شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يثير الاستغراب لدى عاشقي الحرية والهادفين لامتلاك إرادتهم والتعبير عن حقوقهم المسلوبة والمهدورة ادعاء الغرب بأن ما يمارسونه من ديمقراطية نيابية هو نموذج مثالي يحتذى به وهنا أتطرق إلى شـــعار المحتل مود عندما دخل بغداد قائلا" بأنهم جاءوا محررين لا محتلين ، والملعون بوش قال إنهم جاءوا لإنقاذ العراقيين من صدام والله خسئوا ونكسوا على رؤوسهم لفريتهم هذه بل إنهم جاءوا لنشر الشر والأشرار في ارض العراق جمجمة العرب مالك الخير الذي لا ينقطع كي يمزقوا شعبه ويفتتوا وحدتهم وتآخيهم ، رغم أن بعض مفكريهم أشار منذ قرون إلى أن ما يمارسونه هو تزييف للديمقراطية ، حيث يجب أن تمارس الديمقراطية بشكل مباشر وهو ما يسمى بالديمقراطية المباشرة ، عوضا عن الديمقراطية النيابية الشـائعة في الغرب والكثير من دول العالم ، لقد كان العالم جان جاك روســــو 1712 1778متحمساً حماساً شديداً للديمقراطية المباشرة باعتبارها الصورة الوحيدة للديمقراطية التي تحقق سيادة الشعب على أكمل وجه وتحقق الإدارة الجماهيرية الواعية ، والتي عن طريقها يعبّر الشعب عن إرادته العامة الغير قابلة للتجزئة أو التقسيم أو التفويض ، وإن أية صورة أخرى لا تمثل الديمقراطية ولا تحقق النظام الديمقراطي ومن هذا المنطلق كذلك هاجم جان جاك روسو الديمقراطية النيابية لأنها تختزل الدور الجماهيري المباشر ، وحمل على حكومة انجلترا التي تقوم على أساسها بقوله أن (( نواب الشعب ليسوا ولا يمكن أن يكونوا ممثلين له ، فهم مجرد مندوبين عنه ، وليس بمقدورهم أن يبتوا نهائيا في أي شيء ، يظن الشعب الإنجليزي انه حر ، ولكنه واهم في ظنه ، فهو ليس حرا إلا في أثناء انتخاب أعضاء البرلمان ، وبعد انتهاء الانتخابات يعود الشعب عبداً لا حول له ولا قوة ، وقد جني بذلك نتيجة ســــوء اسـتعماله لحريته في اللحظات التي كانت فيها ملك يمينه )) ،

 

وبالنظر إلى التدخل الغربي وخصوصاً التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت غطاء إشاعة الديمقراطية ونصرت الشعوب وإنهاء النظم الشمولية ، فإن مصطلح الإصلاح الديمقراطي أصبح سيء الصيت لما أفرزته السياسات الغربية وتدخلاتها الغير مبررة في الشأن الداخلي لكثير من دول العالم وفرض هيمنة القوة المتفردة دوليا" رغم ما يحمله هذا المصطلح ظاهريا من معان سامية تهدف للوصول إليها حركات الشعوب التي تريد الحرية وتسعى للخلاص بكافة الطرق الاستبداد والاستغلال والحرمان ، فإذا نظرنا إلى الدول المتخلفة اقتصادياً وتكنولوجياً تلك التي كان يشار إليها قبل ظهور العولمة بشكلها الحالي بالدول النامية أو دول العالم الثالث ، فإننا نلاحظ ، رغم ظهور حركات التحرر واستقلال العديد من الدول في النصف الثاني من القرن العشرين من استعمار الدول الكبرى بشكله العسكري التقليدي ، نلاحظ أن النظم في تلك الدول رغم تنوعها ، ما تزال تحتفظ بما ذهب إليه العالم فلفريدو باريتو " منذ بداية القرن العشرين في نظريته الاجتماعية حول ( دورة الصفوة ) وبذلك نشير إلى أن المجتمعات البشرية في كل هذه الدول المشار إليها تنقسم إلى قسمين هما الصفوة واللاصفوة ، أو النخبة واللانخبة وتمثل الصفوة الطبقة أو الفئة أو الجماعة الحاكمة بشكل مباشر أو غير مباشر ، وعادة ما تكون قليلة العدد بالنسبة لمجموع الشعب ، أما البقية فهم أفراد الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة ، وهم يمثلون الأغلبية المقهورة وهذا هو السائد في العراق الجريح والدول التي شهدت الربيع العربي الذي يدعون ،

 

ولقد استغلت الدول الكبرى هذه الأوتار لتعزف عليها ، فهي إما أنها تألب الشعوب على الحكام وإما أنها تقوم بتخويف الحكام من الشعوب ، وفي كلتا الحالتين تظهر للجميع بأنها تحاول حمايتهم ، وهنا تبرز آلية الإصلاح الديمقراطي الذي يدعون لاستخدامها كمنقذ وتستمر تلك الدول القوية على ذلك بشكل يحمي مصالحها التي رسمتها وحددتها مسبقا ، إلا أن الجميع فهموا إلى حد ما قواعد وأركان هذه اللعبة وأصبحوا لا يثقون في هذا الإصلاح ، بل أن المفهوم نفسه أصبح إلى حد كبير غير مقبول لديهم ، إلا الذين أعمت بصيرتهم وعقولهم أموال السحت الحرام التي أغدق ويغدق بها ألهالكي على ما يسمى مجالس الإسناد التي أراد منها أن تكون نقيض لإرادة الشعب وان ما شهدته ساحة التحرير في أواخر عام 2012 والأسابيع المنصرمة لخير دليل على بيع الضمير والارتهان لا إرادة الحاكم الظالم المتفرد الراغب بإذلال الشعب وإيصاله إلى حالة اليأس والقنوط والقبول بما هو مسيء ومتجاوز على القانون والشرع ، لكن الإرادة الحرة والإيمان بحق المواطنة والوطن كان الرد الواعي والمنطقي على ألهالكي وأدواته وما ارتفاع الأصوات الداعية بإسقاطه ومحاكمته عن الجرائم التي اقترفها بحق الشعب العراقي والعبثية التي يراد منها تازيم الأمن المجتمعي من خلال إثارة النعرات والدعوات الطائفية المقيتة والإيحاء إلى البسطاء بأنهم بخطر قادم إليهم وما الشعارات التي رفعها أبواقه والبوسترات التي تشير إلى انه مختار العصر وهذا بعينه تجاوز على القيم الروحية وكان المنتظر من خطباء الجمعة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء يتناولون هذا الموضوع نقدا" وشجبا" ، لان الشخصية السلبية المرتكزة على الفساد والإفساد يكنى بالكنية التي رفعت هو استخفاف بالتأريخ الإسلامي والاعتقاد الروحي وهذا بعينه سلوك يراد منه تكميم الأفواه وإسكات من تمكن من قول الحق وكشف الحقيقة ولا نستغرب من هكذا سلوك يظهر به ألهالكي وحزبه العميل لأنهم من تخرج من دهاليز الدجل والشعوذة ، ويوم الجمعة 25 /1 /2013 بانت الحقيقة التي لم يصدقها الرعاع والتي محورها إن ألهالكي دموي الفكر والسلوك والإجرام ديدنه وبأبشع وسائله عندما أطلق عناصر المليشيات الذين دمجهم في الجيش النار على الأبرياء العزل المطالبين بحقوق العراقيين كل العراقيين لتروي دمائهم الطاهرة ارض الفلوجة الصابرة المحتسبة وليكونوا وقود ثورة الشعب التي انبلج فجرها والنصر بات قريبا" جدا ، وعند الوقوف أمام الدعوات التي ارتفعت منذ لحظة تمكن العدو الغازي وعملائه من الوطن والشعب نجد أن مطلب الإصلاح الجذري المرتكز على إلغاء ما يسمى بالعملية السياسية التي جسدها مجلس الحكم اللاوطني وقانون إدارة الدولة الذي تم استبداله بما يسمى بالدستور وما صدر من قوانين مجحفة بحق الشعب والوطنيين الذين ساهموا ببناء العراق المقتدر على التصدي للريح الصفراء القادمة من قم وطهران لانبعاث الصفوية الجديدة تحت مسمى تصدير الثورة الإسلامية والتي تعيث فسادا" اليوم بالعراق أرضا" ومؤسسات ، هو الحل الحقيقي للازمة التي أريد لها أن تعصف بالعراق وتدمر كل مكوناته وما مطلب الجماهير الثائرة التي يسخر منه ألهالكي وزبانيته في حزب الجريمة والخيانة والضلالة الدعوة العميل إلا المعالجة الحقيقية والشاملة وإنها لقريبه من التحقيق بفعل الصبر والمصابرة والإرادة التي تتحدى كل طغيان الخونة  .

 

ألله أكبر ألله أكبر الله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 





الاثنين ١٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عـــبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة