شبكة ذي قار
عـاجـل










ظن الاحتلال ومن صار قرد سيرك في ساحاته المغبرة ان بوسعهم تمزيق شعبنا بالعملية السياسية المخابراتية التي مثلت الوجه المدني البشع للوجه العسكري الذي دمر العراق في اسوأ جريمة احتلال عرفها تاريخ البشرية. فالعملية السياسية تمت هندستها لتدخل عوامل فرقة قومية ( عرب – اكراد – تركمان .. الخ ) ودينية ( مسلمين – مسيح- صابئة .. الخ ) وطائفية ( سنة – شيعة .. الخ ) ، واستخدمت خدعة المحاصصة الطائفية على انها الوسيلة الناجعة الوحيدة لإرضاء تطلع الجميع للسلطة دون ان يوضع أي اعتبار لإرضاء الوطن ولا لإقناع العراقيين بجدوى هذه المحاصصة التي حولت المنظومة الحكومية التي شكلها الاحتلال الى دكاكين متنافرة متناقضة متقاطعة وحولت السلطة الى أسواط وسيوف تجلد وتقطع رقاب العراقيين في غابة للوحوش الكاسرة !.


ورغم التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب العراق خلال سنوات الاحتلال العشر المنصرمة إلا ان الطائفية والعرقية لم تجد طريقها الى نسيج شعبنا الاجتماعي، بل ظلت حبيسة المنطقة الغبراء في حكومتها الخائنة العميلة والتشكيلات التابعة او المستقلة كما يسمونها وفي برلمانها الذي يضم بضعة مئات من المرتزقة من تجار الفرص القذرة والمغامرين القادمين من كل فج عميق لغرض السرقة والنهب والسلب من ثروات العراق التي سال لها لعاب اميركا قبل الكلاب السائبة التي جندتها.


حين نقول ان حكومة الاحتلال المركب ليس بوسعها ان تلبي ايا من مطالب شعبنا المشروعه فإننا لا ننطلق من قواعدنا الثابتة في معاداة الاحتلال وحكومته وثوابتنا الراسخة بمقارعته بكل السبل فقط, أي اننا لا ننطلق من موقف سياسي وطني صرف، بل من فهمنا العميق ومعرفتنا التفصيلية بطبيعة المالكي وحزبه المجرم العميل وائتلافه الممثل لإيران منهجا وسلوكا وهوى وهوية، ومن اطلاعنا الميداني على طبيعة العُقد الطائفية التي يتخندق خلفها افراد وقوى تحركت في المساحات والهوامش التي مكنها منها الاحتلال في المنطقة السوداء او بعض مواطئ القدم البقعية في عدد من محافظات جنوب بغداد. ان استنتاجنا بعدم قدرة المالكي ومجموعة اللصوص والمقامرين معه فإنما لأننا نعرف بعمق انهم يناصبون شعبنا العداء طبقا لوصفنا اعلاه.


الائتلاف الصفوي طائفي ببنائه وعقيدته وتطبيقاته وقد تعاقد مع الاحتلال لينفذ اجندة ايران في فرض التشييع الصفوي على جميع العراقيين وهو في حقيقته دين اسماعيل الصفوي و خميني الذي لا صلة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وهو يعرف ان تنفيذ وتحقيق هذا الهدف ليس سهلا، بل يتطلب ممارسة القتل والاعتقال والتعذيب والتشريد والإرهاب بكل انواعه والمساومات القذرة وانتهاك الاعراض بغرض الاذلال وكسر النفوس العزيزة الابية وسحق الكرامات. والدستور الصهيوني الذي سنّه الاحتلال وتبنته القوى التي مكنها الاحتلال من السلطة يؤكد هذه الحقائق حيث حولها الدستور نفسه الى قواعد ( قانونية ) ومنحها ( شرعية ) يلجأ للاحتماء بها مغتصبو الوطن والسلطة.


ان اجتثاث البعث ليس اجتثاث لحزب، بل ان حقيقته هي اجتثاث للعراق ولعروبته طبقا لمواد الدستور الصهيوني!!! وعليه فان الغاء الاجتثاث الذي يطالب به الثوار ليس احالة على التقاعد ولا اعادة للوظيفة وليس الغاء الحجز عن البيوت المغتصبة ولا اعادة البيوت التي تم شراءها عنوة وبأسعار لا تمثل ربع اسعارها الحقيقة ( اغتصاب )، بل هو تحرير للعراق وتعويضه عن كل ما اصابه من اضرار مادية واعتبارية. وكذا مطلب اطلاق سراح السجناء فهو يعني في جوهره اطلاق سراح العراق لأن ثلاثة ارباع العراق على اقل تقدير واقع تحت قبضة اربعة ارهاب سيئة الصيت.

 

 





السبت ٢١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة