شبكة ذي قار
عـاجـل










وجه الدكتور خضير المرشدي ، ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومسؤول العلاقات الخارجية للحزب ، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي برسالة إلى الأمانة العامة للمؤتمر ، باجتماعها المنعقد في صنعاء يوم ٢٦ و ٢٧كانون الثاني الجاري فيما يلي نصها :


الأخ العزيز الدكتور عبد الملك المخلافي المحترم
امين عام المؤتمر القومي العربي
الأخوة الأعزاء أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي المحترمون .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحية عربية وبعد :
يؤسفني بان لااستطيع حضور اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي المنعقد في اليمن الشقيق يوم ٢٦ و ٢٧ كانون الثاني / ٢٠١٣، وذلك لأسباب خارجة عن أرادتي ، حيث ، (تم اعتقالي من قبل السلطات اللبنانية يوم ١٧ كانون الأول ٢٠١٢ لمدة يومين ، وذلك تنفيذا لمذكرة اعتقال صادرة بحقي من قبل حكومة الاحتلال الطائفية والفاسدة والارهابية في بغداد ، استنادا لما يسمى (قانون مكافحة الإرهاب ) ، وما يسمى قانون ( المسائلة والعدالة ) والذي هو امتداد لقانون اجتثاث البعث ، هذا القانون الصهيوني سيء الصيت . وبجهود وموقف مبدئي ومشرف لعدد من الاخوة في لبنان على المستوى الرسمي والشعبي ، وكذلك منظمة الامم المتحدة ، تم اثبات كذب اداعاءات وإفتراء حكومة العملاء في بغداد وتفهم الدوافع السياسية والاجرامية والاساليب الرخيصة من وراء تلك المذكرة ، وتم اطلاق سراحي مع صدور قرار بمنعي من السفر وحجز جواز سفري والى اشعار اخر .


وكلنا على ثقة بنزاهة وحيادية ومهنية القضاء اللبناني وتاريخه المعروف في ان يتخذ القرار المناسب بالغاء قرار منع السفر باقرب وقت ممكن .


ومن الجدير بالذكر ان هذه المذكرة تأتي في اطار محاولة بائسة وخائبة من هذه العصابة العميلة التي تحكم بغداد لاسكات صوت الحق ، صوت المناضلين والمقاومين للاحتلال ومشروعه الصهيوني - الفارسي في العراق والمنطقة ، ومتوهمين بان الدول والشعوب خاضعة لمشيئتهم ورغباتهم المريضة ، متناسين ان احرار العرب والعالم يعرفونهم جيدا بانهم خدم اذلاء منفذين لأوامر أسيادهم من أمريكان وصهاينة وفرس صفويين ، ونسوا او تناسوا هؤلاء الجواسيس في حكومة الاحتلال ان الأحرار في الدول العربية والأجنبية على المستوى الرسمي والشعبي يستنكرون أفعالهم ويستنكفون التعامل معها لانها صادرة من سلطة احتلال باطلة شرعا وقانونا ، وليعلم هؤلاء الخائبين ان المناضلين والمجاهدين لن ان يركعوا الا لله العلي القدير ، وليعلموا بيقين مطلق أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم الوطني الثابت المقاوم للاحتلال ومشروعه ومخلفاته مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات والتحديات والصعوبات والتهديدات . وليعلم أيضاً هؤلاء العملاء من الفاسدين والمفسدين من أحزاب السلطة الطائفية الغريبة عن العراق وأهله ، والطارئة على تاريخه ومجده ، ان المناضل والمقاوم لايمكن ان يكون إرهابيا بل انه ضحية هذا الارهاب الذين يمارسونه هم ضد شعب العراق الأبي ، وانه يقاوم الإرهاب ويدنيه ويستنكره ويقاتل ضده ، لان هذا الإرهاب هو صناعة أسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس ، تنفذه أيادي قذرة من ميليشيات وعصابات أحزابهم العميلة ، والذي راح ضحيته الملايين من ابناء العراق بين قتيل وجريح ، وانهم من استخدم هذا القتل العشوائي ضد الابرياء للتشويش على المقاومة الوطنية الباسلة في عملية تزوير كبيرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا من ناحية ، ومن ناحية أخرى استخدم هذا الارهاب كوسيلة قذرة من قبل رؤوس الفتنة في العراق لاثارة اصطفافات طائفية واقتتال طائفي ، وكان العراقيين بوعيهم العالي وخزينهم الحضاري المبني على الايمان بوحدتهم الوطنية قد اجهضوا واسقطوا هذه الفتنة والى الابد .


وبقدر تعلق الامر بي وبدوري ، اقول ليعلم الامريكان والصهاينة والفرس وازلامهم وعملاءهم وجواسيسهم في المنطقة الخضراء ، بان هذا الفعل الدنيئ لن يثنيني أبدا ولن يفت من عضدي او يثني من عزيمتي في ممارسة دوري الجهادي والنضالي التي تشرفت به منذ اللحظة الأولى للعدوان والاحتلال لبلدي العراق العظيم وحتى هذه اللحظة وسأبقى ذلك الجندي المقاتل في جيش البعث والمقاومة وشعاري هو شعار وهدف أي مناضل ومجاهد , النصر او الشهادة ، وان نالوا مني ، فليعلم هؤلاء الخائبين بأن هناك عشرات بل مئات الالاف من المجاهدين من رجال البعث والعراق الاشراف من هو مستعدا للتضحية والفداء ، والقيام بهذا الدور وغيره ، الا خاب ظنهم !!وبئس ما يفعلون!


ايها الاخوة الاعزاء

انتهز هذه الفرصة لاقول لحضراتكم ان هذه التهمة اصبحت تهمة جاهزة من قبل سلطة المنطقة الخضراء العميلة ضد كل الوطنيين العراقيين المقاومين للاحتلال والرافضين لمشروعه الامريكي الصهيوني المجرم ) وقد طالت عشرات الآلاف من قيادات ورموز العراق الوطنية بعثيين وغير بعثيين وذلك وفق (ما يسمى المادة ٤- إرهاب من قانون مكافحة الإرهاب سيئ الصيت) ، وكذلك وفق ما يسمى ( قانون المسائلة والعدالة ) والذي هو امتداد لما يسمى ( قانون اجتثاث البعث ) وتحت غطاء هذين القانونين المشبوهين والصادرين بإرادة أمريكية وصهيونية ، فانه تم اجتثاث وطنية وعروبة وإسلام وإنسانية ونخوة ومرؤة وشرف العراقيين ، بل وبحجة هذين القانونين الصهيونيين قامت حكومة بغداد العميلة والفاسدة والإرهابية وجلاوزتها ومليشيات أحزاب السلطة وعصاباتها بانتهاك شرف العراقيين والعراقيات بعد اعتقالهم واعتقالهن بتهمة المادة ٤- إرهاب ، وقانون الاجتثاث المذكورين .


مما دفع الشرفاء من أبناء العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه بالانتفاض والنفير والتظاهر والمطالبة بإلغاء دستور الاحتلال والقوانين والقرارات الاجرامية المنبثقة عنه ، لانها قد سبت العباد ، ودمرت البلاد ، وأدخلت العراق في منعطف خطير وجعلته في وضع امني وخدمي متدهور لايمكن ان يتم الخلاص منه إلا بإسقاط العملية السياسية الاستخبارية الباطلة والفاسدة والفاشلة ، وهذا هو الهدف الاساسي والاستراتيجي لمقاومة شعب العراق الباسلة بكافة قواه الوطنية والقومية والاسلامية ، والذي سيستمر نضالها وجهادها بعون الله حتى إسقاط هذا المشروع بشكل كامل ونهائي وتحرير العراق من الاحتلال وافرازاته النتنة وان ذلك ليس ببعيد .


وكوني عضوا في الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي وممثلا للقوى الوطنية العراقية في الامانة ، وانسجاما مع مواقف المؤتمر القومي العربي الساندة والداعمة للمقاومة العراقية والمتبنية لخطابها وبرنامجها والمتمسكة بحقوق شعب العراق ، أدعوكم لاتخاذ مايلي :


١- اعتبار رسالتي هذه وثيقة من وثائق اجتماع الامانة العامة للمؤتمر ، وإدانة مذكرة الاعتقال الصادرة بحقي من قبل حكومة المنطقة الخضراء لانها باطلة وذات دوافع سياسية واجرامية تخدم مشروع الاحتلال وأهدافه ، ولكونها واحدة من آلاف المذكرات التي صدرت بحق الوطنيين العراقيين المقاومين للاحتلال والرافضين لمشروعه البغيض .


٢- تاييد الانتفاضة العراقية الباسلة والتي هي ضد مخلفات الاحتلال وافرازاته وعمليته السياسية ودستوره وقراراته وقوانينه ، وان هذه الانتفاضة تمثل صفحة مشرقة من صفحات مقاومة شعب العراق الوطنية والقومية والاسلامية البطلة والتي حققت هزيمة عسكرية وسياسية منكرة للامريكان في بلاد الرافدين مع التسبب في ازمة اقتصادية شكلت واحدة من اهم الكوارث الاقتصادية في العالم ، مما جعل اميركا تفكر في عدم التدخل العسكري المباشر في اي مكان في العالم بعد ماتعرضت لتلك الخسائر المادية والبشرية الفادحة جراء فعل تلك المقاومة الباسلة .


٣- ان هذه الانتفاضة والثورة وطنية بامتياز وتعبر عن ارادة شعب العراق باجمعه وليس محصورة بمحافظات ذات طابع معين او لها علاقة بحزب او طائفة بعينها كما يروج لذلك ازلام السلطة واحزابها العميلة ، حيث ان المعاناة واحدة لدى جميع العراقيين وان ظلم الاحتلال واجرامه وعمالة وخسة عملاءه قد طال الجميع ، وان روح الانتفاضة والثورة والمقاومة متجسدة في نفوس جميع أبناء العراق في شماله ووسطه وجنوبه ، وليكن معلوما ويقينا ان أبناء المحافظات الجنوبية هم جزء فاعل في هذه الثورة ومشاركين فيها ومنخرطين بفاعلية في رفض ومقاومة مشروع الاحتلال وسياسات حكومته الفاسدة والعميلة وان معاناتهم هي بقدر او يزيد عما يشعر به إخوانهم في المحافظات الأخرى في غرب وشمال العراق ، وانهم يتظاهرون يوميا رافضين الظلم والاستبداد والفساد والعمالة والتجسس والتفرد والقتل والاعتقال والتدهور في كل مناحي الحياة ، ولكن التعتيم الإعلامي المقصود حول تحركاتهم من قبل السلطات الحكومية واستخدام القوة العسكرية والاعتقالات والملاحقات لفض هذه التظاهرات والاعتصامات ، مصحوبة بفتاوى من قبل أشخاص يتسترون بالدين ، (والدين منهم براء) وتم شراء ذممهم بالسحت الحرام ، هي وراء تغييب صوت وفعل أهلنا في هذه المحافظات ، كما حدث في البصرة والكوت والديوانية والسماوة والناصرية وكربلاء والنجف وغيرها ، لكي تعطي السلطة العميلة انطباعا بان المظاهرات في غرب وشمال العراق هي ذات طابع مذهبي وطائفي معين لاجل اجهاضها وإنهائها خدمة لأمريكا وإيران .


٤- إدانة التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق واستنكار دعمها وإسنادها وتبنيها لاحزاب طائفية سياسية بعينها مما يثير ويؤجج فتنة لاتبقي ولا تذر ، وادانة تاييدها وادارتها وقيادتها للعملية السياسية الجارية في العراق بشكل مباشر وغير مباشر ، هذه العملية السياسية التي تمثل المشروع الامريكي الصهيوني في العراق والمنطقة ، وبدلا من هذا الدور الخطير الذي تلعبه ايران ، فأن من مصلحتها ومصلحة جميع دول المنطقة ان تنخرط في حوار جدي وصادق مع جميع القوى الوطنية والقومية والاسلامية المقاومة التي هزمت الامريكان وتعمل على اسقاط مشروعهم في العراق والامة ، وفي مقدمة هذه القوى حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والاسلامية المتحالفة معه ، وعلى ايران ان لاتتوهم او تعتقد بان تبنيها او دعمها لفئة سياسية طائفية معينة في العراق او غيره من الاقطار العربية يمكن ان يحقق أهدافها في العراق والأمة !! بل على العكس تماما فانها ستخسر الكثير من موقعها ومكانتها كدولة وشعب وحضارة ، وان المنطق والعقل والموضوعية ودواعي الاستقرار وتحقيق السلام ومتطلبات الأمن ومقتضيات المصلحة ومن مصلحة ايران اولا ، ان تبادرلهذا الحوار من اجل وضع أسس لاسترايجية التعايش مع العراق كدولة مجاورة ، لها مصالحها العليا وذات شعب عريق وحضارة عظيمة ، وكذلك الدول العربية الاخرى ، حوار مبني على اساس حفظ حقوق ومصالح العراق والامة واحترامها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى مختلف الاصعدة ، وتبادل المصالح المشتركة والتصرف على اساس انها دولة جارة ومسلمة للعراق وبقية الدول العربية .


٥- اسناد وتاييد ودعم مقاومة شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والاسلامية سياسيا واعلاميا وبجميع وسائل الدعم في جهادها ونضالها من اجل انهاء الاحتلال وازالة قواعده العسكرية الجوية والصاروخية ، وإنهاء عمل منظوماته الأمنية وآلاستخبارية المنتشرة في عموم المحافظات العراقية والتي تضم عشرات الآلاف من الخبراء والمستشارين والموظفين الأمنيين والذين لهم دور كبير في تدهور الوضع الامني في العراق ، ويقفون وراء القرار السياسي والامني والاقتصادي في العراق . كذلك دعم واسناد هذه المقاومة الباسلة في اسقاط وانهاء مشروع الاحتلال وازالة مخلفاته .


٦- دعوة القوى الوطنية والقومية والاسلامية العراقية التي ساهمت واشتركت بهزيمة المحتلين من العراق ، وبمختلف مسمياتها وتوجهاتها الى عقد مؤتمر وطني يضم الجميع بدون استثناء ، للتوافق حول رؤية مستقبلية مشتركة ومتفق عليها لمرحلة البناء الوطني بعد ازالة مخلفات الاحتلال وانهاء مشروعه ، من اجل اقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يحافظ على وحدة وعروبة العراق ويصون استقلاله وسيادته ويحترم حقوق الانسان ويعزز انتماء العراق العربي والاسلامي ويقيم افضل العلاقات مع جميع دول العالم وخاصة الدول العربية والمجاورة للعراق .


الاخوة الاعزاء

هذه اهم الملاحظات التي أرى من الضروري ان يتضمنها البيان الختامي لاجتماعكم الموقر خاصة وانه يضم نخبة من المناضلين من ممثلي القوى الوطنية والقومية والإسلامية في أقطار امتنا المجيدة ، وكلي ثقة بانها ستاخذ حيزا كبيرا من اهتمامكم واغناءها بمناقشاتكم واقرارها وبما يعبر عن واقع مايجري في العراق بشكل حقيقي .


واخيرا لابد من القول بان وقت لقاءنا في بغداد المحررة من الاحتلال ومخلفاته وعملاءه بات قريبا باذن الله ، وسنلتقي في بغداد وهي حرة عربية ابية وكما عرفتموها بلدا للنخوة والمروءة والشرف الرفيع
أتمنى لاجتماعكم النجاح ولكم عميق المودة وخالص التقدير

 


أخوكم
الدكتور خضير المرشدي
ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي
مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب

 

 

 





الاثنين ١٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة