شبكة ذي قار
عـاجـل










وفي زمن الخليفة الراشدي الأول أبي بكر والثاني عمر – رضي الله عنهما - توسعت فتوحات الدولة الإسلامية وكانت معركة القادسية الأولى وكما ذكرت هي من ابرز المعارك الإسـلامية ما بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المخطط لها وابنيه السبطين من القادة البارزين فيها والتي مهدت إلى انهيار الإمبراطورية الفارسية ودخلت بلاد فارس تحت حكم الإسلام في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رض ، وهو ما زرع الحقد في قلوب أهل فارس عليه حين ذهبت إمبراطوريتهم وهذا ما دفع بأبي لؤلؤة المجوسي إلى قتل الخليفة عمر بن الخطاب ، ويُعدُّ قبره اليوم مشهدا يزار في إيران ، وشهدت الفترة التي أعقبت الفتح اندساس أعداد من علماء وحكماء الفرس في الدين الإسلامي ويتظاهرون بنصر آل بيت النبوة ليفعلوا فعلهم في تزوير التأريخ والحقائق ليؤسسوا للفتنة موقعها ، وقد نشأت في الدولة الأموي في بلاد فارس بوادر الدعوة الشعوبية لكنها ظهرت وانتشرت في بدايات العصر العباسي لتغلغل الفرس في البلاط واستلامهم المواقع المهمة في الجيش والعسس ( الشرطة ) ، والشعوبية حركة دعاتها من غير العرب هدفها التنكر لفضل العرب على غيرهم من العجم ودورهم في حمل رسالة الإسلام وانتشاره بين الأمم ، بل الغلاة منهم يشيعون تفضل العجم على العرب في العلوم والإدارة وينتقصون من العرب ويحتقرونهم ، وعندما ظهرت الحركة الصفوية في إيران ولغرض بسط نفوذها تظاهر دعاتها وبمكرهم التلبس بالمذهب الجعفري الإثنى عشري مع ما لديهم من دعوة ( شعوبية ) لإضفاء الطابع الديني على توجههم السياسي وهنا يعتبرون الأوائل في تسييس الدين واستخدامه وسيلة ناجحة للوصول إلى أهدافهم من حيث مد النفوذ والتوسع ، وإمعانا في تضليل العامة من المتشيعين لآل البيت ولهذا نجد أن غالبية الشيعة الإيرانيين ينظرون إلى غالبية العرب نظرة عداء وكره تحت مبررات دينية ، كما تمكن الفرس الصفو يون من إدخال الكثير من الممارسات على الشعائر الدينية في ذكرى عاشوراء لغرض تعميق الصراع ويقاض الفتنة ، ومن خلال ما تقدم نخلص إلى أن النظام الإيراني القديم الجديد وخاصة الأيديولوجية الخمينية ينفصل عن كيان الأمة الإسلامية برؤيته المذهبية الطائفية ، والقومية ( شعوبية ) المعادية لأهم مكون من مكونات الأمة الإسلامية ، وهم العرب حملة الرسالة الإسلامية السمحاء وأصحاب ارض الرسالات السماوية وموطن الأنبياء والرسل ، فالعرب إذن أمام طرف آخر وكيان مستقل يحمل بذور العداء التاريخي والديني والسياسي والاجتماعي وبهذا يكون متوافق مع الأعداء الآخرين الامبريا صهيونية الذين يكنون ذات مضامين العداء ويعملون إلى تفتيت ألامه وتقسيمها ، فسياسة إيران الخارجية سابقا" وحاليا" تذهب باتجاه التوسع الإقليمي على حساب أمن المنطقة ، فاحتلال إيران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ، وادعائها بعقائدية بالبحرين ، وفرضها الحرب الطاحنة على العراق لمدة ثمان سنوات ، و تأجيج المواطنين الشيعية ضد أنظمتهم الحاكمة في دول الخليج العربي والجزيرة ، دعم حركة تمرد الحوثي باليمن ، وساعدت قوى الاحتلال الأجنبي ( الكافرة ) والتي اعتادت على تسميته بالشيطان الأكبر رياءا" ودجلا" على إسقاط نظام طالبان في أفغانستان واحتلالها من خلال فتح الأجواء لقوات الغزو ، وبذات الدور الخسيس تعاملت مع قوات الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني عام 2003 لاحتلال العراق والاعتداء على شعبه بتسليط الفئة الباغية من العملاء والجواسيس وسراق المال العام المتعيشين على السحت الحرام والقتلة من خلال ما يسمى بالعملية السياسية والتي تم بنائها طائفيا ومذهبيا" ،

 

إذن ما هو الفارق فيما بين الشاه والملا لي الذين ملؤها وأقصد الدنيا نهيقا" وعربدتا" بأنهم حماة الإسلام والمسلمين والمستضعفين وحربهم على الشيطان الأكبر ، لقد مثل الشاه ونظامه في إيران أداة طيعة للولايات المتحدة الأمريكية وشرطيا لها في المنطقة والعصا الغليظة التي تستخدمها أمريكا والصهيونية ضد حركات التحرر العربية ، وحتى ما يسمى بثورة الخميني الإسلامية لم تكن في الحقيقة طاهرة من دنس هذه العلاقة مع واشنطن وإن كانت في السر بل إن تلك المواجهة التي ظهرت مبكرا بين الملا لي المتمثلين بحرس خميني وواشنطن ، والتي تمثلت في حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران وبطلها أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الحالي واختطاف الدبلوماسيين فيها كرهائن ، والتي كان وراءها بحسب شهادة الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني الصدر الإدارة الأمريكية خدمة" لمصالح الملا لي في إيران وإظهارهم بمظهر المعاداة الفعلية للشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية وأيضاً خدمة الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية ، الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا إلى السلام بعد حرب الفيتنامية ، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة ، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن ، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين للسلطة ، وقيل كثيراً إن الخطة كانت من إعداد ( هنري كيسنجر ) و ( روكشيلر ) ولم يكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الإيرانيين الثوار السائرين على نهج خميني هذه الحادثة لم يتحدث حولها أي قائد أو طالب موضحا" كيفية الأعداد والتنفيذ والأهداف القريبة والبعيدة المتوخات منها والملاحظ كان يتم الاحتفال بها تحت تكبير هؤلاء الطلبة وترديد شــعار الموت لأمريكا وإسرائيل .




يتبع بالحلقة الخامسة

 

 





السبت ٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة