شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد ابتلي العراق بعديد الازمات لأنه بوابة العرب الشرقية ( غزوات التتار ) حيث كان مقرا للخلافة العباسية لفترة من الزمن, وبعد اتفاقية سيكس - بيكو كانت هناك محاولة لجر العراق الى حلف بغداد ابان نوري السعيد وفي العصر الحديث حاول ساسة العراق بناء دولتهم إلا ان العدو كان يتربص بهم في كل حين ولما رأى العدو ان البلد يتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل , نحو بناء الدولة العصرية ابوا ( الغرب وأتباعه ) إلا ان يكشروا عن انيابهم وغزوه بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وتهديد امن دول الجوار فتحالف معهم من به مرض من العربان وكان ما كان من قتل وتدمير لكافة مؤسسات البلد وتهجير السكان وبث الفرقة بين مكونات الشعب ليتقاتلوا فيما بينهم وفقا لمبدأ بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي في نهاية السبعينات القائل : اذا اردت ان تحارب القومية فعليك بالدين, فكانت الحرب العراقية الايرانية 80-1988, بعدها دعا كيسنجر مطلع التسعينيات قائلا : إذا اردت ان تحارب الدين فعليك بالطائفية وهذا مانشاهده اليوم على ارض العراق.

 

ان مايشهده العراق اليوم من تهميش لبعض اطيافه ومحاولة الاحتواء لا تبشر بخير فالبلد امضى فترة من الزمن دون ان تتحقق الديمقراطية المنشودة التي وعد بها الغرب وعلّقت عليها الامال ولكنه وللأسف وقع العراق تحت نفوذ دول المنطقة كل طرف يستمد قوته من اشياعه ناهيك عن تدخل الدول الكبرى التي ودونما اي شك تسعى لان يبقى البلد في فوضى لا تبقي ولا تذر.

 

لقد حان الوقت لأن يرفع ابناء العراق الصوت عاليا في وجه من تسلط عليهم بقوة السلاح والقبيلة والعشيرة والطائفية والاحتماء بالأجنبي ,فالشعب لن يرضى المزيد من المعاناة, لم يعد لديه ما يخسره فقرر الانتفاضة على الطغاة الجبابرة وأصحاب عقلية الثأر المزعوم من مسببي التهميش وما جرّته من ويلات للشعب. وكفى هؤلاء المتغطرسين ضحكا على الذقون وليذهبوا الى الجحيم الذي جلبوه معهم من منفاهم الاختياري على ظهور الدبابة الغربية.

 

انها دعوة الى كافة مكونات الشعب العراقي ولينظر كل منهم الى ما وصلت اليه الامور بالبلد, دمار شامل بفعل الجماعات المسلحة التي تكفر الاخرين, فقر مذقع رغم مبيعات النفط غير المحدودة والتي لم تنقطع وإثراء البعض على حساب رفاق الدرب فالحل يكمن في الحوار والتوازن في بناء الدولة ومؤسساتها الفاعلة وعندها تستقر الأمور ولا حاجة إلى لغة التهديد أو الوعيد فالكل سواسية والبلد يتسع لجميع .

 

ان قيمة المرء رهن بما يقدمه لبني جلدته ( البشرية كافة ), هناك من يتقاعدون بمجرد ولادتهم, وهناك اخرون يضلون احياءا بعد وفاتهم تذكرهم الاجيال تباعا. ومنهم من يقفون وقفة عز وشرف لصالح الوطن. لا شك ان الكثيرين منا يدركون ان الامم التي تستهين بخيرة رجالاتها ( في كافة المجالات ) ستصبح يوما ما فريسة لأسوأ من ولدوا عليها وضحية لهم. وتحية الى المرابطين على الحدود الشرقية للوطن ودام عزكم ودمتم للوطن.

 

 





السبت ٢١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة