شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم 6 كانون الثاني عام 1921 له طعم الخلود ورائحة البقاء الازلي وعنوان لسفر المجد والبطولة. انه يوم يقف فيه العراق كله امام عنفوانه وعلو شأنه ورقي قيمه و لا يليق إلا برمز عراقي يحمل وسامة العراق وبهاء افقه الممتد بين العين وبين القلب ليخطب في هذا اليوم معلنا عن سعادة العراق وغبطته وحبوره وعن النصر المعقود على جبهة الزمن ... انه يوم تأسيس الجيش العراقي الأغر ولا يخلده أحد بخطاب تأريخي في هذا الزمن الذي ساد فيه طفح العبودية والخيانة والعمالة للأجنبي غير شيخ ثوار الامة عزة ابراهيم الأمين على كبرياءه والحافظ لمجده والمنصهر في كرامته وعلياء رماحه بعد أن تجاسر الطاغوت وعبيده على رمزيته الوطنية وانجازاته القومية واعتدوا على اسمه وتأريخه، لأنهم بلا أخلاق وبلا شرف وبلا نبل وبلا أصل لأنهم عبيد الكينونة اللقيطة وغلمان الفجور وأرباب الباطل ومزوري الحقيقة ومعدومي الضمير. لأنهم اعداء البطولة والشجاعة والثبات ومبغضي العقائد المنتمية الى الله والشعب ولأنهم تجار السحت وراكبي موجة غزاة الكبرياء والعفة والمبادئ. لأنهم عبيد الطاغوت وأعداء الحياة وطعمها المتجلي في وحدة الانسان وتطلع عيون الاجيال ومنافذ الارتقاء بالسيادة والرفعة.

 

يعبر الرفيق القائد عن اروع معاني الاعتزاز بذكرى تأسيس جيشنا الباسل رابطا ذلك بخصوصية المكان الذي يتحدث منه ألا وهو أرض محافظة بابل التأريخ الذي يليق بإرث وحاضر جيشنا العظيم جيش النصر المسجل بحروف من نور في معركة ذي قار ومعركتي قادسية سعد وقادسية صدام, جيش العز والمجد التليد في جلولاء ونهاوند، وهو الجيش الذي خاض غمار الدفاع عن العراق في معركة ام المعارك المجيدة وهو الجيش الذي قارع الغزاة والمحتلين في حرب التحرير لمقاومتنا الباسلة حيث يقول سلمه ا لله:

 

(( وأن أتحدث إليكم من أرض بابل الطيبة ومن حضن شعبها الدافئ الحصين والقوي الأمين ، وفي اعز مناسبة وطنية وقومية عندنا في العراق ، هي مناسبة تأسيس جيشنا الأغر الأبي ، جيش الأمجاد والبطولات ، جيش ذي قار والقادسيتين المجيدتين ، جيش جلولاء ونهاوند ، جيش أم المعارك، جيش الجهاد والتحرير ، جيش تموز الأولى ورمضان وتموز الثانية . إلى قادته وأمرائه وضباط صفه وجنوده ومقاتليه ألف تحية مني ومن القيادتين القومية وقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ومن القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ، مع الاعتزاز البالغ ، والتقدير العالي لجهادهم وتضحياتهم وانتصاراتهم التاريخية المجيدة على امتداد اثنين وتسعن عاماً .))

 

ويربط الرفيق القائد في لفتة حميدة بين التكليف الرباني لأمتنا بحمل رسالة الختم وان تكون حاملة لرسالة الاسلام الخالدة معبرا عنها بعقيد ونهج الأمة في الوحدة والحرية والرقي وبين تأريخ البطولة المتفردة لجيش العراق العظيم وهو أمر يتوافق مع اختيار العراق أن يكون السد والحامي والساتر لهذه الأمة المباركة في قوله :


((إن الله سبحانه وتعالى قد اختار امتنا منذ الأزل ؛ لكي تكون خير امة أخرجت للناس ، تحمل رسالات السماء إلى الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها ، هديا وعدلا وتحررا وتقدما وتحظرا ، ثم أمنا وأمانا وسلاما وعيشا رغيدا ، وقد اختار جل شأنه العراق من أقطار الأمة لٌيكون رداء الأمة ودرعها الحصين ، وليكون شعبه رمح الله في الأرض ، وليكون أهله جمجمة العرب ، وليمد هذا الشعب العظيم أمصار العروبة على امتداد مشارقها ومغاربها ، بكل أسباب القوة والمنعة والنصرة ، ولقد أدى عراقنا وجيشه الدور الرائد بامتياز عال ، منذ بدء التاريخ والتدوين على الأرض حتى يومنا هذا ، وقدم من أجل ذلك أوسع التضحيات واعزها وأغلاها ..((

 

ثم تنساب أنوار الايمان والثقة من حاضر يتباهى بأمجاد بطولاته كل عراقي حر شريف وكل عربي مؤمن ينتمي الى سفر الرسالة الخالدة في فهم عبقري الى أعماق حضارة العراق العريق الأصيل الباهر في تمييزه فوق صفحات الوجود الانساني كله فيرسل القائد المؤمن تحيات من مناضلي البعث الثابتون على مبادئ العقيدة الرسالية العربية القومية الوحدوية التحررية، و الجيش الذي يبني للمجد والعز والبطولة صروحا في مقارعته للغزاة والمحتلين بكل القوة الاسطورية المدمرة التي يمتلكونها ويغلبهم ,الى أعماق حضور العراق واليمن ومصر وفلسطين في سفر البشرية نماذج لشخواص المجد الحضاري والتراث العبق فيقول نصره الله :

 

(( تحية تقدير واعتزاز من مناضلي ومجاهدي حزبنا المجيد ، وقواتنا المسلحة الباسلة ، ورجال جيشنا البطل ، نبعثها إلى أعماق التاريخ ، إلى القائد العراقي البطل سرجون الأكدي وجيشه ، ثم إلى نبوخذ نصر وجيشه ، والى حمو رابي الحضارة وجيشه ، ثم إلى آشور بانيبال وجيشه ، ثم إلى قادة جيوش الرسالة خالد وسعد والقعقاع والمثنى وأبي عبيدة الثقفي والنعمان بن مقرن وسارية ، ثم قتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم وصلاح الدين وجيوشهم المجيدة ، وحتى صدام حسين وجيش العراق الحاضر الأغر . تحية تقدير إلى رجال تلك الجيوش وبطولاتهم وتضحياتهم  ..


تحٌية اعتزاز وتقدير، إلى صناع الحضارات ، من أبناء العراق والأمة ، في نينوى وفي بغداد وفي بابل وفي وادي النيل وفي سبأ وفي كنعان ))

ويستمر رسم هذه اللوحة التشكيلية الباهرة بألوان الانوار والإيمان وبريشة فنان المقاومة وخبيرها ومحب الشعب والوطن والأمة الذائب في طيات ومسامات كيانها المقدس فيضع بعضا من محطات المجد المؤثل في تأريخ العراق وجيشه وقواته المسلحة البطلة فيقول رعاه رب العزة منيرا ومذكرا في لغة باذخة واثقة تباهل الكون كله بعض اسماء وتواريخ المنازلات التاريخية التي سجلتها سيوف العرب بمداد الشهادة والإقدام وبأهدافها النبيلة السامية كمنافذ لحرية البشرية وصولا الى القتال الملحمي المتواصل الآن بعد ان تقابلت ارادة الأمة ممثلة بعراقها المحرر المكلف بحمل رسالتها وبين عقائد اللؤم والحقد والجشع الصهيونية والامبريالية والصهيونية :

 

(( في هذا الٌيوم الأغر المجيد ، يوم بزوغ فجر انطلاقة جيش العروبة والإسلام، بعد غياب طويل قد فقدت الأمة كل مقومات عزها ومجدها وحريتها ووحدتها ونهوضها وتقدمها بغيابه ، لقد انطلق في 6 كانون عام (1921م) ليرفع راية الله أكبر يا عرب ، راية الثورة الكبرى ضد الاستعمار والاستعباد والتجزئة والتخلف ، فثار وثور شعب العراق وكل أحرار الأمة ، ضد الاستعمار البريطاني عام 1941م، وقدم اعز وأغلى كوكبة من ضباطه وقادته لحرية العراق والأمة ، وقربانا لتحررهما (صلاح الدين الصباغ ورفاقه في قيادة الجيش)، ثم استكمل ثورته ضد الاستعمار البريطاني في الرابع عشر من تموز عام 1958، ثم ثناها بثورته المجيدة في الرابع عشر من رمضان عروس الثورات ، ثم ثلثها بالثورة الكبرى في السابع عشر من تموز عام 1968م، الثورة البيضاء التي لم يرق فيها قطرة دم ، هذه الثورة المجيدة التي أثارت كل قوى الشر والخسة والرذيلة في العالم ؛ فجيشوا لها الجيوش ، فقاتلوها بضراوة وعلى امتداد خمس وثلاثٌين عاما ، وحتى أطفئوا شعلتها في 9/4/2003م ظنا منهم أن يغيروا سنة الله في خلقه ، خسئوا وباءوا بغضب من الله وخسران ، حيث نهض رجال العراق وفي طليعتهم رجال جيش القادسيتين المجيدتين ، جيش تموز ورمضان ، جيش العروبة ورسالتها الخالدة ، فتصدوا للغزو تؤازرهم كل قوى الأمة الحية في العراق وعلى مستوى الوطن الكبير ، حتى حطموا قوى البغي والعدوان في الأرض .))

 

ان التواصل الحي والعضوي بين مفردات البطولة وأزمنتها هو سمة الشعوب الحية الأصيلة، وهو الرمزية التي تحرك خطى الطلائع المعبرة عن خط سير وغايات وأهداف هذه الشعوب. ولذلك فان انتقال جيش العراق وقوات العراق المسلحة من مرحلة المقاومة والمقارعة والتصدي تحت راية وخيمة الدولة الوطنية الشرعية الى خيمة الشرعية الجهادية المقاومة, قد حصل بصيغة تداخل ثوري مؤمن ولم يترك أية فاصلة لا زمنية ولا مكانية تسمح بنفوذ العدو نفاذا ينهي صورة الأمة في العراق ولا ينهي حراك طلائعه الشجاعة الثائرة. ان مقاومتنا الباسلة هي امتداد طبيعي لشجاعة المواجهة العراقية التي امتدت لخمس وثلاثين عاما وهي امتداد لنقطة الصد الاسطورية في معارك ام قصر ووصولا الى يوم الجلاء التأريخي العظيم.


(( فانتفض المؤمنون من أبناء العراق ورجال الجيش ، والقوات المسلحة في طليعتهم ، وقاتلوا واستبسلوا حد الاستشهاد ، فوقفت أم قصر تلك المدينة العراقية الباسلة الصغيرة في حجمها والقليل سكانها ، الكبيرة بإيمانها وبأدائها وعطائها ، وقفت برجالها ونسائها وشبابها ، عسكرييها ومدنييها أمام جحافل الغزاة ، في أروع منازلة بين الحق والباطل ، وبين الشر والخير فانتصر الحق على الباطل ، وأبى أولئك الرجال والنساء أن تمر جحافل الغزاة عبر مدينتهم ، فلقنوا الغزاة درسا بليغاً في صمود الشعوب وقتالهم واستبسالهم بوجه الغزاة الإمبرياليين الاستعماريين، وهكذا كانت مدن العراق كلها ، ما مر رتل من ارتالهم في مدينة إلا أذاقوه مرارة الخوف والرعب والموت ، حتى وصلوا بغداد العز والتاريخ والحضارة بعد أن أنهكت في قصف متواصل بأكثر من ألفي طائرة بما فيها ألـ بي 51 والـ بي 52 والأحدث والأفتك من ذلك ، وآلاف الصواريخ الموجهة ، فلقنتهم بغداد قلعة الأسود الدرس الأخير والبليغ في مطارها الدولي ، مما اضطرهم استخدام القنابل النووية التكتيكية ، وكل الأسلحة المحرمة دولياً.))

 

ان وقوف القائد الثائر المجاهد عزة ابراهيم أمام بعض محطات إعادة تشكيل الفعل البطولي لجيشنا وقواتنا المسلحة بعد الانتقال الفوري من صيغة المواجهة الرسمية الى صيغة الجهاد بحرب التحرير الشعبية ألقت أضواء جديدة لم يكن يعرفها الكثير من ابناء شعبنا العراقي ولا ابناء امتنا العربية المؤمنة المجيدة وهي بصيغتها الفخمة تضخ مدا ثوريا هائلا يرتقي بمعنويات الرجال ويلطم فحيح الافاعي ويسجل للتأريخ بأنوار العقيدة والثبات ان البعث ورجاله وجيشنا وقواتنا المسلحة قد ظلت وفية لروح الانبعاث في بابل وآشور وأكد وسومر وظلت وفية لوهج العراق المعطاء في سفر القيادة التاريخية للقائد الخالد صدام حسين رحمه الله ورفاق العقيدة وسيستمر نفح ونفاذ قدراتنا الجهادية حتى نحرر العراق.


(( هذا هو شعب العراق ، وهذا هو جيش العراق ، وقد التحم الجيش والشعب في نفس اليوم الذي توقفت فيه المعارك الرسمية ، في أوسع وأسرع وأشرس مقاومة شعبية مسلحة عرفها تاريخ البشرية ، فبدأت ملاحقة الغزاة وضربهم بقوة وفي كل منعطف تمر منه أرتالهم . لقد نفذ المقاتلون في التنظيم الحزبي ورفاقهم في العسكر في كركوك وفي صلاح الدين عددا من الضربات الموجعة لفلول الغزاة وعملائهم ، في قضاء الحويجة ، وفي الرياض وفي ناحية الرشاد ، وفي مدخل تكريت الشرقي ، وفي الاسحاقي في اليوم الثاني لاحتال بغداد ، وقد تواصلت معارك الأعظمية والطارمية والضلوعية ، في اليوم الأول والثاني للإحتال ، وهكذا تواصلت المقاومة الباسلة ، وأول تنظٌيم مسلح ظهر رسميا في ميادين الكفاح المسلح هو (سرايا الطف الحسينية من قوى الأمن الوطني)، ثم (خط ن من الجيش)، ثم جيش محمد صلى الله عليه وسلم ثم جيش تحرير العراق ، ثم تشكيل سعدون ، ثم توالت التشكيلات الرسمية الوطنية والقومية والإسلامية بعد ذلك وعلى رأسها جيش رجال الطريقة النقشبندية المجاهد ، وتصاعد الجهاد والأداء والعطاء حتى أنهكت قوات الغزو واستيأست، وحتى قرر بوش الانسحاب فوراً لولا الإشكالات التي خلقتها الفصائل الإسلامية المتطرفة التكفيرية ، وعلى رأسها القاعدة أو من تستر باسم القاعدة من جهات معادية وحاقدة على العراق وشعبه وخاصة الادارة الأمريكية ، والصهيونية العالمية ، والصفوية المجوسية. فاضطرت العشائر إلى تشكيل قوات مسلحة لحماية نفسها سميت بقوات الصحوة ، فاستثمر الغزاة هذه الحالة وجيروها لصالح مشروعهم الاستعماري البغيض ، فدمروا القاعدة وأضعفوا وحجموا دور المقاومة الوطنية ، ونقلوا جزءا من الصراع المقدس بين الشعب وبين قواتهم الغازية إلى صراع غير مقدس بين المقاومة والعشائر التي احتضنت المقاومة قبل ذلك ، وأمدتها بكل مقومات الانطلاق والأداء ، ومع هذا الانعطاف الخطير في مسار الصراع المقدس مع الغزاة طورت المقاومة استراتيجيتها وتكتيكاتها ، وتصاعد أداؤها وعطاؤها مرة أخرى حتى استيأس العدو وانهار أمام ضرباتها الربانية ، فكانت تلك الأٌيام الخوالد يوم قرر اوباما الانسحاب من العراق ويوم هربت قواتهم الغازية إلى القواعد البعيدة المحصنة ، ويوم أوقف القتال من جانب واحد ، ثم يوم الأٌيام وعيد الأعياد ، يوم الانسحاب الشامل من العراق.))

 

تحية للقائد الثائر ولجيش التحرير والقوات المسلحة التي تسجل بثبات وصبر وإيمان صفحات التحرير والاستقلال . تحية لرجال البعث ولكل العراقيين اسودا وليوات في الذكر العطرة وتهنئة من الاعماق لبابل المجد التي احتضنت القائد ورفاقه اعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ولشعب الفرات الاوسط الذي اختار زمن ليس ككل ألازمنه ليستضيف ابنه الثائر المحرر الرفيق القائد عزة ابراهيم ...وتحية اعتزاز تتضاءل امامه الكلمات لخطاب سيظل يشع انوارا ونفح ايمان.

 

 





الاربعاء ٤ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة