شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يعتقد بعض الناس ان بعض ما يطفو على سطح المشهد العراقي من احداث هو نتاج اني لتصريف الامور التي تواجه منظومة الحكم العميلة في المنطقة الخضراء . والحقيقة هي ان هناك فعل مصمم سلفا لإظهار بعض الاحداث وخاصة تلك التي تتعلق بإدارة الصلات بين المالكي كزعيم لحزب الدعوة الايرانية وبين شركاءه في العملية السياسية التي انتجها الغزو المجرم واحتلال العراق عام 2003 لاظهارها وكأنها انية وتحصل كشئ طبيعي نتيجة حركة هذه التشكيلة الحكومية البائسة غير ان جل هذه الاحداث والوقائع مصمم وهو نتيجة طبيعية لتطبيقات ميدانية لعقيدة حزب الدعوة العميل المعبرة عن خطط ايران للاستيلاء على زمام الامور كاملة في العراق بعد الجلاء الامريكي عن شوارع العراق .

 

ان سلسلة الازمات التي عصفت بالعملية السياسية المخابراتية الاحتلالية تعود لسببين مختلفين تماما في الجوهر وفي المصدر عقائديا وعملياتيا :

 

الاول: جملة وجوه ووسائل الرفض التي يفرزها الجسد العراقي الجريح للعملية السياسية بصفتها منتج احتلالي لن يرضاه العراقيون قط. ومن بين هذه العوامل ما تدخله قوى المقاومة العراقية الباسلة من عوامل اعاقة وتعويق نافذة محكمة الى تشكيلات الخونة عملاء الاحتلال وخونة الوطن والمرتدين عن الدين وعن الإيمان.

 

الثاني : كامن في طبيعة التناقضات والتقاطعات المهلكة القائمة بين اطراف العملية الامريكية الايرانية الصهيونية منها ما هو قديم ومنها ما هو متجدد ومن بين ذلك عوامل تناقض تخص التشكيلات السياسية والمليشياوية التي ضمها الاحتلال الى التشكيلة السياسية الواجهية المدنية له وهي تناقضات فئوية وعرقية ودينية واجتماعية وسياسية بنيوية وعضوية لا يمكن ان تجمع في قدر الطبخة السياسية القذرة والمريضة إلا بفعل قوة ضغط هائلة تقحم تفاهمات صورية وتترك العمق المتناقض يعتمل لحين الانفجار الذي يريده المحتل ضمنا كقنابل موقوتة او تنتظره احزاب الصفوية الايرانية وفي مقدمتها حزب الدعوة لتجد من خلالها مسوغات الاقدام على الانتقال الى خطط الهيمنة الايرانية التامة على العراق.وهناك عوامل تناقض اخرى تتعلق بطبيعة المصالح الانية التي جمعت اميركا مع ايران في خطة الغزو والاحتلال والحسابات المتضادة لكل منهما والتي ظل بعضها يطفح على السطح لتخفي حقائق اكبر بكثير من ان يضمها قدر الطبخه غير ان المؤكد ان ايران وأحزابها وميليشياتها قد اسقطت الادارة الامريكية في الفخ وأخذت الغنيمة كاملة مقابل تعهد ايراني لم يغني ولم يسمن لدعمها في الفرات الاوسط والجنوب عندما اقدمت على الغزو .

 

ان من يظن ان المالكي ينتج ويقدم ويقوم بأفعال وتصرفات وقرارات ويطرح ملفات معدة بعناية من قبل المخابرات الايرانية تقصم ظهر شركاه غير العجم في العملية السياسية بشكل اني فهو واهم وبعيد عن ارض الواقع وتعوزه الدراية بخطط ايران . فالمالكي ينفذ برنامج حزب الدعوة الايرانية في اقصاء الشركاء لتوسيع ساحات سيطرة ايران على العراق سيطرة كاملة والتي تتطلب :

 

اولا: وحدانية المذهب الصفوي الايراني وهو برنامج عقائدي يتبناه حزب الدعوة الصفوية منذ تأسيسه نعرفه نحن المناهضون والمقاومون للاحتلال ومنتجاته كلها عز المعرفه ويعرفه جزئيا العديد من اطراف العملية السياسية شركاء العمالة والخيانة ومنهم بعض تشكيلات الاكراد السياسية ومجموعة علاوي وما يسمى بالحزب الاسلامي العراقي ويعرفه اكثر منا ومن هؤلاء الشركاء من هم بالوصف الظاهر شركاء للمالكي في برنامجه الايراني الصفوي ومنهم مجموعة الطبطبائي عمار والصدر مقتدى وجماعة حزب الله العراق وشريكهم الصفوي حسن نصر الله اللبناني وجماعة ما يسمى بحزب الفضيلة.

 

ثانيا: التفرد بالسلطة وهو امر يتطلب قدرا كبيرا من المرونة والباطنية والتقية في مرحلة البدء , والعنف والشراسة المتوحشة والدكتاتورية باخس صورها في مراحل اخرى لاحقة والتدرج هنا ضروري للخروج المنظم من عنق الشراكة التي فرضت عليه عندما أسقط نفسه في قدر الطبخة الامريكية كنتيجة طبيعية لسقوط ايران في هذا القدر عند التخطيط للغزو وبعد تنفيذه مباشرة . هذه المرونة فرضتها ظروف دخول حزب الدعوة الايرانية في سلطة الاحتلال حيث ليس بوسعه قط عام 2003 ان يفرض ارادة التفرد بأي شكل من الاشكال لذلك لعب الدعوجية على حبال الصلة الخبيثة الخيانية مع اميركا للحد الذي تمكنوا فيه من اسقاط اميركا وقياداتها الميدانية التي تدير دفة احتلال العراق في حبالهم وهم يلعبون في نفس الوقت كذراع ايراني يتصرف بإدارة مباشرة من سلطة الولي الفقيه في ايران.

 

ان الصراعات التي ادارها المالكي وحزبه الفارسي مع الخائن علاوي ومع الاكراد ومع المرتد الخائن صالح المطلك ومع الهاشمي ومع رافع العيساوي بل وحتى مع مقتدى الصدر كمنافس صفوي من طراز اخر مختلف نسبيا كلها محطات في برنامج السيطرة الايرانية المطلقة تدريجيا على مقدرات العراق. وهناك تناقضات وصراع خفي حتى مع مرجعية الفارسي الصفوي علي السيستاني لا تتعلق بمجمل العقيدة الصفوية بل بتفاصيل سلطة الولي الفقيه في العراق.

 

تأسيسا على هذا فان سبيل العراق الوحيد للنجاة والتحرير الحقيقي ليس له سوى طريق واحد هو المقاومة المسلحة واليقين ان مواجهة المالكي وحزبه وتشكيلاته المختلفة هي مواجهة مع ايران وعلى العراقيين ان يعوا جيدا ان الانتخابات والديمقراطية المزعومة هي الطريق الذي اختطته اميركا وشركاءها ومن بينهم ايران لتغيير جغرافية العراق والطبوغرافية العراقية برمتها وان تاسيس احزاب وقوى وتجمعات سياسية مهما كانت ادعاءاتها لن تخرجهم من محنة الاحتلال الاستيطاني الايراني وان البندقية المقاومة لا غيرها هي التي بوسعها ان تكمل مشوار التحرير . والله المستعان

 

 





السبت ١٥ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة