شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم ان الانسحاب الامريكي من العراق الذي مرت ذكراه الاولى قبل ايام يوصف بانه شكلي الا ان رحيله عن العراق بالطريقة والظروف المعروفة يشير الى انه كان اضطرارا يعكس فشل المشروع الامريكي في العراق
واذا اخذنا هذا التحليل والوصف لرحيل الاحتلال عن العراق بنظر الاعتبار فاننا نتوقف عند الاسباب الحقيقية التي ادت الى الانسحاب الامريكي عن العراق رغم الحديث عن توقيتات التزمت بها ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما فيما يتعلق بالملف العراقي فاننا نقول ان فعل المقاومة العراقية والرفض الشعبي المتنامي هو من اجبر ودفع الادارة الامريكية الى سحب قواتها من العراق لان بقائها في محيط معاد ورافض لوجودها اصبح غير ممكن وامن ويكلفها كثيرا


وهذا الاستنتاج الواقعي يدفعنا للسؤال عن المتحقق على الارض بعد عام على جلاء قوات الاحتلال عن العراق ؟
وبصراحة نقول ان السلطة السياسية بالعراق لم تستطع ان تعالج تركة الاحتلال والتخلص من قيوده وقوانينه التعسفية التي وضعت العراق في المأزق الذي يتخبط به منذ احتلاله وحتى الان فهي ونقصد الحكومة والطبقة السياسية الحاكمة لم تبادر الى الغاء قوانين وقيود الاحتلال وتعالج تركته وتقليل اثاره بالمجتمع العراقي الذي مازال يئن تحت وطاته من شدة خطورته على النسيج العراقي


فالعراقيون لم يتنفسوا الصعداء كما كان يعتقد الكثيرون بعد رحيل الاحتلال لانهم مازالوا يعانون من اثاره الكارثية وقوانينه التقسيمية واخفاق الحكومات المتعاقبة على معالجة اثقاله على حياتهم
فالجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق العراقيين اغفلتها تلك الحكومات فيما لم تتابع مصير اموال العراق المنهوبة في عهد حاكم العراق السابق بول بريمر


وقبل هذا ذلك فان ملاحقة الذين حرضوا وسوقوا لمشروع احتلال العراق وتدمير بنيته لم يحظ باهتمام الطبقة السياسية التي بقيت اسيرة الموقف الامريكي من دون اي جهد لتحميلهم مسؤولية ماجري ويجري بالعراق
لقد ترك الاحتلال الامريكي العراق متداع وغير قادر على حماية امنه وحدوده ومكشوف امام الطامعين به في محاولة لابقائه ضعيفا يحتاج للمحتل عند الحاجة


ان مرور عام على جلاء الاحتلال الامريكي عن العراق مناسبة للتعرف على حال العراق بعد تخلصه من احتلال غاشم وكيفية التعاطي مع هذه المرحلة التي اعقبته رغم التشكيك بمصداقية الرحيل الحقيقي عن العراق فمظاهر الاحتلال رغم الرحيل الوهمي باقية وموجودة في نظام المحاصصة الطائفية وفي الدستور العراقي وفي القوانين الاجتثاثية والاقصائية والفساد المالي والاداري وقبل ذلك في تعطيل اي جهد وطني حقيقي في ملاحقة اصحاب مشروع احتلال العراق وسوقهم للمحاكم الدولية جراء تدمير العراق ونهب وهدر ثروته الوطنية


وازاء هذه الحقائق التي تشير الى ان الانسحاب الامريكي كان شكليا الا انه بقي سياسيا مؤثرا في العراق والدليل على ذلك فشل واخفاق الطبقة السياسية وعجزها في معالجة تركة الاحتلال وقوانينه التي عطلت الحياة السياسية وتسببت في ازمات مازالت متواصلة بين مكونات المجتمع العراقي


فالانسحاب الامريكي من العراق وطبقا للراشح على الارض وتركته الثقيلة على حياة العراقيين لم يكن انسحابا حقيقيا لان مظاهره وقوانينه موجودة على الارض التي منعت العراقيين من تنفس الصعداء بعد اكتشافهم زيف وادعاء الانسحاب المزعوم



A_ahmed213@yahoo.com

 

 





السبت ٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة