شبكة ذي قار
عـاجـل










هناك قضايا مهمة في حياتنا اليومية لابد وأن يتم توليها الاهتمام الذي تستحقه ومنها قيم الولاء الوطني ومفاهيم الانتماء للوطن وتعزيز روح المواطنة الصادقة النابعة من الإيمان الواعي بحق الوطن والواجبات التي ينهض بها المواطن من خلال غرسها في النفوس والقلوب ، وإثارتي لهذا الموضوع ما قام به التيار الصدري بتوجيه من زعيمه مقتدى الصدر ومشاركة نجل المرجع الديني بشير ألنجفي بتظاهرتهم في محافظة النجف دعما لمتظاهري دولة البحرين ، وما صدر عن اجتماع ما يسمون رؤساء عشائر محافظة كربلاء وحقيقتهم هم نفر باع وجدانه وضميره وكرامته لدراهم معدودة من مال سحت حرام سرقه ألهالكي من أفواه جياع وفقراء وأيتام العراق ليرشي أمثالهم ، بأنهم على استعداد للدفاع عن بغداد عندما يزحف عليها أبناء الانبار والموصل وصلاح الدين ، فأقول يا مسعوري مجالس الإسناد يا من يباع ويشترى ألم يكن ابن الانبار والموصل وصلاح الدين كابن البصرة ، وميســــان ، وذي قار ، وكربلاء ، والنجف ، وواســــط ، والقادســـية ، وبابل والمثنى ، وديالى ، والتأميم ، والسليمانية ، واربيل ، ودهوك ، يحق لهم الدخول إلى بغداد والخروج منها في أي وقت يشاءون لأنها عاصمة وطنهم وقبلت الأحرار ، وان ما أعلنوه هو قيام بصلاة موحدة في مراقد أولياء وصالحين لهم كراماتهم ومكانتهم في حياة آل بيت النبوة ، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على القيم التي ترعرعنا عليها وما تم غرسه فينا من حب الإنسان الأخر والتفاعل معه إنسانيا" لنصرته على ما يتعرض له من حيف وتمكينه من تحقيق أهدافه المشروعة التي تناولها الفكر القومي الثوري المتجسد بأيديولوجية الثورة العربية وحزبها وليد الحاجة القومية البعث العربي الاشتراكي ، لابد من الوقفة التي يتساءل فيها كل غيور على شــــعبه ووطنه ، هل إن الشــعب العراقي قد تم تغييبه ؟ ، و هل إن الوطن العراقي قد تم تذويبه ؟ ، ففي الوهلة الأولى يكون الجواب نعم في الأولى أصبحت الطائفية بديلا عن الشعب ، وفي الثانية أصبحت الفدرالية بديلا عن الوطن ، واخذ فرسان الطائفية والعرقية يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لأعداء العراق في قم و طهران وواشنطن و تل الربيع (( تل أبيب )) بدون حياء أو خجل لأنهم من تتلمذ في دهاليز الماسونية والموساد ومخابرات الأشرار والعدوانيين ، إلى جانب ما عاثوا في الأرض فسادا إن كان على مستوى القوانين والأنظمة التي شرعها ولي أمرهم الصهيوني بريمر والممارسات الإجرامية تكفيرا" ، وتهجيرا" ، واجتثاثا" ، وتهميشا" ، وقتلا" على الاسم والهوية وما استباحوا من دماء الشعب العراقي ، وسعي ملهوف لتدمير العراق على رؤوس العراقيين ، خدمة لمخططات وأجندة الثالوث الشرير الامبريا صهيوني فارسي بصفويته الجديدة ،

 

ولابد من التأكيد بأنه لم نسمع لا في العراق ولا في الدول العربية والإقليم قبل الغزو والاحتلال عن القسمة الطائفية التي برزت على السطح بعد تمكن ثالوث الشر من الاحتلال عام 2003م ، إذ أصبح شعب العراق سني ، و السنة العرب ، وشيعي كردي ، تركماني ...الخ ، هذه المعزوفة الطائفية البغيضة والتي جاءت على حساب العراق الواحد الموحد وشعبه المتآخي ، فأصبح الولاء للطائفة بدلا من الولاء الوطني لأرض العراق وشعب العراق ، إن مفهوم الانتماء والمواطنة التي ندعو الجميع للتحلي بها تعني حب الوطن ، هذا الحب الذي ينبغي أن يكون في ضمائرنا ووجداننا ، وليكن دورنا هو الإسهام في التأسيس لجملة من المشاعر والسلوكيات الإيجابية للإنسان تجاه وطنه ومجتمعه من التزام بالقيم الدينية والأخلاقية والحضارية واكتساب العلوم والمعارف والإخلاص في العمل لخدمة الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره والوقوف بكل صلابة أمام تلك الدعوات الضالة ألمضلله التي يتبناها دعاة الشعوبية ، وتأسيساً على ذلك يحصد الجميع ثمار الانتماء والولاء لهذا الوطن العزيز ، وان الولاء الوطني في العراق الذي يتعرض منذ عام 2003 م لهجمة شرسة لتغييبه من حياة المواطن العراقي في عموم أنحاء العراق من خلال ما بذلته قوات الغز والاحتلال وما قامت به وتقوم زمر الخيانة اليوم على طريق تحقيق الأهداف العدوانية وإشاعة الفرقة بين أبناء العراق وتهميش دور المواطنة بالفعل والممارسة ، لان هم الاحتلال أن يقضي على العراق الدولة المركزية القوية ، لأنها كانت تشكل خطرا على المشروع الصهيوني على ارض فلسطين المحتلة ، وتقف في طريق المشاريع الامبريالية الغربية والأمريكية على وجه الخصوص ، ولان العراق صاحب مشروع قومي نهضوي سوف يمكن الأمة العربية من امتلاك ناصية العلم والتمكن من التصدي للعدوان ومن هنا فقد تم استهدافه وغزوه واحتلاله والعمل على تفكيك وحدته ، ولابد كذلك من الإشارة إلى حقيقة فإنها لا تستطيع أن تنزع هوية العراق الوطنية ، لان العراقيين بكل طوائفهم وأعراقهم ما كانوا إلا للعراق ، ولم يسجل التاريخ أن العراق قد تناثرت أشلاؤه بين هذه الطائفة أو تلك وبين هذا العرق أو ذاك ، ثم لم يسجل التاريخ لأي حاكم في العراق إلا إذا كان يملك القدرة على إدارة الدولة وشؤونها من قلب بغداد ، فلا يمكن أن ينجح الاحتلال وعملاؤه لا بالفدرالية ولا بالطائفية

 

يتبع بالحلقة الثانية

 

 





السبت ٥ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة