شبكة ذي قار
عـاجـل










هؤلاء الأبطال سجلوا علامات وضاءة في تاريخ العراق ستظل لامعة إلى يوم القيامة بوقوفهم إلى جانب وطنهم، والثورة على غزاته البريطانيين وتدمير قوتهم التكنولوجية الحديثة بأسلحة بدائية بسيطة وبنادق صدئة واجهوا بها الطائرات والمدرعات والمدافع وكل سلاح حديث في ذلك الوقت، وإني، اليوم، أبحث عن أبنائهم وأحفادهم، لأسألهم بحق هؤلاء الأجداد أن يحملوا تراث أجدادهم راية عالية ويقفوا إلى جانب شعبهم في وثبته المجيدة لتتواصل في عشائرهم المفاخر والأمجاد وليرفعوا رأس العراق عالياً بوقوفهم إلى جانب أخوتهم الذين ما خذلوهم في كل معارك الوطن.


أبحث عن أحفاد شعلان أبو الجون الذي خاطب أحد أصحابه الأرض التي عسكروا فيها وشبهها بالغادة الحسناء الجامعة لصفات الجمال :

اكلن لج يجامعة الحسن عيناج / فن كوكس وديلي بعسكره يدناج
كون أهلج جفوج أحنه ابطرب جيناج / (خل يمّن كلبج يرعيعه)
إنه يصف الأرض بأن عينيها جمعت كل معاني الحسن والجمال، والويل، كل الويل للقائد الإنكليزي كوكس والآخر ديلي أن يقتربوا منها بعسكرهم، وإذا كان الآخرون جفوا هذه الأرض ولم يقفوا معها في محنتها، فإن شعلان أبو الجون وجماعته جاءوا طربين لحمايتها، ثم يطمئنها ويقول لها لا ترتاعي فنحن نحميك.


وقال الشيخ شعلان أبو الجون عندما ضغط الهجوم على العارضيات :

بي خير او يجثر عسكر وريلات سواريه او بيادة وفوك طيارات
ابعزم الله أو عزم حيدر أبو الحملات (يتوزع وطروح انشيله)


ويعني لمن لا يعرف لهجة أهل العراق : فليكثر الإنكليز من عسكرهم وقطاراتهم ومشاتهم وطائراتهم فنحن بعزم الله ومستلهمين شجاعة بطل الإسلام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام سنفرق جموعهم ونحمل جنودهم وضباطهم قتلى من أرض الميدان.


أبحث عن أحفاد ذلك العراقي البطل الذي قال حين شاهد قائداً بريطانياً بعد انتهاء الثورة مذكراً ذلك القائد بكثرة قتلى الانكليز :

من ذوله اتربّع واوينه
ويعني بذلك من قتلى الانكليز سمنت حتى بنات آوى في مناطقنا.
أبحث عن أحفاد تلك المرأة العراقية الباسلة التي قالت عندما شاهدت أبنها وقد طعنه جندي انكليزي بحربة بندقيته، ولكن ابنها عضّ الجندي من حنجرته حتى ماتا سوية:
عفيه ابني الجاتل جتاله
إنها في غاية السرور لأن ابنها قتل قاتله.


وأبحث عن أحفاد تلك المرأة العراقية البطلة التي شاهدت ابنها مرمياً على الأرض فزغردت وقالت :

"كل جابت خابت بس آنه"
إنها تفتخر بأن كل النساء خائبات إلا هي لأن ابنها قضى شهيداً دون وطنه.


أبحث عن أبناء شاعر من آل ازيرج خاطب (هاملتن) القائد الانكليزي عندما أراد الهجوم عليهم :

"ذوله افروخ الازرج موش أهل لملوم
يهاملتن تأدب لا تزومل دوم
بالسنكي معاك نريد نصفه اليوم
(رد لا تتدهده بحلك آفه)
إنه يحذره من الهجوم على عشيرته ونصحه بالعودة من حيث أتي لأنه سينتحر إذا فعل ذلك ويسقط في فم آفة لن ترحمه.


أبحث عن أحفاد الشيخ شعلان العطية الذي كان يعاني من رعشة في رأسه واستهزأ أحد قادة الانكليز برعاش كان يعاني منه، وسأله لماذا أنت ترتعش؟
فأجابه بعد أن انقض على القائد الانكليزي هو وأفراد من عشيرته وأردوهم قتلى: "ارعش ما ارعش هذا آنه"


أبحث عن أحفاد الشيخ عبد الواحد الحاج سكر من شيوخ آل فتلة الذي قال: (تندار الدنيه وهذا آنه)، وعن أحفاد الشاعرة افطيمه من عشيرة الظوالم التي سألت أخاها عن ابنها فأجابها:

"جن لا هزيتي أو لوليتي"


أي كأنك لم تلديه ولم تهدهديه في المهد، فأجابته مفتخرة :

(هزيت ولوليت الهذا) وتعني أنها ولدته لمثل هذا اليوم.
أبحث عن أحفاد الشاعرة عفته بنت اصويلح من عشيرة الازيرج التي أسر العدو ولدها ومروا به عليها فلما شاهدته خشيت أن يناله الجبن وربما يلوذ بالانكسار فأفهمته بالهوسة:
بس لا يتعذر موش آنه


أي كل شيء يهون إلا أن يجبن ويقول ليس أنا من فعلها وإنما فلان وفلان، لكن ابنها البطل أجابها مطمئناً :

خلوني بحلگه وگلت آنه
أي وضعوني في فوهة المدفع وقلت أنا.
أبحث عن أحفاد الشيخ عجمي باشا السعدون الذي يقول:
"غداي الماطلي لو ثار طريت
ثمل لو دخن البارود طريت
أنا سن البحر للميل طريت
(خل الطق للصد يالبيضا)


أبحث عن أبناء الشيخ مبدر الفرعون من شيوخ آل فتلة وأحفاده والذي قال :

"ما تنداس ثايتنه وحدنه
مبارد ما تحد بينه وحدنه
نشگ شگوگ ونخيط وحدنه
شك ما يتخيط شگينه


وأبحث عن أبناء الشيخ حسن العذاري الحلي الذي يقول :

"حدن لي بكل الناس والشر
ولا نتبع حچي النمام والشر
احنه اللي بحد الموت والشر
والموتة بكل عز نشريهه"


أبحث عن أبناء وأحفاد من قالوا : "الطوب أحسن لو مكواري - تندار الدنيه وهذا آنه - إتشلبه العيطه ودجيته - يتلكه الصوجر واحنه وياه- بالمايتكايش ذب روحه - ياما يسرنه وعفّينه - ملينه من جتل الصوجر - ودّوه يبلعنه وغص بينه".


أبحث عن أبناء هؤلاء الأبطال الذين دوخوا أقوى جيش في العالم حينها، وأحفادهم لأقول لهم هلموا وهبوا مع شعبكم في وثبته لكي لا ينقطع ذكر آبائكم وأجدادكم وذكر المفاخر والأمجاد، التي صنعوها، ولترفعوا رأس وطنكم كما رفعوه، وتقفوا مع أخوتكم كما وقفوا، وتدخلوا التاريخ كما دخلوا، وتحرروا العراق كما حرروا، وتكتبوا صفحات مضيئة كما كتبوا.

 

 





الاثنين ٢ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة