شبكة ذي قار
عـاجـل










قد عوج الناس حتى أحدثوا بدعاً * في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل

حتى استــخف بحــق الله أكثرهم * وفي الذي حمــلوا مــن حقـــه شغـل

 الإمام الشافعي رضي الله عنه

 

يؤكد واقع الحياة العربية أزمة عميقة ، مردها غياب المرجعية العربية بما أفضي اليه من انقسام و تشتت حد التقابل اللفظي في حده الأدنى منذ أن سجلت مرجعية الأمة العربية تراجعها بصيغتيها الشعبية و الرسمية اثر العدوان الثلاثيني علي العراق ، و التقابل الدموي بصيغة متصاعدة منذ احتلاله و اكتمل مع الحراك الشعبي العربي ، ليبلغ مرحلة تقسيم الشعب و الأمة و تهيئة الأرضية لتقسيم الوطن المقسم بطبعه . تقابل يخفت فيه الخطاب اللفظي كلما حققت الأسلمة الساسوية كسبا ميدانيا بفعل ما سفكته من دماء و ما ألحقته من دمار و تخريب مادي أو سياسي معنوي أينما حلت مفعلة سواء بتوجيه داخلي أو بفعل خارجي ..خطاب يعود ليتعالي كلما وجدت نفسها محاصرة و فاقدة للحركة بصيغة التنفيس و استعادة رسكلة معنوياتها المنهارة مرة تستهدف شيطنة المشروع العربي فكريا و لافتقادها الحجة تنكفئ لتتطالعنا مستهدفة شيطنة الأشخاص بهدف اسقاط الفكر غير معتبرة حرمة الشهداء بأبرز عنوانا لهم الشهيد صدام حسين المجيد لا دفاعا عنه بقدر ما هو دفاعا عن الأصولية السلفية " الوهابية " لتقديمها كمرجعية منقذة للأمة و الوطن . أي احلال اسلام رافض بصيغة المرجعية  مقابل اسلام رافض مرجعي يري نفسه هكذا  مفعل منذ اعتلاء الخميني للسلطة كبديلا عن الشاه  مرجعيتان اسلامويتان لذات العدو لفظا و متفقة عملا مع العدو " الشيطان الأكبر اعلاما و الصديق الأفضل عملا " خدمة لأغراضه الاستراتيجية المستهدفة الاعتراض علي حق الأمة العربية و الوطن العربي في التحرر و الاستقلال و تحقيق نهضة الشعب العربي  .

 

 أطراف تقرأ ارث الشهيد الفكري و التوجيهي بعين واحدة و تغمض عينها الثانية حتى لا تري ما يسفهها . فهل فعلا سكت الشهيد رحمه الله علي السلفية أم نبه الي مخاطرها محذرا من دورها القذر في تقسيم المجتمع و تمزيقه ؟ يقول رحمه الله :

 

 "نحن نستوحي من قيم السماء دروسها المركزية و جوهرها الأساسي ، و نترك للشعب فبما عدا ذلك حرية ممارسة الطقوس الدينية بالاتجاه الذي يختار به دينه و مذهبه ، و يختار فرقته ضمن المذهب الواحد كما يعتقد و يشاء ، و ليس أدل علي التعقيد الذي سيظهر في الاجتهاد بطريق ديني من معرفة أن السنة النبوية التي هي سنة الرسول صلي الله عليه و سلم لم تظهر بعد أن انتهت آخر آية بالقرآن و انما وجدت مترافقة مع ظهور الآيات الأولي في القرآن ، لماذا يتصرف و يوجه محمد بن عبد الله [صلي الله عليه و سلم ] وهو قاب قوسين أو أدني من الوحي ، أليس هذا دليلا مركزيا آخر يقول بأهمية الانسان في الأرض لضمان التطور كما ينبغي ، مع المحافظة علي جوهر الرسالات السماوية ، أليس تعاقب الأديان و من مصدر واحد معناه أن هناك مسائل أساسية و جوهرية تشترك بها كافة الأديان ؟ و مما يؤكد هذا احترام القرآن و المسلمين لأصحاب الكتاب و التعامل معهم بصيغ تختلف عن الكفار .. النـــــــــــــــــــــــاس الذين يدعون العودة الي الطــــريق الســــلفي في التعامل مع المسألة الدينية يريدون لمجتمعكم التمزق و التنــــاحر و الاقتتــــال و ضياع الجوهر الانســــاني الأساسي للرســـــــالة السمــــاوية ان كان بالنوايا أو بالنتيجة  "ـ صدام حسين ، المختارات الجزء الثامن ص 21/22 ، وزارة الثقافة و الاعلام ، دار الشؤون الثقافية العامة بغداد  1988 

 

 فهل بعد هذا الكلام يمكن أن نتقول علي الشهداء دون قراءة لهم ... و نرفع عقيرتنا بشيطنة من يسفه السلفية و يعدها حالة موازية رؤية و ممارسة لولاية الفقيه ... فمن يا تري يرقص علي أنغام التنغو التقسيمي للشعب و الوطن العربي و بعزف أمريكي من وراء الستار ؟

 

 ان ايماننا ضمن الحالة الطبيعية للحياة بأنه في الوقت الذي يقود الفكر الحياة فهو أيضا ابن الحياة ..و لأنه وضعي فهو من صناعة الانسان و لأنه كذلك فهو خاضع للاجتهاد طبقا لمؤثرات هذا الاجتهاد و بموجب ذلك فلكل مرحلة من المراحل فعلها في بلورت هذا أو ذاك من النضح الفكري ان كان في اعتباراتها و جوانبها المادية أو الروحية و المعنوية .. و لكون الحياة بموجب معطياتها و ليس مكوناتها الاساسية المادية يمكن أن تنضح دائما بما هو جديد لا بد تباعا لذلك أن يكون الفكر في الوقت الذي يجب أن يأخذ نوعا من الثبات و الرسوخ النسبي يجب أن لا يكون مطلقا .هكذا يري العربي المسلم المؤمن و هكذا تعلم من القرآن الكريم سواء في تدرجه بالأحكام أو تدرجه في تعميم الدعوة وطرق التعامل و التفعيل الميداني لها .. و من خلال هكذا رؤية يجب أن تصاغ مواقفنا .

 

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الجمعة ٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة