شبكة ذي قار
عـاجـل










مضت اكثر من 700 عاما على احتراق بغداد الاول عندما دنسها المغول التتري, وعشر سنوات على احتلالها الغادر, مدمرين الحرث والنسل. لتتغير معالم مدينة دار السلام التي اعزها وكرمها شهيدها وابنها البار المرحوم صدام حسين رحمه الله.رغم البون الشاسع بين هذين الغزويين والايادي والنيات الخبيثة التي اشعلت جذوة هذين الحريقين,فانهما يلتقيان بهدف واحد!!.فتحولت ارض الكبرياء والعلم والثقافة والتراث والتأريخ المجيد والابداع والانبياء والرسل والصحابة الاجلاء والمراقد الدينية المقدسة رضوان الله عليهم,لكومة رماد!!. انها ام المصائر صاحبة وسليلة المجد التليد والعزم والقوة وقلعة الاسود عبر السنين, والفيض العاطر, حاضرة الزمان الموثل بالفخر والافتخار والسيرة الزاهرة.كانت من ابداع الخليفتين ابو جعفر المنصور وهرون الرشيد بعصرها الذهبي. بعطرها الاخاذ الذي يضوع من بين رحابها .تخبر الاجيال عن عظمتها وشموخها وبسالة اهلها. وعنفوان بغداد الآسر.حلم راود مؤسسها فكانت نتاج وابداع عقله , طفلته المدللة.الخارجة من صلبه,فنشأت بكتفه شامة عربية اسلامية اصيلة.ترعرعت بألق العز وديمومة العطاء والسلام.مختصرة العالم والعواصم في نفسها لانها سيدة البلاد وقبة الاسلام وداره الواسعة.فاتحة اكمام ردائها وشموخها بين الضلوع.لنضمها داخل قلوبنا وارواحنا وبين الحنايا المكتوية بتضاريس المدن الاسلامية الآسرة بالعذوبة لحنا مؤثرا وآثرا لتكون مشرقة بين شقيقاتها العربيات بروائع الحكايات والاساطير والاشراقات والاخبار عبر مئات السنين.

 

وبعد 9-4-2003 ووصول العملاء والاراذل والجواسيس وادلاء الخيانة احفاد الوزير ابن العلقمي الذي راسل هولاكو عن طريق غلامه واخيه,خلف دبابات اسيادهم.فاتحين البوابات للغزاة الذين ارتكبوا جرائم حرب وابادة جماعية, فلن يكون لهم سوى العار والشنار, ومن يتواطأ كالذي يخون.مدعين بنضالهم وقتالهم وتصديهم للنظام السابق في حانات واقبية ومواخير لندن وبيروت والكيان الصهيوني وقم وطهران!!. وجوهم كالحة خبيثة تحمل الحقد والكراهية ضد العراق وشعبه الذي صار زهرة الشعوب وهو كله اليوم شهيد, وعلى عروبته وقيمه وانجازاته وابداعاته. فازدادت المخالب والانياب والنوايا والوكلاء المنفذون. مشعلين نار الطائفية جاعلين رائحتها تزكم الانوف. تقودها الاحزاب الحالية الحاكمة ومليشياتها الصفوية المنشأ والقيادة والدعم والاسناد والتوجيه والتربية والتثقيف, لان ايران تعمل لتعميق الحقد المجوسي وا ستعادة زمن الولاة الصفويين.فسقط الالاف من ابناء شعبنا ضحية هذا الاحتقان. واقاموا جيشا واجهزة امنية عديدة ترتبط بها وتنفذ سياساتها,وخربوا النسيج الاجتماعي للعراق وساهموا بتلويث المبادىء والاخلاق والقيم وحب الوطن والدفاع عنه والمواطنة الصالحة ونكران الذات, والغاء الهوية الوطنية العروبية له.فقد كنا شعب واحد موحد لانعرف الطائفية,بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي.وصرنا بعد الغزو التحريري الدموي الامريكي مذاهب وسنصبح مذاهب في مذاهب,يريدون تقسيمه لاقاليم وطوائف وكانتونات .كثرت فيه احزاب الفساد والافساد وحكام يتلاعبون بمليارات $ يرتعون في الدور والقصور بالامارات العربية ولندن وبيروت وطهران. واهل العراق وفقرائه يبحثون ويتسولون وياكلون الطعام والشراب والدواء المسرطن!!

 

ويعانون من ضعف وسوء الخدمات العامة والبطالة وتدمير القطاع الخاص والعام !!. هناك ظلم وابعاد وتشويه يعاني منه شعبنا وخاصة ( اهلنا السنة والمحافظات الغربية ) فقدوا فيه حياتهم وممتلكاتهم واسرهم ووظائفهم واستقرارهم ومصالحهم,فلم يعد هناك صبر وتحمل بالاستمرار على سياسة اقصاء اهلها التكنوقراط. واجتثاث البعث وافكاره ومبادئه وقيمه وانجازاته ومناضليه ومؤيديه من مؤسسات الدولة الذين سهروا الليالي لانجازها. وغلق هذا الملف السيء. واطلاق سراح المسجونين والمعتقلين بالسجون السرية والعلنية المنتشرة بالعراق!! بتهم كيدية وتقارير المخبر والمخبرة السرية والمناهضين والرافضين والمقاومين الابطال للاحتلال الامريكي-- الصفوي وما يسمى العملية السياسية الحالية. والغاء المادة 4 ارهاب وتفرعاتها .ان الحكومة تطالب بعودة المهجرين لاجل المساهمة بأعمار العراق!!. الذين هجرتهم عصابات الغلام المعتوه مقتدى وحقد جماعة عمار الحكيم ومراهقي الحزب الاسلامي, سارقين اموالهم وممتلكاتهم وقاتلي ابنائهم, متحملين العذابات النفسية والاجتماعية والاقتصادية خارج العراق, فالتقى هدفهم مع غايات الغزاة والصفويين في فرط الجماعة الوطنية وتفكيك الاجتماع البشري العراقي والنسيج الاجتماعي. وسيكون من المحال على دولة العراق التي نشأت وعمقت وعززت فكرة العروبة اعدة تكوينها الا مشوهة الصورة ( لانها قوة دفع وبناء وتآلف وتحاور وبناء واندماج مجتمع شديد التنوع ببوتقة الوطن الواحد ) . ومن دونها لن يتمكن ابناء شعبنا العراقي من اقامة نظام وطني حر متحرر قائم على اسس المواطنة الصالحة المتساوية الحقوق والواجبات وليس مجرد متحف بشري لاقوام متناحرة.!!

 

فماذا سيجد المهجرون امامهم؟, انعدام الامن والاستقرار والاغتيالات بكواتم الصوت والسيطرات الثابتة والمتحركة بالالاف داخل المدن والاحياء السكنية والخطوط السريعة!!. وغلق الطرق والفيضانات داخلها من جراء انسداد المجاري وعدم تنظيفها وتسليكها. والروتين والرشوة والفساد الاداري والمالي والاخلاقي والكذب والتزوير بمؤسسات الحكومة رغم وضع كاميرات المراقبة داخل مكاتب الموظفين وانتشارها بالشوارع والساحات!! .وحتى العراقين المقيمين في الداخل لو استطاعوا لهربوا من جحيم هؤلاء الادعياء!!.يقول الشاعر العراقي المرحوم بدر شاكر السياب ( اني لأعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون--- أيخون الانسان بلاده وكيف يكون ديموقراطيا او حتى انسانيا ) !!. حصاد مر تعرض له العراق من جراء الديموقراطية الامريكية بحيث لايمكن حتى فتح الاعتمادات المصرفية بأسم عراقي لانها ستخضع للحجز بسبب العقوبات الاقتصادية التي طالت العراق تحت بند الفصل السابع!!.

 

ولازال المرابطون الاحرار بساحات الاعتصام بمحافظات البطولة والشهامة والصبر, يطالبون بتحقيق مطالبهم المشروعة والقضاء على النهب والاستغلال ومحاسبة اللصوص والمحرضين الطائفين. لكن المالكي يخاف من الصلاة الموحدة للعراقين ببغداد لانه رجل طائفي وعميل وكذاب ومنافق لايريد وحدة العراق الوطنية. يدعون بالديموقراطية ولا يسمحون للعراقيين بالتنقل من محافظة لاخرى فحول بغداد قلعة حصينة لنظامه وغلق مداخلها وشوارعها ومحلاتها واحيائها خائفا مرعوبا من الزحف الشعبي!!.

 

فالزيارات المليونية كما يقولون !! لكربلاء والنجف والكاظمية يسخر لها الاعلام المشبوه, وتغلق الشوارع قبل اسبوع من وقتها وتمنح المواكب الراجلة ( المشاية ) !! عدة ملايين من الدنانير العراقية ويوفر لها الغاز والماء والثلج وسيارات الاسعاف والاطفاء والقماش الاسود والاخضر والرايات والخطط الامنية واكثر من 50 الف من الجنود والاجهزة الامنية وسيارات وباصات وقطارات وطائرات وزارة هادي العامري بخدمة الزوار!! فلماذا لايسمح بهذه الصلاة الموحدة المباركة.نتلقى التهديدات اليومية لكوننا نكتب وندافع ونحيي جهود وتضحيات وانجازات فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة وندعم مطالب المعتصمين الاحرار و تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي الوطنية والقومية والانسانية ومشروع الشهيد صدام حسين رحمه الله الحضاري. واتهامنا بحب العروبة وكوننا قوميين بل يعتبروننا مستشرقين!!,

 

ونقول لهم, هذا شرف وما بعده شرف لنا واقل مايمكن تقديمه لهذه الرموز الوطنية المحبة لدينها الاسلامي الحنيف ولوطنها وعروبتها ولشرفها وكرامة العراق والعراقيين. نقاتلكم بالكلمة الصادقة المعبرة لان القلم والبندقية فوهة واحدة .حاملين السلاح وشارة سيف الدولة الحمداني وفي اعناقنا انشودة المتنبي ( قصدنا وانت السبيل ) .وسيظل الكتاب والادباء والشعراء والفنانين وكل القوى الخيرة المناهضة للاحتلالين الامريكي والصفوي مدافعين اوفياء عن هؤلاء الابطال والرايات الوطنية والدينية الشرعية ومكتسبات وحقوق عراقنا وشعبنا الموحد.!! لاننا نذرنا انفسنا لخدمته وتحقيق العدالة الاجتماعية. وتعلمنا الدرس الاول من اساتذتنا الاحرار ( حينما يأتي الغزاة المحتلين لاحتلال البلدان تتظافر الجهود الخيرة والنبيلة. وكل حسب امكانياته.وتغدو الصراعات الداخلية مجرد ثانوية. لاخراجهم وتطهير البلاد من رجسهم!! ) .

 

بغداد ضائعة تائهة واقفة على قارعة الطريق تنتظر الخلاص من سوادها وحزنها ليقود ربانها ويطهرها من هؤلاء الجهلة الظالمين ورجس الصفويين المجوس.منتظرة اليوم المبارك ليعيد لها القها وحيويتها وابداعها وضحكتها الباسمة والامن والامان والاستقرار لاهلها. ولتعود دارا للسلام والوئام والتفاعل الحضاري والانساني.وتطالب وتناشد وتدعو اهلها الكرام وشبابها وكرامها واشرافها وعشائرها وقبائلها ورجال العلم والادب والثقافة والفنون والماجدات العراقيات وحتى القوات المسلحة الحالية المؤمنة بعراقيتها وعروبتها ودينها الذي يرفض الذل والخضوع للفرس, بالمشاركة في الاعتصامات والاحتجاجات والانتفاضة الشعبية بوجه الطغاة العملاء, والصلاة الموحدة صلاة النصر والرحمن والامل المنشود والمصير الواحد في بيوت الله المنتشرة فيها. لنحمي بيضة الاسلام ونكسر شوكة الاراذل.

 

 





السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة