شبكة ذي قار
عـاجـل










" فَارِسُ نَطْحَةٌ , أَوْ نَطْحَتَانِ ثُمَّ لا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبَدًا"

الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم

 

بعد أن وصل الفلم التفاعلي الهوليودي الضخم المسمى " الربيع العربي " إلى فصول متقدمة  ، هذا الفلم الذي تبادل فيه الأدوار أعداء الأمة التاريخيين من يهود وفرس وصليبيين   عن وعي وإدراك بأبعاده  وقد  يكون بعض الخونة في صفوف امتنا من أدرك ذلك أو من أطلعوهم  على السيناريو عند خط البداية ،  وهنالك أيضا من شارك في هذا الفلم التفاعلي الضخم دون أن يٌدرك بأنه جزء من فلم اخرج في دوائر أباطرة الشر و الضلال ، هذا  الفلم التفاعلي الواسع التأثير والنطاق شاركنا به جميعا دون أن ندري إلا من عصمه الله من فتنة الدجال " الإعلام " وحباه الله فطرة إيمانية  سوية .

 

من الخطأ القول   بأن  الفلم التفاعلي  الكبير الذي دارت فصوله في أكثر من بلد عربي كان  نسخة مكررة من بعضها رغم  تشابه الوسائل لكن الهدف واحد وهو تمزيق ما تبقى من كيانات كبرى في الأمة وخلق صراعات وأمراء حروب وطوائف تتقاتل فيما بينها فقد اتضح ذلك في ليبيا التي ستقسم إلى أربع دويلات ومصر التي في طريقها إلى التقسيم دولة قبطية ودولة بالوسط ودولة نوبية بالجنوب واليمن  إلى ثلاث دويلات دولة شيعية في الشمال ، إمارة إسلامية في الجنوب ودولة في الوسط ، لكن فيما يخص سوريا  الصورة لم تتضح بعد رغم كل التعاطي الإعلامي الضخم مع الأحداث في سوريا ضمن الفلم التفاعلي ، لكن الهدف الحقيقي من وراء الأحداث في سوريا قد لا يكون قد تنبه له الكثير ، فمهما بلغت عبقرية وتخطيط ومكر أباطرة الشر تبقى أفكارهم بشرية وكثيرا ما تخطأ حساباتهم وتخرج عن السيطرة وهو ما أسماه الله عزوجل " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" صدق الله العظيم فكيف حاق بهم مكرهم في سوريا ؟؟

.

سحر الربيع العربي ينقلب سحرته في سوريا

منذ أن التقى الحقد الفارسي مع الخبث اليهودي مع الطمع الامبريالي  في ارض العرب والمسلمين وخططهم تمشي بخطوط متوازية يكمل بعضهم الآخر وان حصل أحيانا اختلاف فيما بينهم فهو  اختلاف بين  حفنة لصوص يحاول أن يستأثر بعضهم على حصة الآخر لكن في الأخير يتفقون إذا امن كل طرف مصالح الطرف الآخر شريكه .

 

لكي نستوعب أكثر يجب أن ندقق كثيرا في الستراتيجات  ، فسوريا ونظامها الدائر في فلك ملالي قم هو بمثابة نقطة الارتكاز للنفوذ الإيراني الفارسي في المنطقة  ، ومن سوريا تحديدا يطلع المتفرسون العرب ليبشروا بالفتوحات الفارسية على طريقة حسن البرمكي المسمى زورا نصر الله ، لذلك فالمساس بالنظام السوري يعد تهديد ستراتيجي لنفوذ إيران بالمنطقة ، وهل يعقل بأن الغرب والصهاينة سيسمح بان تهدد مصالح شريكه الستراتيجي بالمنطقة " إيران " المغطي على فضائحهم  بالعراق " كما يقول أخوننا المصريين "  ، فالغرب الصليبي المتصهين يدين بالفضل لإيران لا لغيرها أولا لمشاركتها معه مشاركة فعالة في غزو وتدمير أفغانستان والعراق ، وثانيا في تأخير المد الجهادي الرهيب في العراق وافغانستان ومدارة فضائح أمريكا بخلافتها في العراق لتحفظ ماء وجهها وتتعهد لها بعدم السماح للبعث ومقاومة شعب العراق الوطنية والاسلامية من تحقيق نصر كبير في العراق يعيد للأمة الثقة بنفسها ويجعلها تتحرر من نفوذ وحراب الأجنبي الصليبي ، وهل يعقل بأن يخل اليهود وأبناء عمومتهم الفرس بالاتفاق السري الذي ابرموه قبل ثلاثة أعوام وتعاهدوا بأن يمنعوا  المقاومة العراقية من تحقيق النصر المبين .

 

إذن ما المقصود مما جرى ويجري في سوريا ؟؟

إن ما جرى في سوريا  في البداية وإن أظهر الغرب دعما اعلاميا وماديا لبعض القوى المعارضة في سوريا فهو كان من باب ما نسميه " صراع الحرامية " فقد كان الغرب يقصد من دعم المعارضة هو مسك إيران من ذراعها  للضغط عليها بعدم تجاوز حصتها المرسومة لها في مخطط تقسيم الثروات والنفوذ بالمنطقة ، ومن جهة أخرى أعطت المبرر لدهاقنة المشروع الصفوي بالبدء بمخطط  الهلال الفارسي بشن حرب طائفية عرقية بحجة رد جبهة الممانعة على المؤامرة الغربية العربية عليها ،هذه الحرب المخطط لها منذ اعوام تشبه إلى حد بعيد مجازر إسماعيل الصفوي عندما احتل  العراق قبل مئات السنين وقام  " كما تقول بعض المصادر التاريخية " بذبح مليون مسلم واجبر الآخرين على تغيير مذهبهم .

 

فسوريا تعرضت لمخطط تفريس منذ وقت مبكر رغم ادعاء نظامها انه عروبي  ، فالمنظمات الفارسية  تعمل بسوريا منذ وقت طويل وتستغل فقر وجهل الناس لتنشر الدين الفارسي  وجرت حملات كثيرة في هذا الخصوص فسنويا يبتعث الآلاف السوريين إلى إيران للدراسة بينما في الحقيقة يتم غسل عقولهم هناك ، وأيضا يلعب المال الفارسي المحرم دورا في شراء الذمم كذلك يستخدم الفرس كأبناء عمومتهم اليهود  الجنس في إغراء الشباب بعد أن يقننوه في إطار شرعي " حاشا الإسلام من رذائلهم "  وقد خطى هذا المخطط خطوات كبرى في سوريا لكن بقيت بعض المناطق في سوريا عصية على هذا المخطط وهذه المناطق معروفة بحصانتها ضد مشاريع التفريس ، لذلك ضلت عقبة في إكمال الهلال الفارسي من قم إلى العراق مرورا بالشام  ، فهناك شيء يطلق عليه في ٌعرف المخابرات مصطلح  الأعداء المفترضين ، ففي بيئة عادية لا يوجد فيها ما يهدد كيان أي نظام يبدأ النظام بالبحث عن الأعداء المستقبليين او المفترضين او من سيكونون في يوما ما أعداء له، ولكي يعرف هذا النظام هؤلاء الأشخاص يقوم بالتمويه بتمويل حركة تظهر بأنها ضده لكنها مسيطر عليها من قبله فأركانها منه  فيستقطب  لها " وفق نظرية الاستقطاب "  الكثير من الناس والمعارضين وغيرهم وفي اللحظة  التي يشعر النظام بأنه قد حصل على اكبر صيد ثمين من معارضيه في الفخ الكبير ينسحب او يختفي أركان تلك الحركة المزروعين من قبل النظام ويستفرد  بهم فيقضي عليهم جميعا .

 

ألا تلاحظون التراخي الدولي فيما يتعلق بموضوع سوريا ؟؟  الم يصبح الموضوع نسخة مكررة من قضية مشروع إيران النووي؟؟ الم تصبح اخبار قتل 100 ومائتين  شبه عادية في سوريا ؟؟؟  لماذا اذن حُرض الناس للخروج إذا كان النتيجة معروفة مسبقا ؟؟

ألا يشبه ذلك ما حدث للجيوش العربية عام 48م بعد أن دبت النخوة العربية في الشعوب اجمعها حتى بين  الجيوش العربية للذهاب للتحرير فلسطين  ولكي يتخلص دهاقنة  الصهيونية وعملاءهم ممن يحملون هذه الأرواح الثائرة والمنتخية  لمقدسات المسلمين ذُهب بهم إلى ساحة المعركة بسلاح فاسد فحلت بهم مجزرة رهيبة .

 

إن ما حصل و يحصل في سوريا هو  حرب إبادة عرقية طائفية تفوق كل الأوصاف ، سوريا يحكمها  المتفرس ماهر الأسد  وهذا المدعو  تربى على يد دجالي قمٌ  وهو مؤمن بكل خرافاتهم  لدرجة لا تتوقعونها ، أما بشار فهو  لعبة بيد أخيه ماهر ودهاقنة قم ، لذلك من يقوم بالمجازر الرهيبة  في سوريا هم مرتزقة الحرس الثوري الإيراني والفيلق العربي في الحرس الثوري المسمى فيلق قدس ، وأيضا استقدمت أعداد غفيرة من أعضاء جماعة اسمهم المهداوية الذين يؤمنون بأن المهدي المختبئ لن يظهر إلا إذا زاد القتل والفسوق وهتك الأعراض .

 

ووفق هذا السيناريو سيكمل  حزب اللات  بقيادة حسن البرمكي اللعبة في لبنان وسيشن حرب لكن ليست على إسرائيل ولكن على اللبنانيين بحجة حماية سلاح المقاومة ، بعدها سيقوم النسخة الأخرى من  حسن البرمكي  في بغداد " مقتدى الصدر " بنفس اللعبة بعد ان يطيح بالمالكي فيشن حرب إبادة واسعة على أهل بغداد   ليكملوا بذلك الهلال الفارسي ، لكن إن ربك لبالمرصاد .

 

المقاومة العراقية تدخل خط الصراع وتدفن المشروع الصفوي للأبد

كان المخطط السابق الذكر سينجح لأن كل أركان نجاحه كانت قائمة من الناحية النظرية لولا إن ربك قيض لهذه الأمة أولي البأس الشديد  " رجال المقاومة العراقية وجيش العراق العظيم " الذين دائما ما يتدخلون ليعكروا صفو مخططاتهم ولإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله ، فقد تدخلت المقاومة العراقية على الخط السوري وأستغلت الثوران الشعبي ضد النظام السوري الغير منظم والذي كان بحاجة لقيادة توجهه ولأن الكلام عن دعم للمعارضة السورية مجرد استهلاك إعلامي فارغ ، فركزت المقاومة العراقية دعمها للمعارضة الوطنية بسوريا وبفعل الخبرة التراكمية الممتدة لأكثر من 4 عقود في مقارعة الفرس وعملاءهم ولأن اسود العراق يمتلكون ترسانة هائلة من الأسلحة فزودوا إخوانهم السوريين بما يحتاجونه من سلاح وتدريب وبكل وسائل السيطرة والتحكم فحصل توازن كبير بالصراع بل توضحت هشاشة جيش بشار الفاسد ومرتزقة إيران ففروا سريعا وتساقطت طائرات نظام بشار الصفوي وسقطت المدن والبلدات وطوقت دمشق حينها دق الغرب ناقوس الخطر فخرجت كوندليزا رايس "مهندسة الفوضى الخلاقة " عن صمتها وصرحت بأن مجريات الصراع في سوريا تسير على نحو لا يخدم مصلحة الغرب ، فكان هذا التصريح بمثابة الأمر لعرابي السياسة الامبريالية بمنع انهيار النظام السوري ، فسمحت أمريكا لإيران بالقيام بعمل جسر جوي لمنع انهيار نظام الأسد وبالفعل تغير الوضع على الأرض وبدأ النظام بتحقيق بعض الانتصارات على الأرض لينفضح كل يوم حقيقة وعمق التحالف الصهيوني الصفوي الإمبريالي .

 

إيـران تسقط سريعا بعد سنة أولى صراع مباشر مع المقاومة العراقية

قبل عام تقريبا  تحولت  دفة الصراع في العراق والمنطقة عموما فأمريكا سلمت إدارة الصراع في العراق والمنطقة لإيران رسميا بعد الإنسحاب الامريكي من العراق ، حينها تحولت إيران من محتل وعدو ثانوي ومساعد إلى المحتل والعدو والأول للمقاومة العراقية ، ووفق أبجديات إي صراع فإنه يجب قبل القضاء على أي عدو استنزافه وتشتيت قواه وجهوده ، فوقفت المقاومة مع الثورة السورية لأنها تعرف حساسية سوريا بالنسبة لإيران ، فالنظام السوري هو رئة حزب الله أداة إيران في اختراق الوطن العربي ومن خلال حزب الله تدعم إيران المنظمات الموالية لها في الوطن العربي ، لذلك وقفت إيران بكل ثقلها الاقتصادي والعسكري والإعلامي مع النظام السوري وشكلت الجبهة السوري استنزاف رهيب للنظام الإيراني وأيضا تشتيت لقوته ، فسرعان ما دقت نواقيس الخطر من أزمة اقتصادية رهيبة في إيران تهدد بقاء النظام ، وزيادة في تعميق مشاكل المشروع الصفوي اندلعت انتفاضة عفوية في الأنبار وسرعان ما أعلنت المقاومة العراقية وقائدها دعم واحتضان وحماية هذه الانتفاضة المباركة ، لتوجه بذلك المقاومة ضربة بمقتل لقلب المشروع الصفوي " العراق " وذلك بعد أن أوشك قطع أهم أذرعة الاخطبوط الإيراني " نظام بشار الصفوي " ، وما توالي البيانات للمقاومة العراقية التي تؤكد وقوفها مع الانتفاضات في كل مدن وقصبات العراق ما هو الا من باب دفع الثور الإيراني  وعملاءه للهيجان وارتكاب حماقات تزيد من تعريتهم أمام أبناء الشعب والأهم تعميق مأزقهم ، فبعد ظهور قائد المقاومة توالت التصاريح الموتورة وسقط قناع البراءة والوطنية والثورية عن مقتدى الصدر فراح  يهدد بطل البلاستيشن بقتل قائد المقاومة ، ولكي تعلمون ماهو موقف الدول الغربية بما يدور في العراق عليكم أن تتابعوا إياد علاوي فهو عمليهم الأول فقد صدع رؤوسنا بإنتقاده للمالكي وحين جد الجد طلع لينقذ المالكي والعملية السياسية التي جاءت به بمقترحات فارغة.

 

إن ما عنيناه بسقوط إيران في عنوان المقال ، هو سقوطها الأخلاقي ، فالدول والإمبراطوريات قبل أن تسقط واقعيا وماديا تسقط أخلاقيا ، أي تفقد كل مبررات وجودها وتظهرها كمعتدية وغاشمة ، وعلى صعيد الحرب الأخلاقية فقد صرفت إيران مليارات الدولارات وجندت الآلاف المرتزقة والموهمون بعدالة غزواتها الاستعمارية ، ومع السقوط الأخلاقي بدرت ملامح الانهيار المادي والفعلي تظهر للعيان .

 

فما على شعبنا العراقي الصامد الصابر المجاهد الا التمسك بعدالة قضيته وكسب الحرب الأخلاقية بالمحافظة على وطنية وسلمية ثورتهم وإبعادها عن الطائفية والجهوية وعدم حصرها في مطالب جوفاء ، كل ذلك سيعطي المبرر والدافع القوي لجيش العراق والعروبة ليحرر العراق ويعيده لأهله شامخا عزيزا ، فالشرط الأساسي في حروب التحرير هو اندلاع انتفاضة شعبية عارمة تكون الدافع والغطاء الشرعي والوطني والأخلاقي لقوة التحرير المقاتلة لإنهاء الاحتلال وإعلان حكم الشعب وتاريخ حروب التحرير اكبر برهان على ذلك ، فعراقكم لن يتحرر بدون انتفاضتكم وثورتكم الشعبية مهما كانت قوة وعدد جيشكم ، واجعلوا ربيع الأمة يبدأ من العراق ، فالعالم والتاريخ يراقب ثورتكم ، واجعلوا ثورتكم ملهمة لكل الشعوب العربية ولكل الشعوب المغلوبة على أمرها في العالم .

 

وعلى الأمة أن تفخر بجيش العراق جيش الرسالة الخالدة الذي سدد النطحة الأولى للفرس ويستعد الآن لتسديد النطحة الثانية والقاتلة لهم.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ،،

 

Almaher09@gmail.com

 

 





السبت ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مــاهــر التــويتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة