شبكة ذي قار
عـاجـل










الوطن كالشجرة التي تزهر بأغصانها و بثمرها ، و كالجبل الذي يزهو بغاباته بمختلف ما تمثله من غطاء احيائي طبيعي متكامل و متوازن ، هكذا هي الأوطان زينتها شعوبها بكل ما تعنيه من فئات و مكونات كل و ما يقدمه علي طريق حماية الوطن و استقلاله . و الأوطان التي ليس لها شعب منه رجال تدافع و رجال تساند و رجال تحفظ الأمانة والعهد .. يسخر منها الساخرون ، و تصبح أوطانا علي حافة طريق التاريخ الانساني تماما مثل الشجر النابت على قارعة الطريق ، كل عابر يقتطف منه حسب حاجته وكل حيوان البر يأكل من ورقه ، و قد يصل الأمر الي تقليم غطاء الجذع بما يؤدي الي الموت .


1 ــ ما من أحد يمكنه أن لا يبحث عن أعذار لما حل بالبعض و هذا البعض كثير و كثير جدا ممن كان لهم دورا ما متقدم كان أو في حلقة من الحلقات كبيرة كانت أو صغيرة في البناء الوطني الذي صاغته تجربة رائدة في نهوض الأمة العربية بقيادة البعث العربي الاشتراكي في العراق ، التجربة التي جعلت القوي الدولية المعادية للأمة تنتقل في فعلها من الاستهداف بالنيابة الي الاستهداف المباشر لوضع حد لها بالصيغة و الشكل و النتائج التي رآها القاصي و الداني و نعيش فصولها يوميا منذ 1991 حتى الآن ، و لا أحد ينكر أثر " الصدمة و الترويع " سواء في شكلها المادي أو أثرها المعنوي ... هذا البعض الكثير و الكثير جدا سلك مسالك عديدة و تناسي حكمة الجدود كما وثقها الحكيم أحيقار كاتب سنحريب ملك آشور و نينوى في القرن السابع قبل الميلاد القائلة : " القطيع الذي يسلك مسالك عديدة يصبح فريسة للذئاب " .. مقابل رصيد التجربة عنوان الوطن و الشعب " رجال حفظوا الأمانة و العهد و رجال تدافع و رجال تساند " الذين واجهوا الأمر اعتمادا علي حكمة من ذات النبع الذي سقته أعلاه و القائلة :" خير لك أن يضربك العاقل ضربات عديدة من أن يمسح الجاهل جسمك بأريج العطر " . و لا ينكر عليهم أي كان من أنهم بجمعهم هذا حققوا ما لم يحققه القطيع و ان كان تكلفة ذلك عالية و بكل المقاييس و النتيجة التي بلغها فعلهم يستحق ما قدموه من تضحية و ان كان مؤلما ذلك باعتبار ما يمثله المبدأ الذي يقفون عليه و ما يستهدفه سواء في ما يخص الوطن في حدوده القطرية أو الوطن في حدوده القومية .استحقاق لا يستطيع أي كان انكاره استحقاق عنوانه * الهزيمة الأمريكية العسكرية و المعنوية يصغها : السياسية و الاقتصادية و الأخلاقية * أو التقليل من أثره حتى علي مستوي ما أثاره كاستحقاق في نتائجه من تغييرات في طبيعة التوجهات الكونية للقوة التي استهدفت التجربة بصيغة مباشرة و من ورائها كل الذيول و التوابع الموظفة سواء بصيغة خرق للأسخدام الآني .. أو بصيغة اللاعب الجوكر أولا و المدرب المتربص بعد الانسحاب الاعلامي للأمريكان لإتمام مشوار اللعبة التي تستهدف لا فقط جملة مصالح و انما اجتثاث العراق جغرافية و هوية.


2 ــ يقول ذات الحكيم :

"عندما يأكل ابن الغني الافعى يقال : أكلها ليتشافى و اذا أكلها الفقير فيقولون : اكلها من شدة جوعه ".


يتجه كاتب المقال من الاقرار بحالة ما هو مروج واقعا خطابا و فعلا ميدانيا لمن استخدمهم الأمريكان و كل الأطراف المعادية للتجربة العراقية و العاملين علي اعتراضها كشهداء زور في شيطنة النظام الوطني في العراق و طابور من طوابير اختراق الجدار الداخلي و أدلاء جيوش الاحتلال بين 1991 و 2003 و أداة من أدوات الاحتلال لتنفيذ أجندته حتي 2011 و سلمهم ادارة البلاد بالنيابة عنه ... و هم آكلي الأفعى الطائفية بصيغتها الصفوية تحت لافتة المظلومية و الأفعى الاسلاموية بصيغتها الاخوانية .. الأفعى التي خلقها الأمريكان و روج لها اعلاميا و فعلها ميدانيا في فترة كل من ــ بول بريمر و نغروبونتي ــ طبقا لما يستهدفونه من احتلالهم للعراق ... لذلك مثل هذا الخليط أبناء الأغنياء آكلي الأفاعي طبقا للحكمة أعلاه و مارسوا و يمارسون من خلالها تحت طائلة الحماية الأمريكية و استنادا للدعم العسكري و البشري الايراني بما يجعل منها واقعا قائما من حيث القراءة الظاهرية هذا اذا ما قرانا حسن النية في من يكتب بهذه الصيغة ، و لكن حسن النية هذا تنسفه رؤية الكاتب القالبة للحقائق و المنطلقة أساسا من اعلام المحتل عندما يقصر الفعل المقاوم علي طائفة واحدة بما يضفي علي موضوعه و ما يستهدفه من استنتاج حالة مقبولة ليصبح واحدا من آكلي الأفعى الطائفية و من المشجع علي أكلها ــ أي قلم من الأقلام المنخرطة في ما يود الأمريكان و الايرانيون تحقيقه في العراق ــ... فقراء العراق أو من فقّروا و من مختلف مكونات الطيف العراقي الغالب بصيغتيه الاثنية أو المذهبية أو ما يزخر به هذا الطيف من ألوان أخري " الرجال الذين حافظوا علي العهد رجال الدفاع و رجال الاسناد " لم يأكلوا الأفعى و لن يأكلوها بقدر ما أنهم في حالة صراع معها و مع منتجاتها سواء في فترة ما قبل الانسحاب الاعلامي الأمريكي و هم يقاومون الاحتلال و من قدم معه من ــ المستعرقين أكلة الأفاعي أو المشجعين علي أكلها ــ أو و هم يمارسون المقاومة السلمية في شهرها الثالث صبرا و تحملا أو فعلا ميدانيا ...من هنا يمكنني القول من أن كاتب المقال يمثل صوتا من الأصوات الفاعلة في مشروع " بايدن " التقسيمي و ينطبق علي كلامه المثل القائل " إن كلام الكاذب كالعصافير الدسمة ، من ليس فيه حكمة التهمها " .


3 ـ ختاما أقول علي لسان الحكيم أحيقار :عندما يقف الماء وعندما يطير الطائر دون جناح , وعندما يبيَض لون الغراب ، وعندما يحلو المر كالعسل ... قد تصبح أجندة أمريكا في تقسيم العراق واقعا و قد يتحقق لولاية الفقيه حلمها الامبراطوري ، و أشك في أن يغادر مرتزقة الاعلام و الأقلام المنخرطة في العمالة نذالتهم المغلفة بالمعرفة السطحية لفعل الشعوب المتجذرة في التاريخ كالشعب في العراق .


*ــ ردا علي مقال بعنوان "رسائل الدم " تكرس خيارات التقسيم والعزل الطائفي بالعراق ، الكاتب مجهول .



d.smiri@hotmail.fr

 

 





الخميس ١٧ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يـوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة