شبكة ذي قار
عـاجـل










قيل : اذا بليتم فاستتروا ... لكن وقاحة الخونة والعملاء لا تقر بهذه الحكمة العميقة. فهم يعبرون عن بلوتهم بأفعال سافرة وأقوال تجانب المنطق والصدق ويعوزها الشرف، رغم ان بيئتنا ومجتمعنا قد اعطى للكلمة وزن الذهب وأهمية النور، ومعجزة الاسلام هي كتاب الله سبحانه الذي يتسم بالقول العميق والبلاغة التي هي معجزته الاساسية.

 

الخونة الذين دخلوا العراق ادلاء وأعوان للاحتلال ومتعاقدين معه سواء كانوا احزابا ام افراد ام ميليشيات واجهتهم محنة القبول من شعبنا لأنه يعرفهم خونة عملاء ومرتزقة، ومحنة مواجهة انفسهم التي دفعهم هواها وفجورها للانخراط في مسالك الرذيلة والعار. هذه المحن والبلاوي دفعتهم الى مزيد من الممارسات الاجرامية تتراوح بين تبني لغة اعلام تتناقض مع حقيقتهم و تبحث عن منافذ لتغيير البيئة الثقافية للشعب العراقي الذي تربى على الوطنية والانتماء القومي العروبي الانساني والتعددية الزاهية، لطيفه السكاني وبين تبني الارهاب والعنف لفرض حالهم والقبول بهم الى جانب اللعبة الديمقراطية الانتخابية التي املتها عليهم اميركا.

 

في لغة اعلام الخونة والعملاء صار مصطلح التحرير بديلا لمصطلح الاحتلال. الغريب ان استخدام مصطلح التحرير يتناقض مع استخدام امريكي وأممي رسمي لمصطلح الاحتلال. فأميركا هي التي اعلنت انها تحتل العراق غير ان الخونة ظلوا يغالطون انفسهم ويغالطون العالم كله بإصرارهم على استخدام مصطلح تحرير. هذا الاصرار مبني على وهم انهم يقدرون مع تقادم الزمن على لي رقبة الحقيقة وأنهم سيجدون جيلا جديدا من العراقيين لا يعرفون الامس جيدا يقبلون بهذا الاستخدام ويتبنونه. ثورة شعبنا الآن تثبت ان رجاءهم قد خاب فشباب العراق الآن يهتفون لا للخيانة ولا للاحتلال ويصرحون بلغة واضحة ان مَن يحكمون العراق الآن هم عملاء ايران وان للثورة اهداف شعبية وطنية يقع في مقدمتها طرد الاحتلال الامريكي والإيراني.

 

ان تكبيل البيئة السياسية والاجتماعية بلغة ماكرة مخادعة كاذبة هي الارهاب بعينه وهي الاعلان الضمني عن تطبيق مناهج التعسف والبطش والجريمة. فاستبدال الاحتلال والغزو واغتصاب الشرعية بمصطلح يحمل من القدسية والتأثير النفسي ما هو واسع وكثير واستبدال التعسف والبطش والقتل الطائفي والسياسي والعرقي والثأر السياسي البغيض والفساد المنظم بمصطلح آخر فيه الكثير من الولع الانساني والتوق نحو تطبيقه هو كفر وإثم وفجور مارسه العملاء في العراق، وها هم الآن يدفعون ثمنه باهضا بعد ان فاض نهر الصبر العراقي وتقيحت الجراح ورفضت الارض والسماء الطاغوت ونزف الدم.

 

ومن بين اللغو الحرام والماكر الذي طبقه الخونة في العراق الجريح هو التبديل التدريجي لمصطلح الوطنية وروح المواطنة بالطائفية وولاءاتها المتعددة المفرقة للدين الواحد الحنيف وللمجتمع الانساني المتجانس والمتصاهر والمتسامح منذ الازل. وقد انتجت المنظومة الاحتلالية المتسلطة في هذا المجال جرائم ابادة يندى لها جبين الانسانية وهي تتبجح في نفس الوقت بوقاحة وانعدام حياء بالوطنية والدين في احتواء عجيب للمتناقضات صمم ايضا بعناية في اروقة قم وطهران وعُمّد في دهاليز المخابرات البريطانية والأمريكية وغيرها. لقد جاءت ثورة العراق المتجددة لتضع الخونة العملاء القتلة الطائفيين امام قدرهم الحقيقي دون زيف او تزوير وأجبرتهم على اعلان الطاعون المستديم في ارواحهم النجسة. لقد عرّاهم شعبنا في الأنبار والموصل وصلاح الدين ثم كانت جمعة لا تخادع في بغداد تتويج عظيم لمركب الثورة المتجهة بثبات صوب ضفاف الحرية والاستقلال بعون الله، والعيون ترنو الى جمعة قادمة يوم 25-1 سماها المنظمون جمعة ( تلبية نداء الثوار) وستنطلق فيها ارادة الجنوب ان شاء الله مزلزلة في محافظات البصرة وذي قار والمثنى.

 

واللغو العجيب الاخر الذي حاول الاحتلال وقردته الخاسئين توطينه في العراق المحتل هو الحديث السفيه عن بناء واعمار وتطور وتقدم للعراق وشعبه. ولا احد يعرف متى سينفذ الفاسدون عملا واحدا يخطئ الحقائق الثابتة تاريخيا واجتماعيا وسياسيا من ان الاحتلال لا يبني، بل يدمر. ان اعتماد النموذج الالماني والنموذج الياباني كان مغالطة مفضوحة ونزف مدمر للصدقية والمصداقية لأن احتلال العراق قد حصل بهدف تدميره ليس إلاّ. وها هي عشر سنوات مرت لم يرَ شعبنا غير الموت والجوع والاغتصاب والتهجير والإقصاء والاجتثاث وعقلية التسلط الفردي والفئوي والمحاصصات المدمرة للقانون والنظام وأسس الدولة الوطنية الاولية المعروفة. ورأينا مصانعنا تدمر ومزارعنا تُحرق وهي في طور الحصاد وجامعاتنا تعود الى عصور الكهنوتية، وكذا مدارسنا ومعاهدنا ونظامنا التعليمي الذي ابهر حتى مختصي الغزاة التربويين و هو يُبعثر، واقتصادنا يصير لعبة بيد الفاسدين اللصوص المحترفين ومافيات السطو المنظم. نفطنا يُقدَم هبات لإيران وأميركا والجزء المحول لخزينة العراق يصير نثريات وصفقات وهمية ومقاولات شبحيه.

 

ان شعبنا اليوم يثب وينتفض لاطما وجوه الخونة والعملاء ومرتزقة الأمر الواقع ويكسر اطرافهم في طريق قبرهم الى الابد لأنهم ضحكوا واستهزءوا وسخروا منه وظنوا انه ساذج بليد وان قيادته سهلة عن طريق الإرهاب والقتل والترويع. لغو فارغ ادى الى انضاج ظروف ثورة شعبية عارمة التحق فيها ملايين العراقيين بمسيرة التحرير والاستقلال التي اختطتها انجازات المقاومة العراقية الباسلة التي ولدت من رحم الوطن الحر قبل ان يكبل بالأغلال الاحتلالية المركبة ومكر وباطنية العجم الذين مكنهم الاحتلال من السلطة المجرمة, ولدت من غيرة جيش العراق وقواته المسلحة وتصنيعه العسكري وتألقت في سماء الوطن تنتج المستحيل ... اللهم ربي لك الحمد.

 

 





الاحد ٨ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة