شبكة ذي قار
عـاجـل










أكاد اسمع العراق يذخر الرعود.

ويخزن البروق في السهول والجبال .

حتى إذا مافض عنها ختمها الرجال .

لم تترك الرياح من ثمود ..

في الواد من اثر.

( من شعر بدر شاكر السياب )

 

 

كان شيخ المجاهدين المجيد صدام حسين يبشرنا بيوم ينتهض فيه العراق بجناحيه ويطبق على الاحتلال وكل مأجوريه , ولم نكن ندري حينها على وجه التحديد ماذا كان يقصد بجناحي العراق.

هل العرب والأكراد ؟أم السنة والشيعة ؟

 

فعلى المعنى الأول يدخل في العرب كل عشائره في الشمال والوسط والجنوب شيعة وسنة وعلى المعنى الثاني يدخل الأكراد في سنة العراق , ويبقى شيعة العراق هم الجناح الآخر فينقض العراق بجناحيه انقضاضة واحدة ويطبق على البغي والعدوان .

 

بمعنى آخر فإن كلا الفهمين يعطي معنى وحدة العراق عربه وكرده وسائر الاقليات الأخرى وسنته وشيعته اللصيقة بنسيج المجتمع العراقي العظيم .

إن هبة وسط العراق الاخيرة لن يكون لها أي معنى إذا لم تسندها كل مناطق العراق وكل عشائره وكل طوائفه الدينية والمذهبية .. لأنها هبة العرض والأرض والكرامة والإيمان فينبغي أن تكون هبة عراقية واحدة .

ولن يكتب لها النجاح إذا لم تستعد أمجاد ثورة العشرين وكل الأمجاد التي تظافرت فيها إرادات أهل العراق كلهم لمواجهة الغزو الخارجي في كل مراحل النضال حتى هذه اللحظة التاريخية الحاسمة .

 

إن عملاء الغزاة يكرسون مشاريعهم الطائفية لكي يظفروا بموطئ قدم يحميهم في بعض العراق من بعضه الآخر ولقد كان مشروع المقاومة الباسلة هو مشروع الوحدة الترابية والدينية والمذهبية التي هزمت الجميع وظهر الطائفيون من الفريقين فيها عراة رغم كل محاولاتهم البائسة والمتجردة عن كل فضيلة وفشلوا في جمع العراق كله أوحتى بعضه ككتلة حولهم وفشلوا في جمعه تحت سلطانهم ..

 

ولقد آن الأوان لسلطان الحق الذي جمع العراق طوال ثلث قرن مضت فبل الغزو أن يعيد تجميع العراق بنفس القيم وبنفس التسامح تحت مظلة الإيمان والسيادة والكرامة الآدمية .

أهل العراق أدرى بشئونهم ولكن الأمة العربية التي انتهضت مع نهضة العراق وكسرت غطرسة الكيان الصهيوني وكشفت عوراته لأول مرة بعد أن بدا كقوة لا تقهر في أم المعارك ينتظر وعد الله الحق بتحرير بيت المقدس من خلال العراق وجيشه فليس على وجه الارض من قوة مقاومة طاهرة نقية استعفّت عن كل مدد الاقارب والأباعد وحافظت على نقاوتها كما هي في العراق ومن اجل ذلك فقد احتفظت لنفسها ببصيرة تميزبها بين الحق والباطل وبين الصديق والعدو ولم تخدعها الشعارات المموهة والتحريضات الطائفية الزائفة وهي سوف تمضي بقوة الله إلى منتهى البشارة ..

 

"فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا "

صدق الله العظيم

 

وقد اجمع المفسرون أن هؤلاء القوم هم أهل العراق الذين دكوا ملك اليهود في السابق بقيادة نبوخذ بختنصر وقد أعاد الله الكرة لليهود من خلال الحشد الكافر الذي جمعته لهم دولة الصهاينة وبه تم تدمر العراق ولا بد أن تعاد عليهم الدائرة من جديد قريبا غير بعيد إنشاء الله .

 

فيا سادة وقادة الجهاد في العراق العظيم كونوا جميعا كما عهدناكم في كل المواطن التي ارتفعت بها رايتكم موحدة لتحقق انتصارات العروبة والإسلام ليكون فجركم هو الفجر الصادق الحق بعد هذا الفجر الكاذب المخادع الذي ساد المشرق والمغرب تحت راية الصهاينة والكفر العالمي ومنافقي الأعراب .

 

والله معكم ولن يتركم أعمالكم .

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر وليخسأ الخاسئون .

 

 





السبت ٢٢ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة