شبكة ذي قار
عـاجـل










نتناول هنا الدور الذي تلعبه الأدوات الإيرانية في المنطقة العربية وخاصة ذات العلاقة بالصراع العربي الصهيوني انطلاقا من الأفق الإستراتيجي الذي يشكل العلاقة الثلاثية الأمريكية الصهيونية الإيرانية والتي تنصب أساسا" على وئد كل متغير يخدم الأمة العربية وإنهاء القوى الفاعلة في السـاحة العربية ، حيث يذكر الصهيوني أريل شارون في مذكراته الصفحة 558(( فإذا كانت إسرائيل قد رأت أنه من مصلحتها مساعدة الأكراد الذين يشنون المعارك على مسافة ألف كيلومتر من حدودنا ، والأثيوبيين الذين يتحاربون على بعد ألف وخمسمائة كيلومتر ، فإن ضرورة دعم المسيحيين الذين يقاومون منظمة التحرير الفلســـــطينية المتمركزة أمام بابنا ، دفاعا عن أرواحهم أصبحت حقيقة لا تقبل الشك )) ويقول أيضا" في ص626 لأنهم وحسب وصفه (( كانوا يكتفون على ما يبدو بالتزام الحياد والانتظار حتى نتعب ونشـقى من أجل مصلحتهم ، وعليه غيرت إسرائيل تحالفها لتحتضن الشيعة الذين رفعوا السلاح ضد الجيش الإسرائيلي مكرهين ، فقد رحب العديد منهم بالإسرائيليين واعتبروهم مخلصين أو على الأقل أعطوا موافقتهم الصامتة على الغزو )) ، هنا يبين الإرهابي شارون بان مقاومة حزب الله اللبناني المنشق من منظمة أمل التي ولدت انسجاما" ورؤية مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجينسكي لم تكن أساسا" نابعة من روح المقاومة الجادة للكيان الصهيوني وأهدافه بل هي كرد فعل للإكراه الذي هم فيه والحرج الذي أظهرته الساحة اللبنانية عليهم وتعرية شعاراتهم التي تتعالى بمحاربة الشيطان الأكبر والموت لإسرائيل ، ويضيف شارون في ص 635 من مذكراته أنه فهم من فليب حبيب مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية لحل أزمة لبنان ، أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها تصور عن لبنان يرتكز على استخدامه كوسيلة لحل مشاكل الشرق الأوسط الأخرى ، وأنه سوف يستخدم لبنان لحمل الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات ويقول الإرهابي شارون (( أما إسرائيل فلم تضع يوما نصب عينيها هدفا يقوم على إرساء حكم ودي في لبنان ولكنها تبدي اهتماما بالغا حيال شكل الحكومة التي ستقود مصير البلاد ، وبالتالي سعت لتشكيل تحالفات وإقامة اتصالات مع قوى لبنانية مختلفة وهو هنا يتحدث عن سياسة إسرائيل في لبنان عقب وصول حزب الليكود لسدة الحكم عام 1977م )) المسيحيون الذين يتحدث عنهم شارون كانوا حلفاء لأمل ضد الفلسطينيين واللبنانيين السنة ولكن من خلال تواصله مع المســــــيحيين فهم شارون أن (( هؤلاء الحلفاء لن يكونوا فاعلين في حرب طويلة المدى ضد منظمة التحرير الفلسـطينية )) وكتب الكاتب والمؤرخ فؤاد عجمي وهو أفضل من أرخ لهذه الطائفة * منظمة أمل وحزب الله * بقضائها على القوة الفلسطينية في صيف 1982م ، فيقول حرفيا"(( تكون إســرائيل قد فعلت للشيعة ما لم يكونوا قادرين على فعله حتى حزب الله الذي خرج منتصرا عام 2000م كما يزعمون ، تعاون مع المسيحيين في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2000م ووافق على ضم قواته إلى الجناح اليمين المسيحي بزعامة أيلي حبيقة الذي تعاون مع القوات الصهيونية أثناء غزوها للبنان عام 1982م ، وألقيت على عاتقه مسؤولية مجازر مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا وبهذا يتضح أن حزب الله قد قبل المساومة على مبادئه وأيديولوجيته وتعاون مع شخص ذي علاقات مفضوحة مع الكيان الصهيوني ،

 

إن حزب الله يتلاعب بورقة المقاومة ما بين الدعاية والممارسة ، ففي حين يعلن رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد بأن النشاط الفلسطيني من جنوب لبنان يتطلب تنسيقا استراتيجيا وتدقيقا في الموضوع مع حزب الله وهو ما يوهم بنوع من التنســيق ، يعترف الحزب بأنه ســــــاعد في إحباط عدة عمليات كونها أعمالا محظورة )) ، وهذا التناقض في مواقف وسلوك أمل وحزب الله في الساحة اللبنانية دفع العميد ســـــلطان أبو العينين أمين ســر حركة فتح في لبنان للاعتراف في 5/4/2004م بأن حزب الله اللبناني أحبط في الأسبوع الأخير أربع عمليات كانت المقاومة الفلسطينية قد خططت لتنفيذها ضد مواقع ومنشات الكيان الاستيطاني الصهيوني من الجنوب اللبناني انطلاقا إلى الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلة وأضاف أبو العينين أن عناصر حزب الله قامت باعتقال المقاومين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة وأضاف قائلا"(( حزب الله قال سنكون إلى جانبكم عند المحن ولكننا منذ ثلاثة أعوام نعيش الشدائد ولم نعد نقبل شعارات مزيفة من أحد )) مؤكدا بأن كافة الحدود الفلسطينية عليها حمايات عربية ومغلقة أمام أي مقاوم فلسطيني بما فيها اللبنانية ضمن ترتيبات أمنية غير معلنة ، وأضاف أبو العينين في تصريحات نشرتها صحيفة كل العرب بأن الانســحاب الصهيوني من الجنوب اللبناني في مايو تم ضمن ترتيبات أمنية واتفاق أمني بألا تطلق طلقة واحدة على شمال فلسطين من جنوب لبنان ، وهذا الاتفاق يطبق منذ الانسحاب الصهيوني ، فلم يتمكن أي مقاوم من اختراق الحدود الشمالية وجرت أكثر من محاولة من جميع الفصائل الفلسطينية وجميعها ضبطت من حزب الله وقدمت إلى المحكمة موضحا بأن حزب الله يريد المقاومة كوكالة حصرية له وان سيطرة حزب الله على المقاومة في الجنوب اللبناني نابعة من اتفاقيات وترتيبات أمنية ودعا أبو العينين الشعب الفلسطيني إلى ألا يعول لا على حزب الله لأن لحزب الله أولوياته ومواقفه السياسية وطالب من حزب الله إيضاح موقفه من منظمة التحرير الفلسطينية ! المنظمة التي كانت حسب رأي شارون في مذكراته متمكنة في جنوب لبنان ، وكانت بحسب تعبيره قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافها فكانت إرادة العدو الصهيوني من حروبه ضد لبنان أن يعتلي سدة الحكم حكومة قادرة على تأمين الاستقرار والحؤول دون عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان، وبالتأكيد دون عودة أي مقاومة إسلامية جهادية ولربما تكون هذه الحكومة هي حكومة حزب الله القادمة ! ؟



يتبع بالحلقة الحادية عشر

 

 





السبت ٢٢ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة