شبكة ذي قار
عـاجـل










الشعب مصدر السلطات

الشعب العراقي بفطرته وارثه الثقافي وخبرته السياسية ومن كثرة ما دقت علي رؤوسه من طبول ووعود واناشيد وانغام وزراء ( الدريل ) اصبح ( مفتح بالجير مو بالبن ) , فقد أدرك ما وراء العصبية السياسية المتطرفة والاستكبار والتعالي والغطرسة والاذعان بالقوانين احيانا اوالسلوك السياسي المبالغ فيه احيانا اخرى.ادرك شعبنا المنتفض ان الزعامات ( الكاريكاتورية ) التي انتفخت بالهواء والمال  الفاسد. والتي أدمن المستعرقون منهم خاصة  بالتصريحات باسم ( الوتن  والوتنية ) والمواطنة والدولة المنهارة بسببهم.

 

 جراء تعرض او اصابة البعض منهم باعراض  التغطرس المبكرة والتي  تحصل  نتيجة  خطأ في التنشئة الاسرية والسياسية للحزب. هذه الحالة المرضية  تدفع المتغطرس إلى الاعتقاد بانه ارقى من غيره, فيتجه للاهتمام بذاته وعدم الاهتمام بذات بالاخرين. بسبب الغرور وتضخم او انتفاخ الانا لديه. وهذا  دليل على الذل لا على الكبر. وهنا وجب التكبر على المتكبر لانه تواضع . فما تعاظم احد على من دونه الا بقدر ما تصاغر لمن فوقه.لذلك ترى المصابين بداء الغطرسة, اقوياءعلى الضعيف كما - يشبه لهم - وضعفاء اذلاء امام القوي المحتل.

 

اشرنا في الحلقات السابقة الى العوامل المعنوية والاعتبارية للانتفاضة. والمتجسدة بقوانين الاذعان كقانون المسائلة واللاعدالة وسياسة الترهيب والابتزاز بالمادة  4 / ارهاب وترحيلها حيثما ولمن يشاؤون , وما نجم عن ذلك من ضحايا وماسي وويلات وكبت مؤجل جائر قد جاوز المدى حتى تحول الى كبت عنفواني ثائر. تم التعبير عنه بالانتفاضة الماردة وبطرق عقلانية وسلمية لحد الان. ان تلك المدخلات والمسببات شكلت حافزا معنويا واعتباريا ومصدر اساسي من مصادر تمويل الانتفاضة التي سستتربع على عرش الثورة قريبا لا محال.

 

ومن المفيد بيانه ان من العوامل والمصادر الاخرى لتمويل الانتفاضة عوامل مادية لم يطالب بها المنفضين جراء ايبائهم وعزة نفوسهم العشائرية, معتبرين ان الكرامة  فوق كل اعتبار وحتى اغلى من رغيف الخبز لديهم. وهذا سر من اسرار صمود وتواصل الانتفاضة رغم شدة القمع والبرد. طالما نحن نتحدث من منظور سوسيولجيا الثورة لا من منظور المنتفضين بهذه النقطة لكونهم قدموا الكرامة وشرف النساء والوطنية والمواطنة  كغريزة وغيرة متجذرة في وجدانهم وضميرهم الجمعي العراقي .

 

لكن من منظور سوسيولجيا الثورة ان العوامل المادية تشكل حافزا اخر من حوافز الثورة. وهذا ما اشار اليه ابراهام مازلو بنظريته الموسومة ( سلم او هرم الحاجات الانسانية ) ان توفرة تطور الانسان وان حجبت تمرد وثار وانتفض الانسان على السلطة حيث تقوم هذه النظرية النفسية / الاجتماعية التي ابتكرها العالم ابراهام مازلو على تدرج الحاجات بهرم  منسق. كما تناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته.حيث تقوم النظريةعلى الحاجات الانسانية التالية:

 

1 - الحاجات الفسيولجية

يشعر الإنسان غريزيا  بإحتياجه الى الهواء الصافي  والماء النقي والطعام  والدواءغير الفاسد ،تلك الاحتياجات  تؤثر بلا شك على سلوكه. سيما اذا كان هناك تعمدا في حرمانه منها ، فالحاجات غير المشبعة لفئة دون اخرى كما هو الحال بالعراق تسبب توتراًوسلوكا انسحابي  لدى الفرد ( كالدعوة لتاسيس الاقاليم ) مؤخرا. كما يسعى الفرد ايظا بالبحث عن وسائل اخرى مشروعة وغير مشروعة لإشباع هذه الحاجات.كما  ان الحاجات غير المشبعة لامد طويل تدفع الانسان حينها للقيام بعدد من المحاولات  كي يوفرها بجميع الطرق للحفاظ على حق الحيات المقدس بغية ان يحمي نفسه ايظا من الشعور بالإحباط.

 

2- الحاجة الى الطمانينة  والامان

وفق سياق هرم مازلو،   فبعد إشباع الحاجات  الفسيولوجية تاتي الحاجة إلى الطمانينة  والامان المتعدد الاشكال منه:

الامن النفسي والسلامة  الجسدية من العنف والاعتداء.

الأمن الوظيفي وليس الاجتثاث الوظيفي .

أمن الممتلكات العامة وليس سرقة المال العام.

الأمن الأسري وليس الاعتقالات والخطف والتمييز بين الجنسين ومنع الزواج بين المذاهب والاديان والقوميات.

الأمن الصحي اي السلامة الصحية  والبئة.

أمن الممتلكات الشخصية ضد  الجريمة وليست سرقة واتلاف  الممتلكات اثناء التفتيش والمداهمات.

 

3 - اشباع الحاجات الاجتماعية 

هذه المرحلة  تتعلق بالحاجات الاجتماعية، وتشمل العلاقات الأسرية  وحرية اختيار السكن والجيرة وليس  التهجير . فضلا عن حرية اختيار لاصدقاء والاحزاب بمحض ارادتهم لا بارادة الحزب من خلال  سياسة الترهيب والترغيب. 

 

4 - الاحترام

يتم التركيز بهذا المرحلة على حاجات الفرد في تحقيق المكانة الإجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.

 

خلاصة الامر ان جميع الحاجات الواردة بهرم ماسلو مفقودة بالعراق وخاضعة لقاعدة الوعود  الكبت المؤجل- ك ( 100يوم ) - الذي انفجر جزء منه لحد الان. لذلك باتت تلك الحاجات الانسانية المفقودة وقودا ماديا مكملا للجوانب الاعتبارية للانتفاضة والثورة والعراقية القادمة.

 

لا يخفى على احد ان كل جيوش العالم بما فيهم الجيش الامريكي لم تستطيع الوقوف بوجه الثوار المقاومين من الانبارالى الموصل وديالى  والديوانية  وواسط وغيرها من مدن العراق. فلم يهنئ لهم عيش امن منذ 10 سنين خلت. فهل ميليشيات وعسكر محمد العاكول الحكومية  وفيلق قاسمي  الايرانية اليوم يا ترى ستكون قادرة على الوقوف بوجه الانتفاضة والمقاومين من غيارى القادسية اللذين مسحوا ايران بالارض,التي كانت رابع قوة بحلف الناتو انذاك واذاقوها السم الزعاف؟

 

لذا  فان الصراع بين العراقين والفرس واحزابهم انتقل من صراع  حدود الى صراع وجود داخل اراضينا وديارنا جراء تعاونهم مع الاستكبار العالمي الغادر لاحتلال العراق. كما اصبح  صراعنا معهم وطنيا لا طائفيا ولا قوميا. ناجم عن سياسة الخداع والمخاتلة لهم ولجميع اتباعهم من رؤوساء وزراء سياسي موديل 2003. فالصراع لم يعد ضد شخص كالمالكي  والجعفري بل ضد مشروع الاحتلال ونظامه ودستوره ( صلاح المختار ) . انه  صراع ضد السبي الفارس للعراقين لاخراجهم من ديارهم .

 

  فوالله لن نخرج  من ديارنا ياكسرى بل سيخرجكم العراقيون صاغرين.  فانكم باذن الله مدحورين ومنتفضينا وثوارنا بامر الواحد الاحد القهار منصورين. تلك هي بدية ستراتيجية الخروج لمنتفضينا لا تنتهي الا بخروجكم . فقد اصبحت قرار شعب لانه مصدر السلطات, لا  قرار سلطة نقض العهود والمواثيق.  الا ان دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة وان النصر صبر ساعة .

 

مرفق قصيدة وطنية للثوار ردا على طائفية الثورة

 

 

 

 

 





الاحد ١٥ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد السلام الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة