شبكة ذي قار
عـاجـل










هنا نتساءل لماذا الجماهير الشعبية المتظاهرة والمعتصمة تطالب بكل هذه المطالب المذكورة آنفاً ؟ ، هل لأن الدولة بكل سلطاتها قد أحســـــــنت تطبيق هذه القوانين بصورة عادلة ومهنية عالية على الجميع بغض النظر عن خلفياتهم القومية والدينية والطائفية والمناطقية وساوت بين الجميع على أســـــــا س المواطنة الحقة ولا غيرها عند التطبيق ؟  ، أم لأنها أخفقت في التطبيق وطبقتها بانتقائية ضد ناس على حســــاب ناس آخرين على أساس خلفية خصوصياتهم  ؟ ، إن قانون المساءلة والعدالة والمادة / 4 من قانون مكافحة الإرهاب هما سيف ذو حدين طبقت من قبل الأجهزة المعنية بانتقائية بشكل سيء وبسبب ذلك سوق الكثير إلى غياهب المعتقلات والسجون ظلماً ممن لا يستحقون ذلك ونالوا ما نالوه من الأذى والتعذيب والتجاوز على الحرمات والكرامة الآدمية الإنسانية ولفترات طويلة دون أن تنظر الدعاوى المفتوحة ضدهم أو تحسم قضاياهم بين أن يطلق سراح الأبرياء منهم وأن يحال إلى القضاء من تثبت إدانته لينال جزاءه العادل ، لو كان كل ذلك قد جرى بمهنية لما حصل ما يحصل اليوم من تظاهر ومن الإعتصامات ولما قدمت مثل هذه المطالب التي لا يراها المنصفين وأصحاب الضمائر الحية تعجيزية لو صدقت وصفت النوايا من المتسلطين بفعل وإرادة الغازي المحتل وهنا يتكرر ذات السؤال لماذا يحصل مثل هذا الظلم بحق الأبرياء من المعتقلين  ؟ من يتحمل مسؤولية كل ذلك أليست حكومة الاحتلال هي المسئولة  ؟  ، 

 

إن القانون العراقي لا يسمح باعتقال المواطن لأكثر من مدة أسبوعين على ذمة التحقيق وبعدها أما يتم إطلاق سراح المعتقل بكفالة لعدم كفاية الأدلة ، أو يحال في حالة كفاية الأدلة إلى القضاء لينال جزاءه العادل وعليه من المفروض أن تـكون إجراءات الدولة سريعة لإنجاز لكي لا يظلم أي معتقل بريء ولكي ينال المجرم بالمقابل جزاءه بسرعة ، ولكن ما العمل إذا كان الفساد والمفسدين والحامين للفساد المستشري في ألأجهزة الحكومية الأمنية وغيرها هم القائمين على ما يسمى بالعملية السياسية ،  والحقيقة حالياً  هناك منطق آخر هو السائد يرتكز على الانتقام من كل العراقيين عدى الغرباء الذين يسمون أنفسهم المهجرين المجاهدين والمعارضين  لأنهم تفاعلوا لأكثر من ثلاث عقود مع النظام المنبثق من بينهم  ووقفوا معه بوجه العدوان الخميني الطامع بالعراق وخيراته  والهادف إلى تدمير الاقتدار العربي  باحتوائه من خلال الشعار السيئ تصدير الثورة الإسلامية ، غير منطق تحقيق العدالة في إطلاق سراح المعتقل البريء ومعاقبة المجرم بأقصى سرعة لأنصاف الضحايا وتلك هي الطامة الكبرى التي تعرقل إعادة الحياة في الجسد العراقي وسير العدالة وإحقاق الحق للجميع ، وقد استخدمت القوانين الأنفة الذكر كوسيلة ناجعة لتصفية العناصر الوطنية والقومية التي تؤمن بالعراق وتعمل من اجل شفائه من الجراح التي أثخنته بفعل الغزو والاحتلال وما فعله المحتلين نصارى يهود والصفويين الجدد ، وكذلك لتصفية الخصومات السياسية بين الكتل السياسية والانتقام والثأر وغيرها من العداوات الشخصية والعشائرية تحت ستار مكافحة الإرهاب واجتثاث والبعثيين المشمولين بقانون المساءلة والعدالة بشكل تشوبه الكثير من التجاوزات والخروقات والممارسات غير القانونية وحتى غير الأخلاقية في كثير من الأحيان ، في الوقت الذي نرى من جانب آخر الكثيرين منهم يتولون مناصب عالية ورفيعة في البرلمان والحكومة والقضاء والأجهزة الأمنية والجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات دون أن تطلهم إجراءات قانون المساءلة والعدالة كونهم باعوا الضمير وارتكنوا إلى هالك الشعب أو من خارت قواه  وتفاعل مع الغزاة ، وعليه فأن ما يحصل اليوم من تظاهر واعتصام يفرض على حكومة الاحتلال بكل سلطاتها الاختيار بين إلغاء هذه القوانين أو تطبيقها بمهنية عالية وبعدالة وإنصاف على الجميع دون تمييز بسبب الخلفية الخصوصية ، ولكن هذه المهمة صعبة الانجاز ومعقدة لأن إنجازها يتطلب أن يسبقها إنجاز مكافحة الفساد المالي والإداري لكي يتم تطهير الأجهزة التنفيذية من الفاسدين والمفسدين اعتبارا من أعلى مسئول إلى الحراس على أبواب السجون والمعتقلات ،

 

لأن هؤلاء كانوا وراء هروب المئات من عتاة القتلة والمجرمين من الإرهابيين من سجون البصرة وبغداد وكركوك والموصل وبابل وغيرها .. عليه أقول للمسئول في الدولة أينما كان في البرلمان أو في الحكومة أو في القضاء إن المواطن المتظاهر والمعتصم أينما كان في الأنبار أو في الموصل أو في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة  أو في اربيل أو في بغداد ، في سامراء والمدينة  في ذي قار أو المثنى في بابل أو ميسان ومهما كانت نواياه الداخلية ومهما كانت قوميته ودينه وطائفته وقبيلته وعشيرته ومهما كان جنسه ولونه فهو على حق في مطاليبه الوطنية والإنسانية والحقوقية المكفولة بالشرائع السماوية والقوانين الوضعية وبالدستور الذي تتبجح به ياهالكي  وطالما كنت مقصراً في واجباتك اتجاهه لأن طلب المواطن هو رد فعل لتقصيرك وحكومتك في تنفيذ واجباتك من موقعك المسئول ، وهذا هو قانون الحياة الذي بموجبه يجب أن تقيّم الأمور والأفعال فإن قبلت به فأعمل وأهلاً وســــــهلاً بك ، وإن رفضت فأترك موقعك بســـلام لمن هو جدير به ليعطيه استحقاقه ، وهنا أتوجه إلى إخوتي أبناء العراق المتظاهرين   المعتصمين ، صانعي الربيع العراقي الحقيقي النقي من كل شائبة  بمقتطفات من وصية للإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام  لتكون  المحفز والمنبه والحافظ لكل الخيرين النشامى * كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش الجبارين أيها المؤمنون ، لا يفتنكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها ، المفتونون بها ، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غدا ، واحذروا ما حذركم الله منها وازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها *

 

ألله أكبر     ألله أكبر       ألله أكبر

الخزي والعار لكل من  باع ضميره للمال السحت الحرام ومد يده إلى أعداء الوطن والشعب

العزة والكرامة والاباء لأبناء العراق الصابرين المحتسبين لله

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء العراق المعبدين درب الحرية  بدمهم الطاهر

والى يوم النصر المؤزر

وليخسأ الخاسئون

 

 





الخميس ٣ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة