شبكة ذي قار
عـاجـل










وجه الكاتب والمناضل العروبي الدكتور موسى الحسيني عتباً إلى الواثبين في محافظتي الانبار والموصل وبقية مدن الوثبة، معتبراً أن مطاليبهم يجب أن لا تتمحور حول قضايا جزئية، لأن مثل هذه القضايا لا تمثل حلاً نهائياً لأزمة العراق.

 

وطالب الواثبين، في مقال كتبه مؤخراً، إلى تصعيد مطاليبهم الى مستوى تصفية جميع اثار الاحتلال.

وحدد الحسيني أربع نقاط رأى أن على الواثبين وضعها كمطاليب للوثبة، وهي:

 

1 ـ إلغاء دستور فيلد مان، وإقرار دستور بديل يكتب على أساس المصلحة الوطنية العراقية والأمن الوطني، وهوية العراق العربي ودوره، كذلك إلغاء القوانين والأنظمة التي فرضها بريمر كافة، بما فيها قانون المساءلة والعدالة واعتماده أساساً لانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة.

 

2 ـ محاكمة جميع المجرمين وعملاء الاحتلال الذين أسهموا في مساعدة الاحتلال وتقديم العون والدعم له، وتسببوا بكل ما تعرض له العراق من تدمير وقتل.

 

3 ـ محاكمة من شاركوا في المجازر التي تعرضت لها مدينة الفلوجة البطلة عام 2004، وتقديم التعويضات للمتضررين، وقطع الطريق على الانتهازيين الذين باركوا وهللوا لتلك المجازر أو قدموا الغطاء لقوات الاحتلال لتنفيذ تلك المجازر، من يحاول استثمارهذه الحركة الاحتجاجية في صراعاته مع منافسيه من العملاء والخونة.

 

4 ـ تشكيل لجنة من ضباط الجيش العراقي القدامى لإعادة بناء الجيش العراقي وقوات الشرطة والأمن على أساس عقيدة عسكرية ترتكز للمصلحة الوطنية والأمن الوطني العراقي، وتسريح وحدات الميليشيات التي أدمجت بالجيش الحالي، وأصحاب الرتب التي منحت خارج اطار قانون الخدمة العسكرية العراقية الذي كان سائداً ومُعتمداً قبل الاحتلال عام 2003.

 

وقال الحسيني: إن على أهلنا في جنوب العراق أن يتحركوا لدعم أخوانهم في مدن الاحتجاج شمال بغداد، وأن يكونوا بمستوى من الوعي لإفشال مخططات التقسيم التي تقودها كتلة عملاء الاحتلال، ليعبروا عن إخلاصهم ووفائهم لأجدادهم ثوار وأبطال ثورة العشرين الذين فرضوا بدمائهم ونضالاتهم على الاحتلال البريطاني إرادتهم لبناء الدولة العراقية، وليطمئنوا إلى أن الانبار والموصل إذا قالتا فخير القول ما تقول به الانبار والموصل.

 

واستعرض الحسيني الخصوصيات التي الانبار والموصل، مشيراً إلى أن للانبار وعشائر الانبار خصوصية في تداخل سكان العراق وتشابكهم من أعالي الفرات حتى محافظة الناصرية في أسفله، مؤكداً أن عشيرة آل فتلة المعروفة والقاطنة بين مدينتي الشامية والديوانية، والتي اشتهرت بإسهاماتها في ثورة العشرين، كما اشتهر شيخها عبد الواحد سكر بميوله ونشاطاته القومية في مرحلة ثلاثينات القرن الماضي، وأنه كان أحد أهم رموز ما عرف في حينها بـ"جماعة صليخ" وهي كتلة قومية كانت فاعلة في مواجهة التيارات الشعوبية التي ترمي لعزل العراق عن اطاره العربي والدفاع عن عروبة فلسطين، فكانت هذه الكتلة هي التي فرضت على الملك اختيار ياسين الهاشمي لرئاسة وزرارة العراق (ايار 1935- تشرين الاول 1936)، وأسهمت في ما عرف بثورة رشيد عالي عام 1941.

 

وشدد على أنه لا يمكن لمن يؤرخ للحركة القومية العربية في العراق منذ ثورة العشرين وحتى نهاية الخمسينات أن يتجاوز أدوار ونشاطات الشيخ عبد الواحد سكر وعشائر آل فتلة.

 

وقال الحسيني: لو تابعنا أصول العشائر العراقية سيكتشف المرء أن عشائر آل فتلة ليست إلا فخذاً من تجمع عشائر دليم في الانبار.. آل فتلة عشيرة تلتزم المذهب الشيعي مقابل أبناء عمومتهم في محافظة الانبار، مشبراً إلى أن الامر نفسه ينطبق على عشيرة الفضول أحد تجمع عشائر كبيسة السنية، تنتسب بالأصل إلى عشيرة آل غزي الشيعية القاطنة في منطقة البطحاء في محافظة ذي قار ( الناصرية )، كما هي عشيرة ألبو ريشة الشيعية القاطنة في جنوب قضاء الخضر (محافظة المثنى – السماوة)، التي تنتسب لعشيرة آلبو ريشة السنية نفسها في محافظة الانبار، مؤكداً أن عائلات السادة في راوة وآلوس ترتبط بوشائج قربى مع أبناء عمومتهم من السادة آل البيت في جنوب العراق، مذكراً بأن هناك الكثير من العائلات النجفية تنتسب أصلا إلى هذه العشيرة أو تلك من عشائر دليم أو كبيسة.

 

وأوضح الحسيني أن هذا الدور الاجتماعي في تماسك لحمة العراق، ليس هو الخاصية الوحيدة للانبار، بل أن موقف كل من الشيخ علوان الشلال رئيس عشائر البومحيي، والشيخ ضاري الزوبعي رئيس عشائر زوبع، الذي واجه ليجمن الذي حاول اللعب على أوتار الطائفية، وتحريض عشائر دليم بصفتها عشائر سنية ضد ثورة العشرين التي وصفها بالشيعية، فرد عليه الشيخ ضاري: ليس في الإسلام سنة أو شيعة، بل هو دين واحد وعرق واحد وكلمة واحدة، وأردف الشيخ ضاري مؤكداً: "إن العراق ليس فيه شيعة وسنة، بل فيه علماء أعلام نرجع إليهم في أمور ديننا" (علي الوردي، لمحات من تاريخ العراق الحديث، ج5، ص:68)

 

وقال الحسيني إن الانبار تختزل بتجمعاتها عشائر العراق المقيمة على امتداد نهر الفرات كلها، بالنسب أو بالعلائق الاجتماعية، ووصفها بأنها تمثل صمام أمان لوحدة العراق وتماسكه، متهماً من يتهم انتفاضة انفجرت في الانبار لتمتد إلى مدن العراق في شمال بغداد كلها بالطائفية، بأنه يعكس في حقيقة موقفه توجهات طائفية مشبوهة في أغراضها، ومراميها، بل هو يؤدي دوراً في خدمة الدول الطامعة والعاملة على تقسيم العراق وإنهاكه بالصراعات البينية (الغرب وأميركا وإسرائيل وإيران)، مؤكداً أن أي نوايا حقيقية لما يسمونه بالمصالحة الوطنية يجب أن تتمركز في الانبار ومن خلالها، ففيها تلتقي عناصر الوحدة الوطنية كلها.

 

وأضاف: "يكفي ما قدمته الفلوجة من تضحيات عام 2004 من أجل استقلال العراق وتحريره، سجلاً خالداً في تاريخ الثورات والانتفاضات الشعبية المسلحة الفريدة بقوتها وبسالتها"، معتبراً سامراء أقرب شبهاً بهذه الخاصية العشائرية، لأن غالبية أهل سامراء ينتسبون إلى الإمام علي الهادي، مشيراً إلى أن ذلك رابطاً يجمعهم مع بقية عائلات السادة الحسينية في الجنوب، كما أن عشائر البدور في سامراء هم أبناء عمومة البدور في الناصرية.

 

وتطرق الحسيني إلى الموصل، وقال إن الموضل أكبر مدن الاحتجاجات الجماهيرية الحالية في العراق، ليست بها حاجة للتعريف بمواقف أهلها في التمسك بالدولة العراقية ووقوفهم بقوة بمواجهة الدعاوى التركية لضم الموصل إلى أراضيها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ما أجبر بريطانيا وتركيا ولجنة عصبة الأمم المتحدة التي زارتها إلى الإقرار بإرادة أهل الموصل في التمسك بالدولة العراقية، موضحاً أن هذا الالتزام انعكس على توجهات الكثير من خريجي مدارس الموصل بالانتساب للكلية العسكرية العراقية أو بقية المؤسسات والمعاهد العسكرية، تطلعاً وتعبيراً عن استعدادهم للدفاع عن الدولة العراقية، وإذا لم يكن من نموذج لابطال الموصل الذين قدموا حياتهم للدفاع عن عروبة العراق واستقلاله سوى العقيد البطل صلاح الدين الصباغ قائد ثورة 1941، لكفى اعتزاز وتبجيلاً لتلك المواقف البطولية لضباط الموصل الذين قدموا ايضا الكثير من التضحيات والشهداء في مواجهة المد الشعوبي الذي اجتاح العراق في الفترة القاسمية (1958-1963)، ولو لم يكن لاهل المدينة من سجل كتبوه بالدم تاكيدا لتمسكهم بهوية العراق والدفاع عنه، غير شهداء ما عرف بثورة الشواف في اذار 1959، إذ عاثت يد الشعوبية الحاقدة قتلاً وسحلاً بالشوارع لأبناء المدينة وبناتها لكفى.

 





الجمعة ٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة