شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد بيان الآراء التي تناولت المتغير الإيراني يطرح ســــــؤالين مهمين ، ما هو الانتماء المذهبي ألطائفي لإيران ؟ وهل الانتماء للأمة الإسلامية انتماءا" صادقا" ؟ ، يرى المعنيين بالشــأن الإيراني بان جمهورية إيران الإسـلامية هي اليوم إحدى دول منظمة المؤتمر الإسلامي ، وتصنف عالميا على دول الإسلامية وإن كان هذا التصنيف أصبح ( رسما ) تخالفه الحقائق القائمة على الأرض انطلاقا" من آلية المنهجية العقائدية التي تحكم تصرف النظام الإيراني من حيث تسييس الدين واستخدامه وسيلة للوصول إلى الهدف المنشود وان المرشد يعد هو ولي أمر المسلمين ووجوب الطاعة إليه والتنفيذ للفتاوى التي يصدرها ، وأرى من المفيد نعرج وبإيجاز إلى نشوء جمهورية إيران الإسلامية التي قامت – كما يشيعون - إثر ثورة شعبية دينية تزعمها الخميني على الشاه محمد رضا بهلوي شــــباط 1979م وهي تعتمد على الفارســـية كلغة رسمية للدولة والتقويم الفارسي كأساس للتأريخ والتوثيق ، وقد أكد الدستور الإيراني الصادر عام 1992م مبدأ ( ولاية الفقيه ) التي تتلخص في فكرة إقامة مرجع ديني ينوب عن الإمام المعصوم الغائب ع وفقا" لمنهج وعقيدة الاثنى عشرية للقيام بمصالح الأمة ويقصد هنا الطائفة الشيعية ، وعلى أساس أن الثورة الإسلامية في إيران كانت حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين ، وأن الدستور يُعدُّ الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل إيران وخارجها خصوصا بالنسبة لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلامية والشعبية وهنا يراد به إعطاء الحق للنظام بالتدخل بالشأن الداخلي للدول الإســلامية متذرعا" أنه يسعى إلى بناء الأمة الواحدة في العالم الإســلامي ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشـــعوب المســـــتضعفة والمحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم وهذا ما عرف في سياسة الخميني بمبدأ تصدير الثورة الإسلامية والذي استهدف أمن دول المنطقة أكثر مما استهدف دول الكفر الطاغية ، وما التدخل بالشأن البحريني والكويتي والسعودي واليمني وقبلها العراق وفرض الحرب لثمان سنوات عليه والدور الذي تلعبه إيران على الساحة اللبنانية إلا نتاج لهذه الرؤية والعقيدة التي تحكم تصرفات النظام ، وبحسب الدستور فإن القوات المسلحة الإيرانية ( ألجيش وقوات حرس الثورة ) تحمل أعباء رسالة إلهية كما يطرحه الملا لي وفيلق القدس الإيراني هو الذراع الممتد لتجسيد هذه الرؤية من أجل بسط حاكميه القانون الإلهي في العالم"، على أمل أن يكون القرن الخامس عشر الهجري قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين وهزيمة المستكبرين كافة ، كما يكرس دستور إيران الطائفية


* - الفصل الأول الذي يتحدث عن الأصول العامة تنص المادة الثانية منه على أن نظام الجمهورية الإسلامية يقوم على أساس عدة قضايا منها الإيمان بالإمامة ، والقيادة المستمرة ودورها الأساس في استمرار الثورة التي أحدثها الإسلام ، وعلى أنه نظام يؤمّن القسط والعدالة ، والاستقلال السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والتلاحم الوطني" عن طريق ثلاث أمور منها ( الاجتهاد المستمر من قبل الفقهاء جامعي الشرائط ، على أساس الكتاب وسنة المعصومين عليهم السلام


* - وتلخص المادة الخامسة مبدأ قيام حكومة إسلامية في ظل غياب الإمام المعصوم بأنه في زمن غيبة الإمام المهدي - عجل الله تعالى فرجه - تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل ، المتقي ، البصير بأمور العصر ، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير


* - تنص المادة الحادية عشرة أنه على حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها ، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي


* - كما تنحاز جمهورية إيران في المادة الثانية عشرة إلى المذهب الجعفري الإثنى عشري الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنى عشري ، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير


ولعل قائلا يورد أن المادة ذاتها تنص على أن المذاهب الإسلامية الأخرى ، والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي ، تتمتع باحترام كامل ، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم ، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية ( الزواج والطلاق والإرث والوصية ) ، وما يتعلق بها من دعاوى المحاكم ، وفي كل منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالأكثرية ، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة في حدود صلاحيات مجالس الشورى ، تكون وفق ذلك المذهب هذا مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى، غير أن واقع الحال يثبت أن أتباع هذه المذاهب الإسلامية الأخرى لا يتمتعون في إيران ، فأهل السنة في إيران مضطهدون ويعانون من العزلة والحرمان والإقصاء والتهجير. ورغم الفسح للديانات الأخرى بفتح معابد لها في العاصمة إلا أن أهل السنة لا يسمح لهم بإنشاء مساجد لهم خاصة، وهذا أمر يلمسه الزائر إلى طهران


* - الإيرانيون الزرادشت واليهود والمسيحيون هم وحدهم الأقليات الدينية المعترف بها وتتمتع بالحرية في أداء مراسمها الدينية ضمن نطاق القانون ، ولها أن تعمل وفق قواعدها في الأحوال الشخصية والتعاليم الدينية وحسبما نصت عليه المادة الثالثة عشرة من الدستور


* - وتخضع جميع السلطات الحاكمة في جمهورية إيران : التشريعية ، والتنفيذية والقضائية لإشراف ولي الأمر المطلق وإمام الأمة ويتألف مجلس الشورى الإسلامي في حكومة إيران من أعضاء منتخبين من الشعب وهو يسن القوانين في القضايا كافة ، حسب المادة الحادية والسبعون ، لكن لا يحق له أن يسن القوانين المغايرة لأصول وأحكام المذهب الرسمي للبلاد أو المغايرة للدستور ، المادة الثانية والسبعون


* - وتصف المادة السابعة بعد المائة الخميني بأنه المرجع المعظم والقائد الكبير للثورة الإسلامية العالمية ، ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية وتشترط المادة التاسعة بعد المائة في القائد الذي ينبغي أن ينوبه في قيادة الثورة وعلى خطاه أن يكون متصفا بـالكفاءة العلمية اللازمة للإفتاء في مختلف أبواب الفقه ، والعدالة والتقوى اللازمتان لقيادة الأمة الإسلامية والرؤية السياسية الصحيحة والكفاءة الاجتماعية والإدارية والتدبير والشجاعة والقدرة الكافية للقيادة


* - ووفقا للمادة الخامسة عشرة بعد المائة "ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين ويشترط فيه أن يكون مؤمنا ومعتقدًا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد ويؤدي رئيس الجمهورية اليمين على أن يكون حاميا للمذهب الرسمي ومتبعًا لنبي الإسلام والأئمة الأطهار عليهم السلام


* - المادة الحادية والعشرون بعد المائة كما أن على جيش جمهورية إيران أن يكون جيشًا إسلاميًا عقائديًا يضم أفرادًا مؤمنين بأهداف الثورة الإسلامية ، ومضحين بأنفسهم من أجل تحقيقها


* - المادة الرابعة والأربعون بعد المائة وتبقى قوات حرس الثورة الإسلامية التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة ، راسخة ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها

 


يتبع بالحلقة الثالثة

 

 





الخميس ٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة