شبكة ذي قار
عـاجـل










قرابة ساعة ونحن نتحدث عن ( أبو خليل ) أيام زمان .. وكلانا يتسأل ( وين أبو خليل ) ، ذاك الأصيل ، صاحب الغيرة والشهامة والنخوة وابن حمولة ...


أبو خليل الذي نعرفه نحن ، كان شجاعاً ، مغواراً ، لا يخشى أحد ، ولا يلومه في الله لومة لائم .. ويقال أنّ عشرة ( أبو إسماعيل ) كانوا يخافون من ( أبو خليل واحد ) لأن أبو خليل بلحظة واحدة يستطيع أن يستدعي مئة أبو خليل معه ويحسم المعركة لصالحه ...


وقال لي ( أنتي كنت طفلة ) ولم تتطلعِ على بسالة أبو خليل ووطنيته .. أبو خليل كان ينصر ابن بلده ولا يتخلى عنه ويذود عنه ويعصي أوامر السلطة عندما تكون السلطة جائرة وظالمة وكان ينزع عنه بدلته والبيرية عندما يكون الأمر متعلقاَ باستهداف أحد من أبناء الشعب ..


أبو خليل كان لا يرفع السلاح في وجه ابن بلده ..وكان يجنّ جنونه أذا تعرض الوطن إلى اعتداء خارجي ...


قال لي أن أبو خليل في كل الأزمنة لم يكن يتقاضى راتباً محترماً يسد حاجته ومع ذلك كان أصيلاً لايبيع نفسه ومبادئه وقيمه ولا يعصي لله امراً ويظلم أحداً وكان يساند الشعب ويعينه على سلطان جائر وعميل مثل سلاطيننا اليوم ..


وبالأمس القريب جداً ، خاض أبو خليل أعظم معركة على الفرس الصفويين وانتصرنا على إيران بعد معركة دامت ثمانِ سنوات والفضل في انتصارنا كان لأبو خليل ، ذلك الجندي الذي كان راتبه لا يسد أجرة السيارة مع ذلك انتصر وابهر العالم بانتصاره وكان محبوباً من الجميع ، محترماً ، يهابه ويجلهّ الجميع ..


رجلاً في مكانته ، وفي عمره ، أطلع على أجيال وتعرف على أبي خليل أزمنة عدة ، يعيش الما ً ويتفطر قلبه حزنا ً حين يرى أفعال أبو خليل اليوم ..


وامرأة مثلي ، عاصرت أبو خليل سنوات القادسية المشرقة ، ورأت أبو خليل هذا الزمان ، تموت كمداً وحزناً حين تسمع أن آبا خليل فتح نيران أسلحته على متظاهرين من أبناء شعبه في الموصل والفلوجة وكركوك وديالى والرمادي، يطالبون بالقصاص من نظام فاسد وجائر أذل النساء والرجال ، قتل الكبير والصغير ، رملّ النساء ، اعتقل الرجال ، اغتصب النساء ، يتم الأطفال ، سرق ثروة الشعب ، سرق قوته ، جّوعه ، دمرّ أحلام ... نظام فاسد بمعنى كلمة الفساد ، نظام همجي بربري ، امتطى دبابات المحتل الأميركي وأزهق أرواح الملايين من المساكين والأبرياء ليكسب السلطة ، ولائه لإيران .. نظام يسرق ويختلس علناً وعلى مرأى ومسمع أبو خليل وأبو إسماعيل .........


أبو خليل اليوم باع ضميره وقيمه ووطنيته ب 750 ألف دينار .. وضحى بتاريخه المشرق مقابل حفنة دولارات ..


ما فعله أبو خليل في الفلوجة وما يفعله في الموصل والانبار وصلاح الدين وكركوك أمر مخجل ولا يليق به وبتاريخه المجيد..حين يقف أبو خليل مع الحكومة الفاسدة والمجرمة ، حين يساند المالكي ونظامه في إيقاف صوت الجماهير الذي ينادي بحريته ويطالب بحقوقه ، حين يوجه سلاحه بأتجاه المتظاهرين ويقتل متظاهر يطالب بحقوقه ..حين يعتقل متظاهراً طفح به الكيل وهو ينادي ولا يٌسمع صوته .. أمر محزن ومخجل يسئ إليه ولعائلته ..


أخجلنا أبو خليل وخيبّ ظننا به .. كنا نتصوره أبن عرب ، ابن حمولة ، كنا نتصوره شهم ، غيور ، أصيل ، يدافع عن وطنه أذا تعرض لاعتداء خارجي وإذا به يحمي مصالح إيران من خلال دفاعه عن حكومة تناصر إيران وتنفذ سياسيته وأجندته .. وكنا نظنه سينضم إلى الشعب ويساند تظاهراته واعتصامه ويعلن علناً أنه لن يرضخ لآمر الحكومة الجائرة وسيحمي شعبه وأبناء بلده ..

 

وينك أبو خليل ..
وينك ياشهم يا أصيل .. وينك يا بطل .. معركة الحق مع الباطل ، معركتنا مع هؤلاء الفاسدين ، القتلى ، المجرمين ، لن يحسمه ألاّ أبو خليل البطل والشجاع والغيور .. أبو خليل إذا رجع لصف الشعب ، واسترد مبادئ ورجولته وقيمه وأخلاقه ، سينتصر الشعب ، وينتصر الوطن وتنتصر القيم والمثل وينتصر الحق وتنتصر العدالة ..


أزمنة طويلة .. كنا نحن الأمهات والأخوات نزغرد لأبو خليل ونطلق ( الهلاهل ) له حين يدخل معركة ويخرج منه منتصراً .. نتباهى برجولته ، بأصالته ، بنخوته .. واليوم أتحدى أم أو زوجة أو أخت أو ابنة – أن تتمكن من رفع وجهها في وجوه الناس بالمحلة والزقاق وتسير بينهم متبخترة ( رافعة خشمها ) فأفعال أبو خليلهم تٌخجلّ وتوطئ الرأس ..


يتسأل كبيرنا وصغيرنا .. وينك يا أبو خليل ، وينك يا شهم ، وينك يا أصيل ، هذا يومك ، القي السلاح وانضم للثوار في الانبار ، في الموصل ، في صلاح الدين ، في كركوك ، في ديالى .. وينك يا أبو خليل البصرة والسماوة والعمارة والناصرية والديوانية .. الصمت لا يليق بكم ، والتخاذل لا يليق بكم .. وما تفعلونه لا تليق بكم ..


وجهوا فوهات بنادقكم باتجاه الارهابين الحقيقيين في الحكومة ونظامها الفاسد المجرم...كونوا مع الشعب لا ضده .. كونوا ثوارّ ، مع الثوارّ .. وأبو خليل الأمس كان ثائراً ضد الظلم والطغيان والاحتلال ..


* أبو خليل كنية الجندي العراقي .
* أبو إسماعيل كنية الشرطي العراقي ..

 


كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الاحد ١٥ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة