شبكة ذي قار
عـاجـل










هل فاجأ الحراك الشعبي المتصاعد الحكومة العراقية والرأي العام ؟


الذي يتابع مجريات الاحداث واتجاهاتها لاتصعب عليه الاجابة ومعرفة الاسباب الحقيقية للحراك الشعبي الذي بدأ في الانبار وامتد الى سامراء والموصل وكركوك وقد يمتد الى محافظات اخرى
فاسباب هذا الحراك الذي يوصف بالانتفاضة الشعبية كانت ناضجة من فرط اخفاق القائمين على الحكم في تلبية تطلعات ومشاغل العراقيين وفشلهم في وقف حالة التداعي الذي تسببت في دخول العراق بالفوضى والمجهول من دون امل لوضع حد لهذا المنحى الخطير


فالعراق بعد مرور نحو عقد من الزمن مازال يراوح مكانه كدولة فاشلة غير قادرة على النهوض بمسؤولياتها تجاه شعبها وامام العالم
وحتى لانستغرق في توصيف اشتراطات الدولة الفاشلة خصوصا عدم قدرتها على تحقيق الامن والاستقرار والحفاظ على ثروة البلاد ومنع امتداد يد اللصوص اليها فان شعارات المحتجين كانت معبرة عن واقع الحال الذي نتحدث عنه والدعوة لاصلاحه ووقف انهياره وابراز انتهاك حقوق الانسان والاقصاء والتهميش ومعالجة تركة الاحتلال وقوانيه الجائرة وقبل ذلك انقاذ العراق من استفراد طرف بمقدراته دون مشاركة الاخرين والاصرار على اقصاء وتهميش قوى فاعلة على الارض اضافة الى رفض اي حلول لمعالجة اسباب ازماته المتواصلة لاسيما الدستور وقوانين الاجتثاث وحل الجيش السابق واطلاق المعتقلين والارتهان لنفوذ قوى ودول تسعى ان يبقى العراق ضعيفا وبعيدا عن عمقه العربي


فبدلا من الاستجابة لهذا المطالب كحق مشروع للذين وقع عليهم الظلم والحيف تعاملت السلطات معهم بتوجيه الاتهام للمتظاهرين بانهم يسعون الى اثارة الفتنة الطائفية والخروج عن القانون برفعهم شعارات تتقاطع مع سقف الحرية التي يتمتع به العراق


ومازاد الطين بلة كما يقولون فان السلطات اعترفت بمشروعية بعض المطالب التي رفعها المحتجون بينما وجدت في الشعارات الاخرى مخالفة للقانون في محاولة لتخفيف حالة الاحتقان الذي اصاب الحياة السياسية بعد حركة الاحتجاجات


ان من يريد وقف حالة الاحتقان السياسي والطائفي عليه ان يستمع ويستجيب لمطالب شعبه الذي يئن تحت حال الفوضى والفقر والضياع وغياب الامن والاستقرار من دون ان يرفض هذه المطالب المشروعه لقد شكلت حركة الاحتجاجات صحوة شعبية رافضة للطائفية بغض النظر عمن يقف ورائها لانها تجسدت ارادة العراقيين بالوحدة والتاخي والتطلع الى دولة تسودها العدالة ويحكمها القانون يتساوى فيها العراقيون بالحقوق والواجبات من دون اقصاء او تهميش او تغييب احد


ويخطأ من يعتقد ان حركة الاحتجاجات المتواصلة منذ عشرة ايام معزولة عن الاوضاع السياسية التي يعيشها العراق وانما هي انعكاس لحالة الاخفاق والتردي والياس الذي تشعر به قطاعات واسعة وكبيرة من العراقيين ومايعزز هذا الانطباع ان مطالب المحتجين عبرت حاجز الطائفية والعرقية الى فضاء الوطنية الواسع الذي يستوعب كل مكونات العراقيين وهذا ما يشير الى فرص استمرار حركة الاحتجاجات لانها جسدت تطلعات العراقيين المشروعة في الامن والاستقرار والحياة الكريمة والحفاظ على وحدتهم وتعزيز اواصر التاخي والمصير المشترك من خلال تحقيق مبدأ الشراكة والمصير الواحد  .

 

 

 





السبت ٢٢ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة