شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يوجد عراقي تعاطى بالسياسة لا يعرف ان حزب الدعوة قد تأسس في ايران ليكون ذراعا طائفيا لها في محاولاتها التي لم تتوقف يوما لا في عهد الشاه ولا في العهد الكهنوتي الذي تلاه بزعامة الاصولية الطائفية المعروفه لضم العراق ضيعة تابعه لها وكمدخل لإضعاف الامة العربية لصالح الكيان الصهيوني. والجميع يعرف بقية التشكيلات التي ولدت في ايران ابان الحرب وعلى رأسها ما يسمى المجلس الاعلى والتشكيل العسكري الاساسي لعبيد المشروع الطائفي الصفوي المسمى فيلق بدر والذي سيق اليه بالترغيب وبالترهيب المئات من الاسرى العراقيين , خلافا لكل القوانين الدولية التي تحمي اسرى الحروب ,الذين اطلقت عليهم ايران تسمية التوابين في اشارة ضمنبة وسخه الى تغيير موقفهم الوطني , فضلا عن الطابور الخامس المسفرين من العراق . اذن , البنية الطائفية للطرف الذي مكنته اميركا في العراق بديهية ولا تحتاج الى مزيد من الاثباتات.

 

دخلت كل المجاميع الايرانية الى العراق بموافقة اميركا الغازية وقدم بعضها مساعدات استخبارية مهمة لقوات الغزو قبل وإثناء الغزو وأعلنت فور انتشارها في بغداد ومحافظات الفرات الاوسط والجنوب عن توجهها الطائفي على نطاق واسع وعرف الشارع العراقي في هذه المحافظات ان القوات الامريكية جاءت لتحرر العراق من الدكتاتورية وحكم السنة وان الله سبحانه قد جند الامريكان وحلفاءهم لينصفوا (الشيعه) ويرفعوا عنهم مظلومية عمرها اكثر من 1400 عام !!. كان الحراك الكثيف لهذه الاحزاب والمليشيات مدعومة من مرجعيات الحوزة في النجف وحوزة قم يهدف الى شراء ذمم شيوخ العشائر بالمال والهدايا العينية وبالتهديد والضغوطات المختلفة وإجبار موظفي الدولة على اعلان الولاء لهم تحت غطاء مذهبي وعبر الممارسات المعروفة في كربلاء والنجف والكاظمية وغيرها وكان شعار الحملة كله : اجعل لسانك شيعيا ومنطقك شيعي ومفرداتك شيعية او ارحل. يصاحب ذلك تصفيات جسدية شملت عشرات آلاف من كوادر الدولة والضباط والبعثيين وقوى الامن الداخلي بغرض بث الرعب بين الناس وجعل التصفيات تجري بطرق مبتكره لا يمكن لعامة الناس معرفة القاتل لكثرة فرق الموت التابعة للجلبي وبدر والدعوة وثار الله وحزب الله وحزب الفضيلة ومنظمة العمل الاسلامي وجيش المهدي وأفراد مأجورين من شذاذ الافاق والقتلة بحيث تضيع دماء الضحايا ولا يعرف لهم غريم.

 

اليقين ان هذه الاسس في تشكيل القواعد الشعبية وكسب الولاءات لا يعول عليها في حالة حصول مواجهات قتالية لان روح القتال لا تتولد عن هكذا طرق. غير انها قد تعطي نمطا من الارجحية الوهمية المخادعة لمن سعى اليها وخدرته بعض ايجابياتها في سوق الرغية الى صناديق الانتخاب . الواهمون لا يميزون بين المنازلة العسكرية ومتطلباتها وبين الطوابير التي صفوها وكتبوا بالنيابة عنها اسماء مرشحي قوائم الائتلافات الصفوية تحت رعاية اميركا .

 

المتابع لأحداث العراق لاحظ بوضوح الانتقالات الحادة في اللغة التي تعاطى بها المالكي وأعوانه مع ثورة العراق في معظم محافظات العراق التي استطاعت ان تؤمن قواعد وبنى تحتية للثورة لأسباب موضوعية وذاتية مرتبطة بالصورة التي رسمناها اعلاه . فلقد بدأ المالكي وحاشيته بنوع من التجاهل والإشارات الموحية باللامبالاة في تمثيلية الثقة بالنفس والاعتقاد الخاطئ والرؤية القاصرة للثورة وجذورها الممتدة مع امتداد الروح الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال . ثم انتقل الى لغة فضة مهددة : فقاعة: نتنه: انتهوا قبل ان تنهوا. ومع تصاعد الانتفاضة –الثورة واتساع منصاتها وساحاتها وبلوغها مرحلة الافصاح عن مطالبها الاساسية التي تعني اسقاط الحكومة والدستور والعملية السياسية برمتها بدأت خطوات عودة المالكي الى جذوره وأصوله وبدأت الايحاءات الى قوى الاسناد العشائرية والمليشياوية وبدأ الحديث والتهديد بجر البلاد الى الحرب الطائفية من خلال:

 

1- ارسال وفود عشائرية منتقاة من قواعد الاسناد للتفاوض مع المتظاهرين والمعتصمين في حركة سياسية بهلوانية محسوبة وكان العشائر الثائرة تمثل طائفة وليس كل العراق وان عشائر الفرات والجنوب حصته وليس حصة العراق .وهو في هذا السلوك قد فضح نفسه وسقط في وحل الطائفية التي تتعارض مع منهجه الذي اراد التغطية على طائفيته ألا وهو السلوك المنضوي تحت لافتة دولة القانون و الائتلاف الوطني.

 

2- الايعاز الى ازلامه بتصعيد اتهاماتهم للثورة بالطائفية واللاوطنية والإيحاء الى مرتزقته بالتلويح بالتحشيد المقابل .

 

3- الاعلان وتوزيع استمارات التطوع لجيش اسماه مخترعه المدعو واثق النطاط بجيش المختار وهي نفس الكنية التي منحت مؤخرا للمالكي من الشلة العاشقه لروحه ولنهجه الايراني.

 

4- تسريب معلومات عن البدء بدخول تشكيلات ايرانية اضافية لحماية النظام والتحرش بالثوار اعتقالا وتصفيات جسدية .

 

5- قيام ميليشيات تابعه للحكومة بالاغتيال والمداهمات في بغداد عموما وأحياء محددة منها خصوصا .

 

6- تصعيد رد الفعل العسكري ضد الثوار والمتظاهرين والمعتصمين وخاصة في العاصمة من خلال تقطيع الطرق والشوارع وإغلاق المساجد ومنع المصلين من الصلاة الموحدة وغيرها من اساليب الاستفزاز التي تهدف الى جر الثوار الى الخروج عن سلمية الثورة ليدخل البلاد في الحرب الطائفية التي يرى انها البديل الوحيد لسلطته الاجرامية الغاشمة

 

7- بدء المالكي وأعوانه بالحديث عن كون السنة اقلية وان الحرب الاهلية ليس لصالحهم.

 

هكذا يكون نظام الاحتلالين الايراني- الامريكي قد افصح تماما عن نياته المبيته لإغراق البلاد في بحور الدم في مواجهة ارادة الشعب الثائر ضد الاحتلال والظلم والتدمير من جهة والإفصاح عن روح عرف بها العجم وقادت الى عدوانهم على العراق والى تواصله لثمان سنوات ألا وهي روح العناد المؤسس على الوهم . روح التصرف بقدرة ما يسمونه بالأغلبية العددية او التفوق العددي . ان نظرية الاغلبية العددية هي التي قادت النظام الايراني الى زج مئات آلاف من الايرانين في هجمات ( الموجات البشرية ) والتي انتهت الى كوارث بشرية ستظل لعنتها تلاحق خميني الى يوم الدين .

 

ان رفع سلاح الطائفية من قبل الحاكم لكي يضمن بقاءه في السلطة واعتماده على فئة من الشعب يظن انها ستقاتل الى جانبه بقية الشعب انما هو انتحار سياسي وأخلاقي. وسيجد ان سلاح الطائفية سينحره قبل ان ينحر سواه فالحاكم الذي يتحدى شعبه خاسر ...

 

الحاكم الذي يؤجج الفرقة بين ابناء الشعب خاسر

الحاكم الذي يتوسد الخراب ولا يجيد غير التفكير بالقوة الغاشمة والتهديد بالموت خاسر وفاشل

الحاكم الذي يؤسس سلطته على منهج الاحتلال وقوته خائن وفاشل وخاسر

 

وقد اهلك الله سبحانه وتعالى اقواما وأمم لأنها طغت وأفسدت في الارض والمالكي وأعوانه سيهلكون وسيظلون مضرب الامثال للتاريخ كقوم لوط وعاد وثمود. والله اكبر والنصر لثورة العراق المباركة

 

 





الاثنين ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة