكون شريفا لا في مصر و لا في تونس و لا في أي ساحة أخري و مجيء كيري و الاستقبال البارد له في مصر لا يعني شيئا بقدر ما يعني التغطية علي مدي تغلغلهم في صفوف المتصدرين للقيادة ، و الا ما كان ليلوح ببعض من الفتات كمساعدة لا تكفي حتى لصرف رواتب موظفي القطاع العام لشهر واحد ... مما يعني أنهم مع استمرار أزمة مصر و تعميقها وصولا لرؤيتهم الاستراتيجية و هي الرؤية مع كل الأسف التي يمارسها جزء من نسيج المجتمع العربي " الأسلمة السياسية " بوعي منها أم نتيجة تسديد فاتورة ارتباطها القديم المتجدد بالغرب عامة و الأمر كان خاصة .

 


d.smiri@hotmail.fr

 

 





الاثنين ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة