شبكة ذي قار
عـاجـل










الثورة العراقية التي تعم العراق والتي أطلق الأنباريون شرارتها هي إبداع عراقي بامتياز، يحاول بعض السياسيين سرقته كما سرقوا ثروات العراق ولقمة العيش من أفواه العراقيين، فيما يحاول سياسيون طائفيون تشويهها بما فيهم فاتهموها بالطائفية.


هذه الثورة هي أمل العراقيين بعد أن كادت الآمال تموت، وهي فرصة العراقيين للخلاص بعد أن ضاعت الفرص ..


طرد نائب رئيس الوزراء من ساحة الاعتصام في الأنبار، اليوم، اعتبرته حكومة الاحتلال محاولة اغتيال ، بينما كانت تعبيراً عن إرادة عراقية حقيقية برفض العملية السياسية الاحتلالية التي أوصلت إلى هذا الدرك ، ورفض وجوهها الكالحة.


ويحاول المالكي استنفار أقصى ما يمكن من طاقته في الكذب ليشوه وجه الثورة الأصيل النقي الصافي، فيدعي مرة بأن هذه الثورة طائفية، ومرة يعطي وعوداً غير مضمونة بالاستجابة لمطالب الشعب الثائر، ومرة يدعي أنها ستقود إلى حرب طائفية أو تقسيم العراق، ومرة يرسل وزير دفاعه للتفاوض، فيتفاوض لا مع الثوار، بل مع أناس لا علاقة لهم بالثورة، بقدر علاقتهم بالاحتلال، فهم من إفرازاته، ويبشر هذا الوزير العميل بأن بوادر انفراج لاحت من خلال التفاوض .. التفاوض مع من أيها الرخيص ؟


لكن الوعي العراقي الأصيل بدا مشرقاً وأعلن الثائرون أن مطالبهم عراقية وأن ساحتهم تضم جميع العراقيين من الجنوب ومن الشمال، وأعلنوا أن الحالة الوطنية تتضاءل أمامها الحالة الطائفية فالشيعة سنة والسنة شيعة.


ولم يكن هذا التضامن العراقي غريباً فهو حالة عراقية أصيلة، فيوم ثار أهل الجنوب والوسط في العام 1920 تضامن العراقيون جميعاً وعمت الثورة العراق كله، وعندما ثارت الأنبار اليوم تضامن العراقيون مع هذه الثورة المباركة وعمت العراق، وذهبت جهود الطائفيين التي بذلوها لزرع الفرقة والطائفية بين العراقيين على مدى عقد من الزمن، ذهبت سدى.


هذا هو الشعب يسفر عن معدنه الأصيل ويعلن أن العراق أكبر من أي شيء ومن أي حالة.
ولا يفوتني هنا أن أشيد بالموقف الشريف للعلامة الشيخ عبد الملك السعدي، وكل مواقفه شريفة ، بالاعتصام مع المعتصمين والثورة مع الثائرين.


أيها الثائرون
يا أبناء العراق في جميع مدنه وقراه.. عيون العالم مصوبة إليكم وآمالنا معلقة بكم.. ملايين من أبنائكم في دول الشتات ينتظرون فعلكم المجيد ليكحلوا نظرهم بمرأى وطنهم.. ملايين الأيتام ترنو عيونهم إليكم.. ملايين الشهداء تناشدكم دماؤهم أن تواصلوا الطريق وتتوجون فعلكم بالنصر فأنتم الأقوى، ملايين الأرامل ينتظرن القصاص ممن قتل أزواجن غدراً وظلماً، ملايين العراقيين ممن هضمت حقوقهم وسرقت أملاكهم ينتظرون عودة حقوقهم على أيديكم .. ملايين الثكالى ينتظرن أن تعيد الثورة الابتسامة إلى وجوههن الحزينة.. مئات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات أعلنوا الاضراب عن الطعام تضامناً معكم وانتظارا لساعة الفرج على أيديكم ..


أنتم الشعب وهؤلاء الساسة المستعرقون دخلاء فلتلفظهم ثورتكم كما يلفظ الجسم الصحيح جسماً غريباً ويطرده.
واصلوا طريقكم فأنتم قاب قوسين أو أدنى من التحرير الناجز والتحرير العميق .. ومن النصر الذي لا يليق إلا بكم ..
فاعقلوا وتوكلوا ولا تراجع ..

 

 

 





الاحد ١٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة