شبكة ذي قار
عـاجـل










قلت للشيخ جواد الخالصي، بعد الاحتلال، مرة: يبدو أن الوطنية يرثها المرء من آبائه وأجداده، كما يرث بعضهم العمالة وخيانة الوطن.


وأدرك الشيخ ما أرمي إليه، فابتسم ابتسامة ذات مغزى.


والواقع، أن الشيخ مهدي الخالصي الكبير الذي أسس أمجاد هذا البيت الشامخ كان وضع لبنة قوية في بناء استمر طاهراً محباً للوطن متفانياً في الدفاع عنه، بل صار هذا البناء ظاهرة وضمانة للوحدة الوطنية كلما تعرضت إلى المخاطر، وإني إذ أحيي آية الله العظمى الشيخ مهدي الخالصي الحفيد وأخاه الشيخ جواد الخالصي لحفاظهما على البناء الذي شاده جدهما المجاهد الكبير، وإعلائه، أشيد بوقوفهما بوجه الاحتلال الكوني الذي استهدف العراق، والدعوات الطائفية التي جاء بأحزابها لتمزيق وحدة العراق.


وأفرحتني اليوم ـ الجمعة ـ وهي "جمعة لا للحاكم المستبد" مشاركة مدينة الكاظمية في عدد من ساحات الاعتصام في العراق ممثلة بوفد المدرسة الخالصية، فلهذه المشاركة مغزى عميق جداً وتحد كبير لأجندات الأحزاب الطائفية الحاكمة بأمر المحتل.


تحية لمدينة الكاظمية التي سطع نجمها، اليوم، في أكثر من ساحة من ساحات الثورة العراقية الباسلة ضد الطائفيين وضد مشروعهم البغيض وضد الاحتلال ووكلائه في العراق، ولتمتد مشاركة أبناء موسى الكاظم عليه السلام، إلى كل مدينة وقرية عراقية، فالنصر لاحت تباشيره في الأفق ليزيح هذه الوجوه المستعرقة الكالحة التي لا يعرفها شعبنا إلا بخيانتها ودونيتها وعدائها لكل ما هو عراقي.


وتحية كبيرة للخالصيين الثابتين على المبادئ، المقاومين لكل احتلال وجور وظلم، الواقفين بشموخ مع شعبهم منذ خلقوا، ورحمات الله على من أسس هذا البيت الوطني النقي الصافي الذي احتل مكانه المرموق في ضمير الوطن ووجدانه، آملين أن يبادر العلماء العرب الصامتين إلى هذه اللحظة إلى رفع أصواتهم في وجه من رفعوا أيديهم القذرة في وجه العراق العظيم.

 

 





الجمعة ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة