شبكة ذي قار
عـاجـل










غادر العربي التفكير بالصفحات المتعددة منذ وقت ليس بالقريب، و ذلك تحت طائلة مرحلة تاريخية بالكامل انطلقت منذ السقوط المعنوي للدولة العربية الاسلامية بداية من القرن العاشر الميلادي و امتدت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مرحلة حكمتها عقلية غادرت ما هو متراكم من موروث حضاري خطه الأوائل علي طول ساحة الوطن العربي فعلا و تصرفا و أكدته الرسالة قيما ثابتة بمفهوم السلم الذي ارتقاه العظماء من جدودنا ممن نستذكرهم كأمثلة شموخ و اعتزاز ليصبح كائنا يفكر فقط بالصفحة الواحدة لا غير، كائنا ضائعا في متاهات المجهول تتقاذفه غريزة البقاء في أي صورة كانت لا غير كلما اعترضته أكثر من مشكلة، النتيجة تعميم التخلف و ظهور الأسطورة بصيغة التسليم بالقضاء و القدر و تغييب الارادة و العقل حد أصبحت فيه مقولة " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هي مرجعيته في وضع عكسي لما تستهدفه القولة في حد ذاتها ، بدل أن تكون ارادته الفكرية و العقلية و المادية هي الحكم و المرجع ، كما صاغها و فعلها النظام الوطني في العراق منذ 1968 و حتي 2003 بناءا و فعلا في مختلف الميادين سمته النهوض و الاستقلال و ثوابته الصدق مع الذات و الوطن و الشعب ... و أكدته المقاومة العراقية الباسلة مفردات سواء علي مستوي التضحية أو الثبات في صراع ارادات يعد المثال الأكثر صدقيه ايمانا و رؤية بعد مثال الأمة العربية المرجع كما صيغ في بعثها الأول الذي كان عنوانه ثورة الاسلام بما اجتمع فيه من روحية مبادئ السماء و ما يفرضه الواقع بما يراه عقل الانسان من حلول مستنبطة علي طريق التقدم الي أمام .

 

 فعل مقاوم كشف القائمين علي لعبة الصفحات المتعددة و أدواتهم و ما يستهدفونه من عوامل قوة في الأمة العربية ... بما دفعهم الي تحريك أكثر من لاعب للتغطية علي عوراتهم الأخلاقية و السياسية و العسكرية بتفجير حالتين متوافقتين في الزمان و مختلفتين من حيث الفعل :

 

الأولى : الدفع بالصبي الطائفي في لبنان قصد التأهيل القيادي بمفهوم الثورة المعادي لهم و هو لا يعدو أن يكون أكثر من خاتما في اصبع لاعبهم الجوكر ايران لتغييب الفعل الثوري الحق المناهض لهم مجسدا في المقاومة العراقية الباسلة التي أجبرتهم علي الاقرار بفشلهم و البحث عن صيغ حملتها مسؤولية فعلها القذر في احتلالها لدولة و تفكيك مؤسساتها دون اعتبار ما ألحقته بالشعب من خسائر بشرية و مادية و تبريرا لاستعادة مصداقية خطابها بين الأمم التي أصبحت تعمل علي عزلها من خلال ردود فعل المواطنين بها لكل ما هو أمريكي حد اتخاذها لقرارات تستهدف منها العمل علي اعادة تسويق الصورة الأمريكية باستحداث لجان لها و رصد ميزانية مالية .

 

الثانية : بتحريك " الخلد النائم " الذي تسرب تحت طائلة انفتاح الحدود و حاجة الشعب في حلقات منه للأستمرار في الحياة مستغلا في ذلك كثافة الدعم المالي الذي يحض به من جهات معروفة هي ذاتها الآن التي تنفذ ذات الأوامر من ذات المقرر و بصيغ أخري في أكثر من مكان في الوطن العربي و حتي في محيطه ، الخلد الذي عمل علي شق وحدة الفعل المقاوم للمحتل و أربك حاضنته ـ الشعب ـ حد طرحه لمسألة غاية في التعاسة " دولة العراق الاسلامية " متممة لذات فعل المستعمر و ما يستهدفه بتحريك لافتة الطائفية .

 

و ها هم ذات القائمين يعودون و بصيغة جديدة و بأدوات مضافة قديمة في تواجدها حديثة في استخدامها تحت لافتة ذات الشعارات التي بها غسلوا جريمتهم في حق الشعب العراقي راكبين موجة الحراك الشعبي لينفذوا ذات المشروع الذي اسقطته المقاومة العراقية في بدايته ... عودة سفهتها ثورة الشعب العراقي كما تتجلي منذ 24/12/2013 و هي تدخل أسبوعها السابع ... ليحركوا أدواتهم و بتفعيل من ذات الممولين و بصيغة لا تخلو من خلط واضح للأوراق هم يتحكمون فيها علي مستوي الساحة المصرية و كعادتهم دون أن تهمهم لا الخسائر المادية و لا التضحيات البشرية التي يمكن أن يترتب عنها هكذا فعل قصد تحقيق هدفين  :

 

الأول : تحويل النقاش و التغطية علي مأزقهم و مأزق لاعبهم الجوكر ايران في الساحة العراقية ، مأزق لم تعد فيه امكانية استخدام العراق لكل منهما كورقة في ترتيب ما متفق عليه من قسمة بينهم باعتبار أن ثورة الشعب في العراق عامة و أهدافها واضحة .. و بما يجعل حتي من ركوبهم للحراك الشعبي في أكثر من مكان من ساحة الوطن العربي هم و أدواتهم القديمة الجديدة عرضة لأن يقول الشعب لهم " ارحلوا " .

 

الثاني :تحقيق التيئيس في نفسية المواطن العربي باستهداف أهم و أكبر ثقل يعول عليه في شتي ميادين نهوضه في تاريخه سواء القديم أو الوسيط أو الحديث منه بغض النظر عما عرفه هذا الثقل من تراجعات أو اهتزازات ... و بالتالي تركيعه النهائي بصيغة المرحلة التاريخية  .

 

فمتي نقطع مع التفكير بالصفحة الواحدة و ننظر لواقع الأمة العربيةة و ما تعيشه نظرة شمولية و نضع الحلول بذات حجم الاستهداف ؟

 

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الاحد ١٥ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغـرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة