شبكة ذي قار
عـاجـل










استذكار عاشوراء والملحمة الإنسانية التاريخية التي كتبها أبا الأحرار بدمه الطاهر ودماء آل بيته وأصحابه الزكية التي ارتوت بها ارض كربلاء وانتصرت على السيف المعبر عن الضلالة والجهالة والعشق للجاه والسلطة ، لأنها حركة التغير المرتبطة ارتباطا مباشــرا" بالله سبحانه وأهمية ذلك واضحة لكونها الملحمة الهادفة إلى الإصلاح الأساس لكل عمل تغييري في المجتمع ووفق المنظور الإسلامي الذي جاء به الدين الحنيف مضافاً لما يعطي للإصلاح معنى ألثورة من حيث ألبعدٍ ألروحي والقداسة في نفوس الناس * الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفةً بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على أمر أرى أنكم قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمته وجنبكم رحمته فنعم الرب ربنا و بئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبّاً لكم ولما تريدون إنا لله وانأ إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق برسوله بما جاء من عند ربه أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي أو ليس جعفر الطيار عمي أو لم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق والله ما تعمدت الكذب منذ علمت إن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد ألخدري وسهل بن سعد ألساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي أما في هذا حـاجـز لكم عن سفك دمي ؟

 

 *1 فأقول ثورة ألإمام الحسين عليه السلام ثورة من أجل تغيير الوضع السيئ الذي كانت تعيشه الأمة العربية الإسلامية بسبب ما فرضه عليها من حكم طاغوتي من قبل يزيد وولاته ، ولابد لنا أولاً أن نؤكد على مقومات الثورة الناجحة وشروط النجاح فأولها البعد الإنساني في مقارعة الظلم والظالمين ورفضه والدعوة إلى الحق والعدل اللاهي وتحقيق الطمأنينة والاستقرار وثانيهما كرامة الإنسان وعزته وحريته الحقيقية والكمالات التي تجسد طموحه وآماله وتطلعاته في الحياة التي تسودها العدالة الاجتماعية تأكيدا على سنة جده صلى الله عليه واله وسلم من حيث رفض الأصنام والوثنية والأوهام والخرافات والتقليد والتأكيد على العبودية لله الواحد الأحد ، وكذا تقسيم العلاقات القبلية والاجتماعية ورفض الظلم الذي كان يمارسه الطغاة تجاه الناس ، وعمل أيضاً على تحرير الإنسان من الشهوات ، ودعاه إلى العزة والكرامة الإنسانية ، والمساواة بين الناس ، إلى غير ذلك من المعاني الإنسانية السامية ، وقبل كل هذا الدعوة إلى عبادة الله عز وجل وتوحيده التي تقود الإنسان إلى الكمالات ، ثم إن هذا البعد كما يستدعي الاهتمام بالنواحي الفطرية الأساسية للإنسان يستدعي الاهتمام بواقع الأمة الحياتي والتأثير فيه وتحريكه من خلال القضايا الحسية المعاشة للسير في طريق التكامل فلابد من تحرير الإنسان من عبوديته لغير الله ليتمحض في العبودية لله وإلا لن يكون منه ذلك أبداً وكذا الإنسان الذليل المستسلم للظلم لا يمكنه مقاومة الظلم والطموح إلى الأفضل * يـا قوم إن بيني وبينكـم كتـاب اللّه وسـنّة جـدّي رســول اللّه صـلى اللّه عـليـه وآله وسـلم ، ثـمّ استشهد هم عن نفـسه المقـدّسة ، وما عـليـه مـن سـيف النبـي ودرعه وعمامتـه ، فأجـابوه بالتصـديق فسألهم عمّا أقدمهم على قتله قالوا- طاعةً للأمير عبيد اللّه بن زياد - فـقـال عـليه السـلام تـبـاً لكم أيّتها الجـماعة وترحـاً أحين استصـرخـتمونا والهين فأصر خناكم موجفين سللتـم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحـششتم عـلينا ناراً اقتد حناها على عدوّنا وعدوّكم فـأصـبـحتم ألباً لأعدائكم علـى أوليـائكـم ، بــغـير عـدل أفـشــوه فيكم ، ولا أمل أصـبـح لكم فيهم فهلاّ لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستصحــف ، ولكـن أسـرعـتـم إليـهـا كطـيرة الدبــأ وتـداعيتم عليها كتهافـت الفراش ثـمّ نـقـضـتـموها فـسـحـقاً لكـم يا عـبـيد الأمة، وشـذاذ الأحزاب ، ونبذة الكـتـاب ، ومـحـرّفـي الكلم ، وعـصـبة الإثـم ، ونفثت الشـيطـان ، ومطفئي السـنن ويحـكم أهؤلاء تـعـضـدون ، وعنا تتخـاذلون أجـلْ واللّه غـدر فيكـم قـديـم، و شـجـت عـليه أصولكم، وتآزرت فـروعكم فكنـتم أخـبث ثمر شــجٍ للنـاظـر، وأكـلة للغـاصـب. ألا وإنّ الدّعـي بـن الدّعي (يعني ابـن زيـاد) قـدْ ركـز بــين اثــنتــين، بـين السـّلة والذّلة، وهـيهات مـنّا الذّلــة يـأبـى اللّه لنـا ذلك ورسـوله والمـؤمنون، وحـجـور طـابت وحجور طهرت وأنوف حـمية ونفوس أبـية من أن نؤثـر طـاعـة اللئام على مصـارع الكرام ألا وإنـي زاحـف بــهـذه الأسرة عـلى قـلة العدد وخـذلان الناصـمن والرأي لما يستصحــف ، ألا وإنّ الدّعـي بـن الدّعي (يعني ابـن زيـاد) قـدْ ركـز بــين اثــنتــين ، بـين السـّلة والذّلة ، وهـيهات مـنّا الذّلــة يـأبـى اللّه لنـا ذلك ورسـوله والمـؤمنون ، وحـجـور طـابت وحجور طهرت وأنوف حـمية ، ونفوس أبـية من أن نؤثـر طـاعـة اللئام على مصـارع الكرام ألا وإنـي زاحـف بــهـذه الأسرة عـلى قـلة العدد وخـذلان الناصـر فلابد إذن من تحرير الإنسان من عبودية الآخرين وإخلاص العبودية لله *2 ثم بعد ذلك نحاول بيان المقوم الثالث وهو التكوين الفطري الذي فطر الإنسان عليه من قبل الله سبحانه وتعالى لأنه يعتبر أمراً ثابتاً في حياة الإنسان ويبقى معه في كل التأريخ وفي مختلف الظروف التي يمر بها ومضافاً إلى هذا البعد الأخلاقي في المجتمع وهو يعبر عن الحاجات الأساسية في الحياة الإنســـــانية والتي بدونها تضطرب حياة الإنسـان وتتحول إلى جحيم وظلام ، والجانب العاطفي الوجداني فيها فهو يمثل وقودها لأن مجرد الوعي والإدراك للواقع الفاسد وحده مع التخطيط وتشخيص الأهداف لتحريك الإنسان تكون الهداية إلى الطريق الصحيح ويمنحه الاندفاع والقدرة على التحرك وما ظهر عليه المشاركين في المواكب الحسينية في مدينة كربلاء لليوم الثامن من محرم الحرام من خلال شعاراتهم والردات والرسوم لهو الوعي الحقيقي لمراسيم عاشوراء من حيث التصدي للظلمة وسارقي المال العام والمتنكرين لحقوق الشعب في الحياة الحرة الكريمة وإدانة الانحراف الذي تمارسه حكومة ألهالكي وإثارتها للازمات من اجل البقاء لتسرق وتنهب وما فضائح البطاقة التموينية وصفقة السلاح مع روسيا وغيرها إلا دليل قاطع لتنكر ألهالكي ومن تحالف معه لمعاني ثورة أبا الأحرار الإمام الحسين عليه السلام والدليل القاطع على ذلك ما ورد على لسان معتمد المرجعية إمام وخطيب الجمعة في الروضة الحسينية الشيخ مهدي الكر بلائي مطالبا" بان تكون المراسم الحسينية ليس في مكاتبهم بل النزول إلى الشارع ومغادرة الكراسي التي تعبر عن الطغيان والتفرد والسماع إلى الشعب وما يريد من عدل وإحسان وعزة وكرامة وحرية وجميعها غائبة ، يقابل ذلك المشهد المعبر عن النفاق بعينه عندما ظهر ألهالكي وبطانة المدعين بموالاة آل بيت النبوة وهم بجلوسهم المدلل على افقهم وريائهم وتظاهرهم متناسين بان إحياء الذكرى في مكان مغتصب من المال العام من الكبائر التي تتعارض كليا ومبادئ الإمام الحسين عليه السلام *

 

وكانت هذه الوقفة الجهادية الباسلة وستبقى مناراً للمجاهدين العرب والمسلمين وأحرار العالم أجمع مثلما هي نبراس وهاج لمسيرتنا الجهادية الظافرة نستلهم منها الدروس والمعاني والعبر بل والحوافز الكبيرة لمواصلة هذه المسيرة المباركة بوجه تركات المحتلين الاميركان والصهيونية والصفوية الفارسية وحكومة المالكي العميلة وأطراف العملية السياسية المخابراتية الذين راحوا يوغلون في اضطهاد الشعب وإبادته وقمعه وتجويعه وإفقاره ونهب أمواله عبر ممارسات خيانية مفضوحة أخيرها وليس آخرها صفقات التسليح الفاسدة مع روسيا وتشيكيا وإلغاء البطاقة التموينية وتأجيج الفتنة الطائفية وغيرها من الممارسات الشائنة للعميل المالكي وحلفائه من أطراف العملية السياسية المدعين زوراً بالوطنية والتي سقطت البراقع المزيفة عن وجوههم الكالحة وخصوصاً موقفهم المخزي بالثناء على إلغاء البطاقة التموينية التي استهدفت الشعب في قوته ورغيف خبزه .*3

 

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر

 

المجد والخلود لك سيدي يا أبا الأحرار ونبراس الشهادة والآباء في ذكرى استشهادك وعهدا" سائرون على دربك لمقاومة كل الظلمة وناهبي المال العام والمتطاولين على قيم الدين ببطلانهم ودجلهم وبدعهم

المجد والخلود للخيرة الباذلين أنفسهم من أجل نصرت الدين ومقاومة الظالمين شهداء يوم عاشوراء

 

وليخسأ الخاسئون

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*1 – من خطبته الأولى عليه السلام في عاشوراء 61 هجري مخاطبا جيش عبيد الله بن زياد

*2- من خطبته الثانية عليه السلام في عاشوراء 61 هجري مخاطبا" جيش عبيد الله بن زياد

*3 - بيان البعث الخالد في ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام

 

 





السبت ١٠ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة