شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف ينبغي أن يموت القادة ؟
سؤال كان يؤرقني منذ أن كنت طفلة في الدراسة الابتدائية ..وتحديداً ،في معركتنا العادلة والمشرفة مع إيران - معركة قادسية المجيدة ..


في تلك الفترة ، عندما كان الرئيس صدام حسين يختفي عن الأنظار ولا يظهر على شاشات التلفاز ، وتبث الإذاعات الأجنبية إشاعات مغرضة عن مرضه أو تعرضه للاغتيال بهدف خلق بلبلة في صفوف جيشنا البطل وشعبنا الأبي .. كنت ارفع كفي الصغير وأدعو الله من قلبي النقي أن يحميه ويحفظه للعراق .. وعندما كنت اسمع نبأ اغتيال أحد وزرائنا أو أحد أعضاء القيادة ، كنت احزن قبل أن اكتشف من خلال ظهور الرئيس على شاشة التلفاز وهو يعقد اجتماعاً مع قادة جيش أو مع السادة الوزراء أو وهو يزور أحدى قطعات جيشنا البطل – إن الخبر كان إشاعة ..


بمرور الأيام ، كبرت ، وفهمت أن أعدائنا كانوا يبثون الإشاعات عن صحة القائد وصحة رفاقه والوزراء لأهداف أصبحت معروفة للجميع ..
عقلي الصغير آنذاك لم يك يتقبل فكرة أن يموت الرئيس لآي سببٍ كان .. وعندما كنت اسمع خبر أن الرئيس مريض كنت لا أصدق فصدام حسين لا يمرض ويستحيل أن يتمرض ..
وفي إحدى المرات ، عندما ظهر الشهيد طه ياسين رمضان على شاشة التلفاز وكأن قد خفضّ وزنه عن المعتاد ، بررت لنفسي السبب وقلت أكيد كان يلعب رياضة ليتخلص من تعليقات الآخرين له ..
وعندما كنت أرى الرفيق عزت إبراهيم على شاشة التلفاز وهو مجهد وآثار التعب بادية على وجهه ، كنت ابرر لنفسي (كيف لا يعيا ويتعب وهو يركض أربع وعشرين ساعة هنا وهناك ، ينهي هذا الاجتماع ليحضر الآخر ..
هكذا كنا نحب قادتنا ورموزنا في العراق قبل الاحتلال .. ونتابع أدق التفاصيل في صحتهم الجسمية والنفسية .. ونتداول ذلك بين بعضنا البعض .. اليوم الرئيس القائد مسرور ويضحك ، واليوم منزعج ونتسأل لماذا ياترى؟ ..


مخيلتي الصغيرة كانت لا تتوقع ابداً أن يموت صدم حسين في فراش المرض، أو يغتاله أحد الجبناء الذين جندهم المخابرات المعادية للعراق .. محال أن يموت رجلا مثله ومثل رجاله على فراش المرض ..
إن الله تعالى يحب الإبطال .. ويحب المؤمن القوي ، وينصر من ينصره ..لذا فأنه يؤهل لهم ليموتوا موتة تبهر محبيهم ..


ومع إني لم أكن اعرف ماذا يعني أن يموت الإبطال واقفين في ساحات الوغى ، كنت أتخيل ذلك لرموزنا جميعاً... فالقادة يموتون وهم واقفين، شامخين،ميتة تغيض العدا وتسر الحبيب والصديق..
والحمد لله ، لقد تحقق حلمي وحلم الملايين من محبي صدام حسين وقيادته .. مات بطريقة عظيمة ،مشرفةّ ، أذهل العدو قبل الصديق ، مات وهو شامخ الرأس ، ممتلئ بالعنفوان والكرامة ، مضحياً بالنفس والروح ..
فهل مات صدام حسين حقاً ؟؟ وهل يموت الإبطال والعظماء والشرفاء ؟ أم أن أجسادهم تموت فقط وتبقى أرواحهم حيةّ تطوف في أوطانهم ..


القادة إحياء بمواقفهم وانجازاتهم وعلاقاتهم مع شعبهم ودورهم في الأمة ..
وصدام حسين الذي حكم العراق 35 عاماً كان حافلاً بالانجازات والمآثر والمواقف مما يجعله خالداً أبد الدهر ...
سيبقى خالداً بانجازاته التي قدمها للعراق..
سيبقى خالداً بمواقفه القومية ..
سيبقى خالداً بمأثره البطولية ..


يبقى خالداً بصولات المقاومة التي أسسها ليحرر العراق ويصون شرف العراق وشرف حرائره ..
فمن أراد الخلود فليقاوم هذا المحتل الذي دنسّ كل ماهو مقدس في هذا الوطن ..
فمن أراد الخلود ليلتحق بالمقاومة فلا شيء يخلد الإنسان غير صولاته في ميادين الجهاد لتحرير ما ينهب و يسلب منا.. لم يتركوا لنا لا عرضا لا شرف ، لا صحة ، لا سلام ، لا أمان ،لا كرامة ..


 


Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الاثنين ١٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة