شبكة ذي قار
عـاجـل










يلجأ الطغاة والمجرمون وأعداء الشعب من الحكام الذين يستلمون السلطة بطرق غير مشروعه تضعهم في حالة مواجهة دائمة مع الشعب , يلجئون الى اقذر الوسائل حين يجدون انفسهم على حافات الخسارة النهائية في تلك المواجهة ويكشفون عن احط مكنوناتهم وأقذر ما في جعبتهم من الاحتياطي المدفون تحت اقنعتهم المزيفه وفي نفوسهم الموبؤة بالطاعون. وقد بدأت حكومة الاحتلال برئاسة الصفوي نوري المالكي باللجؤ الى القرارات القذرة بعد ان ايقنت ان اعتصامات وتظاهرات شعبنا هذه المرة قد انطلقت لتحقق اهداف وطنية عميقة وليس للمطالبة بإصلاحات ترقيعية تتعلق بالخدمات والفساد وغيرها من افرازات الاحتلال وحكوماته المتعاقبة منذ 2003.شعبنا يثور الان ليحرر بلده من الاحتلال وكل منتجاته الاجرامية.

 

وقبل الدخول في صلب عنوان موضوعنا نود ان نذكر العراقيين وأحرار الامة بالأجواء التي فرضها الذين ادخلهم الاحتلال من ايران من احزاب وميليشيات معروفه للجميع وخاصة في مناطق الفرات الاوسط والجنوب وبغداد وهي اجواء تعج بالعداء للقومية العربية وللقوميين من جهة وللأنظمة العربية برمتها بدعوى ان العروبيين وأنظمة العرب قد عاونت النظام الوطني في قادسية العرب الثانية التي دحر خلالها العراق ايران وتتهم تلك الحكومات العربية بأنها كانت وراء اطالة امد الحكم الوطني لخمس وثلاثين عاما. ان اجواء العداء التي تم التعبير عنها اعلاميا عبر كل القنوات المتاحة وبثت كما السموم في الشارع العراقي كانت هي التعبير الحقيقي عن مواقف العملاء الذين امسكتهم اميركا السلطة الحاقدة على ألعروبة وعلى أقطار العرب اجمالا . وعليه فان الانفتاح اللاحق الذي برز اكثر ما برز بعد عام 2010 على العرب وأنظمتهم لم يكن انفتاحا صادق النية بل تعتريه العديد من المواقف الباطنية والتي تقف ايران وراءها . ان ايران هي التي وقفت وراء عمليات الانفتاح لكي تحقق دولة الولي الفقيه بواسطة مندوبيها في حكومة الاحتلال بعض برامجها المعدة سلفا لتحقيق الخرق في الجسد العربي اولا ولاستخدام حكومة الاحتلال كجسر تعبر عليه لتوسيع فقاعات وجودها في الاردن ومصر واليمن والخليج لتكبر تلك الفقاعات والخلايا النائمة وتتحول الى مواقع قدم تمهد للهيمنة الصفوية على ارض وممتلكات وشعب الامة .

 

ان الاهداف القذرة لحكومة المالكي والتي تقف وراء قرار اغلاق الحدود مع العراق مركبة وذات زعانف مصممة لإيذاء الاردن شعبا وحكومة من جهة ولإيذاء بعض العراقيين المقيمين في الاردن افرادا وغوائل واستثمارات وملاذ امن وبعد ذلك يأتي او يتحقق الهدف الاهم ألا وهو التأثير من الاردن الشقيق على اعتصام وتظاهرات الانبار اولا وباقي الفعاليات الثائرة في مدن العراق الاخرى وخاصة في الموصل وسامراء وصلاح الدين وغيرها.

 

لقد ضرب اعلام حكومة المالكي الايرانية منذ بداية الاعتصام بجانب الطريق الدولي على وتر كاذب ألا وهو ان المعتصمين قد قطعوا الطريق الدولي المؤدي الى الاردن وهذا الادعاء كاذب ولا اساس له من الصحة غير انهم وجدوا فيه ذريعة ذات اهداف متعددة ظنوا انها ستخدم مخطط الانقضاض على الاعتصام ومنها نفذوا الى قرار اغلاق الحدود .

 

ان قرار اغلاق الحدود سيفضي الى اضرار مباشرة بحركة البضائع المختلفة ومنها شحنات النفط التي بدا المالكي غزله بها مع الحكومة الاردنية وهي ذات الشحنات التي اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد الاحتلال مباشرة على انها نهب منظم لثروات العراق كان يقوم به النظام الوطني القومجي!! وقد ان اوان استخدام الورقة ضد شعب وحكومة الاردن الشقيق فللنفط الذي وهبه المالكي للأردن ثمن اغلى بكثير من المبالغ المالية المترتبة عليه ولم يكن حبا بالأردن ولا تعبيرا عن منهج تعاون صادق ان له ثمن سياسي مدفون في قعر الباطنية الصفوية ومنه اختراق المجتمع الاردني لصالح اجندات ايران الطائفية. واقتصاديا ايضا فان الغلق يعني بدء الحصار الاقتصادي على محافظة الانبار . اهداف الضرر المتعمد على الاردن الشقيق والأضرار المتوقعة من حصار الانبار كلها وسائل قذرة للضغط باتجاه انهاء ثورة العراقيين الشجعان على الاحتلال الايراني والأمريكي وممارسات حكومة الاحتلال الاجرامية ضد شعبنا الابي.

 

ان الاردن هي المنفذ العربي الوحيد تقريبا المفتوح امام حركة العراقيين البرية وحركة البضائع الحيوية والتي ستشهد شحه وارتفاع اسعار ستعالج برفع مستويات التبادل مع ايران للتعويض لمناطق محددة من العراق وحرمان مناطق اخرى , بعد ان اغلقت المنافذ السورية عمليا بسبب الاحداث التي تشهدها سوريا وخروج الغالبية المطلقة من العراقيين من سوريا وكان لنظام المالكي الايراني دورا محوريا في وقوعها واستمرارها.كما ان عمان قد صارت عمليا هي الحضن الاوسع والاهم الذي يضم العراقيين بعد ان اختزل الحضن السوري . والعراقيين المقيمين في الاردن ليسوا من سواد الشعب فقط بل فيهم سياسيين من اللاعبين في ساحة العملية الاحتلالية وخاصة من اعضاء القائمة العراقية ومنهم وجهاء وشيوخ عشائر وعوائل ذات وزن سياسي اضافة الى ضباط كبار من الجيش العراقي الذي حله بول بريمر ومن اجهزة الدولة العراقية الوطنية وهناك رؤوس عراقية رافضة للاحتلال ومقاومة للعملية السياسية ورؤوس اموال عراقية تشتغل في الاردن . قرار غلق الحدود سيؤثر مباشرة على البيئة العراقية المقيمة في الاردن بدرجات مختلفة ولغايات متعددة . قرار الغلق مصمم بخبث للإضرار بكل هذه البيئة العراقية في الاردن وبهدف واحد مصمم كما وصفنا اعلاه هو التآمر على ثورة الانبار وشقيقاتها من مدن العراق الثائرة.

 

لقد نجحت ايران وحكومة المالكي في غلق منافذ القلق المرعب التي كانت مفتوحة مع سوريا بعد ان اغرقت سوريا بأنهار الدم وهاهي الان تستخدم التبادل التجاري مع الاردن الذي بدأته بنوايا مبيته وليس حبا بالأردن وشعبه ونظامه بل للوصول الى اللحظة التي تستخدم فيها هذا التبادل وتستخدم حاجة الاردن للنفط والمحروقات بشكل خاص لتنفذ الى البيئة العراقية في الاردن وتذبح مكوناتها وفعالياتها من جهة ولتركع الاردن لشروط نفاذ وخرق فارسي جديد للأردن بعد ان تذبح ثوار الانبار .

 

صراع ارادة تحرير العراق مع ارادة الاحتلال الفارسي بدأ يتبلور بعد مرور سنة على جلاء الامريكان من الشارع العراقي وهاهو الصراع يأخذ مداه العربي باتجاهات متضادة ومتقابلة وعلى العراقيين الثوار والأنظمة العربية ان تعي مخطط ايران لتحمي نفسها وتتيح للعراقيين فرص التحرير والذي بحصوله تنتهي مخططات تدمير الامة التي تمارسها ايران سرا وعلنا وباستخدام مباشر لحكومتها العميلة في المنطقة الخضراء. ويقيننا ان شعب العراق سينتصر وعندها ستتمتع الاردن شعبا ونظام وتتمتع كل اقطار الامة بما هو اقوى بكثير وأنظف بكثير من العلاقات مع شقيقها العراق الحر الموحد السيد.

 

 





الاحد ١ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة