شبكة ذي قار
عـاجـل










لانبالغ اذا قلنا ان غزو العراق وما احدثه في بنية المجتمع العراقي واثاره التدميرية على النسيج الاجتماعي وتداعياته على المنطقة عموما كان عنوان فشل المشروع الامريكي بالعراق وتجربة السنوات العشر التي اعقب احتلاله تؤكد صحة ماذهبنا اليه


فالعراق الذي كان محاصرا ومكبلا بقرارات جائرة وضعت شعبه في خانق التجويع والاذلال وحولته الى ساحة لممارسة ابشع اساليبالترويع والقهر في ان ادت بالنهاية الى احتلاله واخضاعه الى الهيمنة الامريكية
وبتقديرنا ان ماجرى للعراق ما كان ليحدث لولا دعم ومساندة بعض اشقاءه للغزو الذي استهدف العراق ارضا وشعبا وهوية ودوره في منظومة العمل العربي واخرجه من معادلة الصراع لصالح الساعين لاخضاع الامة برمتها للمشروع الامريكي الصهيوني


وعندما نتحدث عن مسؤولية البعض في ما حصل للعراق فان ارتدادات ما حصل وصلت اليهم ووضعتهم في دائرة الخطر بفعل غياب العراق في مواجهة التحديات التي باتت تقلقهم


فالعراق بعد مرور عقد على احتلاله اصبح مكشوفا وخارج المعادلة والتاثير وغير قادر على مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة عموما جراء بروز قوى سعت منذ الاحتلال وحتى الان الى عزل العراق عن عمقه العربي وربطه بمشاريع خارجية تتقاطع مع ارادة شعبه وتغيب هويته وارتباطه بامته


وحتى نتجاوز القاء اللوم على هذا الطرف او ذالك في ما جرى للعراق والتحديات التي تواجه اقطار الامة العربية فان الوقائع الجديدة تستوجب وقفة جادة لانقاذ العراق من محنته قبل فوات الاوان من خلال دعم ومساندة الحراك الشعبي الذي يسعى الى تصحيح المسار ومعالجة تركة الاحتلال ووقف تغول طبقة سياسية نتجت عنه اخضعت الجميع لمشيئتها واستئثرت بالقرار السياسي


ان انتفاضة العراقيين ضد الظلم والفساد والاثار التدميرية لتركة الاحتلال وقوانيه ونظام المحاصصة الطائفية هي مطالب مشروعة تستدعي من اشقاء العراق واصدقائه تقديم الدعم وتوفير مستلزمات ديمومتها لانها بالاحوال كافة ستكون نتائجها لمصلحة الجميع ليعود العراق الى امته موحدا وقويا وسندا لهم وعامل استقرار في المنطقة لدرء الاخطار التي تهددهم


ان حق العراق على امته مشروع ويتطابق مع دواعي المسؤولية القومية ومتطلبات الامن القومي العربي من اجل اخراجه من عزلته بعد السنوات العشر التي ابعدته عن امته والمخاطر الخارجية التي تستهدف حاضرها ومستقبلها التي تتطلب جهدا عربيا مشتركا لدرء مخاطرها على الامن القومي العربي


ان قدر العراق هو ان يكون مع امته وعامل قوة ومنعة لمسيرتها واي محاولة لابعاده عن هذا الدور لن يكتب لها النجاح ومايجري في ساحات الاعتصام في العراق يعبر عن هذا الدور المنشود


من هنا تكمن اهمية الموقف العربي الداعم والساند للحراك الشعبي العابر للطائفية والعرقية والمتمسك بثوابت الوطن ومشاركة الجميع في تقرير مصيره وتصفية اثار وتركة الاحتلال ومشروعه البغيض



a_ahmed213@yahoo.com

 

 





الاحد ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة