شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد قلناه سنة 2003 وكان الاحتلال الأميركي على العراق في بدايته ، ونقوله اليوم ، ونحن نودع عاماً أخر من أعوام الاحتلال ، ونصرّ على ما قلناه ونقوله ونؤكده _ أن العراق المحتل لن يتحرر ولن تقوم له قائمة إلا بالمقاومة ودعم المقاومة .


وقلنا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ... وأمريكا حين غزت العراق لم تغزوه بالتظاهرات ولا بالاعتصامات ولا بالحوار وإنما حشدت كل ترسانتها وأساطيلها العسكرية وعبرت القارات والمحيطات واستنفرت كل طاقاتها العلمية والتكنولوجية والعسكرية لتحتل العراق أرضا وشعباُ وثروة ثم تنشر فيه الفساد والفوضى بكل إشكاله ..


وإذا كانت قد سحبت جنودها والياتها من شوارع بغداد قبل سنة من الآن ، فإنها فعلتها بفعل سطوة المقاومة وجبروتها في الشارع لكنها تركت إذنابها وكلابها في العراق وأبقتهم ليؤدوا دورها في التخريب والنهب والقتل والتجويع ..


أن الحكومة التي نصبتها أمريكا في العراق والتي جاءت على ظهور دباباتها تمارس أجندة أمريكا في العراق فتّبقي على الفوضى وتنشر الفساد والتفرقة وتعمل على إراقة دماء العراقيين وإبادتهم وألقاهم في السجون والمعتقلات وتستبيح شرف العراقيات وتنتهك إعراضهن ّ وتسرق الثروة وتتخلص من المناوئين لها بالمؤامرات والدسائس وإلصاق التهم جزافاً ..


ربما نحتاج أن نذكركم بمقولة هتلر الذي وصف تعامله مع من ساعدوه على احتلال أوطانهم ، أي كانوا عملاء له ، أي باعوا وطنهم وشعوبهم قال : أن أكثر الناس الذين احتقرهم في حياتي هم الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم ..


هذه المقولة تضعنا أمام حقيقة واحدة وترسم لنا الطريق التي يجب أن تتبعها الشعوب في تعاملها مع أشخاص ساعدوا المحتل على احتلال أوطانهم ، وهذه الحكومة التي تترأس العراق اليوم استولوا على السلطة بالعمالة فكانوا يد أمريكا التي احتلت بها العراق وقتلت ونهبت وسفكت الدماء ..


فأي خير يرجى من أشخاص باعوا وطنهم وساهموا في قتل وإراقة دماء شعبهم، وكانوا سبباً في انتهاك إعراض الآلاف من الحرائر المسلمات في العراق ..
ثم تعالوا معي لأنبهكم إلى نقطة مهم أن الخليفة العربي المعتصم بالله جهز جيشاً بأكمله ليحرر امرأة عربية واحدة أسرها الروم ( أسرها فقط ولم يغتصبها أحد ) وحين نادت على المعتصم لبى نداها بجيش أوله عند الروم وآخره عند ه وكتب إلى قائد الروم في الحال مخاطباً إياه بالكلب ( أطلق سراح المرأة وإن لم تفعل بعثت لك جيشاً أوله عندك وأخره ) فنصره الله وحرر المرأة وفتح عمورية ..


هكذا كانوا قادتنا السابقين ..
فأين انتم من المعتصم وشهامته ونخوته وإيمانه بالله .. أين انتم من رجولته وموقفه عندما رفض كلب الروم طلبه بإطلاق سراح المرأة العربية فكتب رده الى كلب الروم :
أما بعد . فقد قرأت كتابك وسمعت ندائك . والجواب ما سوف ترى لا ما تسمع . ( وسيعلم الكفّار لمن عقبى الدار )..
كم عراقية اغتصبت منذ احتلال العراق سنة 2003 ولحد اليوم ، كم عراقية سجنت وأهينت في المعتقلات تحت شعار مكافحة الإرهاب ..
كم عراقية استنجدت بكم ، ونادت عليكم ..


هل تودون إطلاق سراح الآلاف المعتقلات بالتظاهرات والاعتصامات وانتم تعلمون علم اليقين أن من باع وطنه وسهلّ وناضل من اجل احتلاله لا يفهم بلغة الحوار ولا بالتظاهرات ..
لا نريد أن تثنيكم عن عزمكم وما نويتم عليه حين خرجتم إلى الشوارع لتطالبوا بمجموعة من المطالب تعلمون ونعلم ويعلم شعبنا إنها لن تنفذ بأي شكلٍ من الإشكال..
الطريق واضح والصورة أوضح ...


أن تحرير العراق من كل مظاهر الاحتلال لا يتم ألا بإعادة المقاومة إلى الشارع ودعوة الشعب عامة إلى حمل السلاح في وجه هذه الحكومة التي تمادت في القتل والنهب وانتهاك الإعراض..
لقد آن الاوان لتتحرك مقاومتنا الوطنية وبموازرة الشرفاء والمخلصين والذين يدعونّ الوطنية ويؤسسون قوى وكتل وحركات تحمل شعارات حب العراق والوطن وتنادي بالتحرير .. جاء الوقت ليتحركوا الحركة الصحيحة وينفذوا خطوة تحرير العراق عن طريق المقاومة بكل إشكالها .. ومقاومة المحتل لا تنحصر في حمل السلاح فحسب ولا في التظاهرات والمسيرات الجماهيرية ..


إن شعب العراق لن يعيش باستقرار وأمن إذا لم يتم تحريره من هؤلاء الذين جاؤا على ظهور دباباتها واغتصبوا السلطة فتمكنوا من النهب والقتل وإغراق العراق بالدماء وإلقاء أبنائها في المعتقلات ..


نعم ليعش العراق بسلام وآمان ويستعيد مكانته ، يجب على الشعب طرد كل الذين جاؤوا مع الاحتلال وشاركوا في احتلاله .. ليس طردهم فحسب وإنما اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة ومحاسبتهم على كل الجرائم التي ارتكبوها بحق العراق وما أكثر جرائمهم وما أبشعها أولها مشاركتهم أمريكا في احتلال العراق وتسهيل احتلال العراق من قبل ايران ..


ولا تنسوا وعد الله للمجاهدين بالنصر فتوكلوا عليه فهو ناصركم ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون ) ..


تحية إلى فصائل الجهاد والمقاومة في عراقنا الحبيب حين طهرت شوارعنا من الاحتلال الأميركي وتحية أخرى لها حين تحرر العراق من إذناب أمريكا وذيولها وعملائها ..


المقاومة والمقاومة ثم المقاومة فأنها الطريق الأصح والأسهل والأسرع والانجح للتحرير ..

 


Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





السبت ١٥ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة