شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كانت واشنطن على علاقة سابقة مع خميني بالمباشر وغير المباشر من خلال أطراف غربية وبعض الملا لي المتواجدين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، فقد نشرت مجلة تايم الأمريكية في 5/3/1979م تصريحاً للرئيس كارتر رد فيه على معارضيه قال فيه (( إن الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في إيران لقد سبق أن أجرينا اتصالات مع أبرز زعمائها منذ بعض الوقت وهذا الاتصال ضمن لواشنطن بقاء مصالحها )) ، وهذه المصالح تناولها تقرير هارولد ساوندرز مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق الذي ألقاه أمام لجنة شؤون الشرق الأوسط في الكون كرس الأمريكي بقوله إن المصالح الأمريكية في إيران لم تتغير، ولنا مصلحة قوية في أن تبقى إيران دولة حرة مستقرة ومستقلة ، وفي حديث لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق براون وصف حكومة بازركان أول رئيس وزراء في عهد الخميني بأنها متعاونة جداً وباستطاعة الأمريكان أن يقيموا معها علاقات ودية ، وفي تصريح لبازركان من خلال الإذاعة الإيرانية الرسمية جاء فيه (( إن جوهر الوجود الإيراني كدولة قد تولد من اتصالنا مع الغرب وإنه لما يتنافى مع المبادئ الإسلامية تدمير كل ما هو أجنبي )) ، بل سبق أن صرح آية الله روحاني الذي كان ممثلاً للخميني في واشنطن قبل تغيير النظام وعندما كان الأخير في فرنســــا بالقول (( أنا مقتنع بأن أمريكا أعطتنا الضوء الأخضر )) وهذا أخطر اعتراف ضمني بدور أمريكا في إسقاط الشاه ومجيء خميني والملا للي إلى السلطة تنفيذا" لمشورة مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي ، وبعد فوز ريجان في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، تم التوصل في مطلع عام 1981م لاتفاق في لندن ، أفرجت إيران بموجبه عن الرهائن الأمريكيين ، واستمرت الولايات المتحدة في تزويد الجيش الإيراني بالسلاح وقطع الغيار والعتاد لإدامة عدوانه على العراق ، وهذه العلاقة ظلت مستمرة حتى في أجواء الحرب الإيرانية - العراقية ففي عام 1986م تسربت معلومات تشير إلى قيام مستشار الأمن القومي الأمريكي بَدْ مكفارلن بزيارة سرية لطهران ، وحضر والوفد المرافق له على متن طائرة تحمل معدات عسكرية لإيران ، وكان الكشف عن هذه الزيارة هو ما أثار القضية التي عرفت وقتها بـ"إيران غيت" والتي قام الأمريكان بتعاون مباشر ومباركة الصهيونية وقاعدتها المتقدمة (( إسرائيل )) بتزويد إيران بأسلحة في وقت كانت تقوم فيه على حماية الخليج العربي من الزحف الإيراني الإرهابي كما تشيع ولابتزاز دول الخليج ترهيبا" وترغيبا" لزيادة ترساناتها العسكرية من السلاح الأمريكي ، كما وثقت أجهزة الرصد الدولية الحركة المكوكية للطائرات من الكيان الصهيوني إلى إيران ناقلة لقطع غيار طائرات F 14 المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى وعبر الكيان الصهيوني أيضا"اشترت إيران في عام 1983م صواريخ أرض - أرض من طراز لاتس ، أما وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق الصهيونية مادلين أولبرايت فقد صرحت في 21/1/1999م بالقول (( فكرنا كثيراً في شأن كيفية التعامل مع إيران ، لأن من المهم ألا يُعزل إلى ما لا نهاية بلد بهذا الحجم والأهمية والموقع )) وكانت أولبرايت قد أوصت الرئيس كلينتون، في 25/11/1998م ، برفع اسم إيران من القائمة الأمريكية للدول الرئيسة المنتجة للمخدرات وذلك في خطوة إيجابية تجاه هذا البلد ولم يتأخر الرئيس كلينتون في الاستجابة فكان أن أصدر قراراً برفع اسم إيران من القائمة بتاريخ 8/12/1998م ، ومن المتغيرات التي تؤكد التوافق الأمريكي الإيراني عام 1998م وأثناء الاحتفال بذكرى الثورة الايرانيه رفع المتظاهرون المحتفلون بهذه المناسبة لافتة كتب عليها ( نحن لا نضمر كراهية للشــــــعب الأمريكي ، بل نعتبره في الحقيقة شعب عظيم ) ، وقد أوردت صحيفة الحياة ، العدد 13120 في 7/2/1999م تصريحا"لرجل الدين الإيراني المتشــــدد آية الله حسين علي منتظري النائب السابق لخميني، والذي وضع تحت الإقامة الجبرية بمنزله بمدينة قم من قبل خميني ، كشف في مذكراته عن الاتصالات السرية بين رموز المحافظين الإيرانيين وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بغرض شراء الأسلحة في حربهم مع العراق وقد صدر حكم بالإعدام على آية الله منتظري عام 1975 لكنه لم ينفذ ، بل وأطلق سراحه بعد ذلك بثلاثة أعوام ، وأصبح عضوا في المجلس الثوري يعتبر آية الله منتظري واحدا من أكبر المرجعيات الدينية للشيعة وقد أكسبته مواقفه السياسية المستقلة شعبية في إيران جاء فيه (( إن خيار القطيعة بين إيران والولايات المتحدة منذ انتصار الثورة وضع مؤقت قابل للتغيير وفقاً للظروف السياسية والاقتصادية ! إن العلاقة مع أمريكا تحددها مصالح البلاد ! لا بدَّ من مراجعة للسياسة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة في شكل عملي ، وعلى يد أصحاب الخبرة والاختصاص ، وإذا توصلوا إلى وجود مصلحة في التطبيع ما عليهم إلا أن يبادروا إلى ذلك من دون تردد )) وهذا دليل قاطع أخر يعري الملا لي من ادعاءاتهم وبهتانهم بأنهم يحاربون الشيطان الأكبر أمريك استشهد الكاتب علي الدين هلال بمقال نشره في صحيفة الحياة العدد 13056 في 2/12/1998م بمقال لتوماس فيردمان ، في صحيفة هيرالد تربيون 30/3/1995م ، ذكر أنه حتى هذا العام كانت أمريكا هي الشريك التجاري الأول لإيران !! وأن الصادرات الأمريكية إلى إيران زادت عشر مرات منذ العام 1979م على عمق العلاقة بين النظام الإيراني القديم الجديد وأمريكا .

 

 

يتبع بالحلقة السادسة

 

 





الاثنين ١٠ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة