شبكة ذي قار
عـاجـل










خطط أعداء العرب تتضمن السعي المتواصل لإيصالهم إلى مستوى من اليأس من احتمالات تحسن أوضاعهم المختلفة عبر تركيع الحكومات العربية أمام أعداء الأمة وإظهارهم بمظهر الفاقد لأبسط مقومات العزة الوطنية وقيم السيادة وتواضع أو انعدام إمكانيات الدفاع عن الأمن الوطني والقومي. وإذا برز أي نظام عربي يحاول عبور حالة الوهن هذه فان برامج الاستهداف تأخذ طريقها فورا إلى ميادين عمل ذلك النظام عبر تحريك عوامل الردة وخلاياها النائمة أو بممارسة عوامل التحجيم الذي يصل إلى درجة الغزو والاحتلال إذا تطلب الأمر. وقد أخذ منهج التيئيس هذا كامل مدياته لمواجهة المد القومي الذي شهدته الأمة في عقود الخمسينيات ووصولا إلى إسقاط تجربة العراق التي استحوذت على الباب وعقول العرب في كل أرجاء الوطن الكبير ومثلت لهم النموذج الطموح والمقتدر على قلب الجغرافية السياسية كلها لصالح العرب. لذلك انتقلت ماكنة التآمر على العراق من نطاق فعالياتها المحلية إلى صيغة التقابل بالسلاح مع إيران التي كانت ظروفها قد وضبت بالكامل لتقاد من قبل نظام يتستر بستار الدين والمذهب الشيعي وسُلمت له الإدارة بصيغة دور الاستلام والتسلم المتعارف عليها في الدوائر الرسمية حيث أزيح الشاه وتم تسليم إيران إلى الخميني بكل ما معروف عن مظهره الخارجي من عمامة أصولية وتبني للطائفية الصفوية الفارسية كمنهج يخفي حقيقة التوجه الإمبراطوري الفارسي.

 

إن نقل السلطة من الشاه إلى الخميني بصيغة دور التسليم والاستلام الروتينية كانت تتضمن فقرة قد تكون مكتوبة بالحبر السري للمخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية تنص على إن نظام خميني الطائفي هو إطلالة الغرب الامبريالي الصهيوني على مفتاح التمزيق والفتنة التي لا يمكن أن تكون في الكون كله فتنة مثل قدرتها التدميرية ألا وهي فتنة الطائفية وأدواتها السياسية من بوابات إيران الخمينية إلى العراق الذي ينتمي قرابة نصف شعبه إلى المذهب الشيعي.

 

الطائفية التي ضخت إلى المنطقة عبر تمكين خميني ومنهجه وتوجيه خميني لبدء الحرب على العراق من منطلق طائفي هي القنبلة النووية التي استخدمتها الامبريالية والصهيونية بدءا لتعطي لنظام خميني مكافئة إنتاج السلاح النووي مقابل تفجير هذه الطائفية وتحويلها إلى الخناجر التي تمزق خواصر العرب. وبعد أن عجز خميني عن تحقيق مآربه المتحالفة مع مآرب أعداء الأمة العربية اضطرت أميركا لمعاونته بغزو العراق مباشرة وإدخال الطائفية عنوة كنظام حكم بمشاركة كاملة من النظام الإيراني. إننا نرى إن خميني قد تعاقد مع الامبريالية والصهيونية على أن يقوم هو ونظامه بمهاجمة العراق لأن فيه نظام وطني قومي يقع خارج وصف التوافق مع متطلبات تيئيس الأمة وجماهيرها كما اشرنا أعلاه من جهة ومن جهة أخرى بث الطائفية لتكون معول التهديم الذي يسقط أي صرح بنته الطلائع القومية العربية بهدف التحرير والاستقلال الحقيقي والتمرد على منتجات سايكس بيكو. ومقابل هذا فان الغرب سيسمح لإيران بإنتاج السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني..

 

وقد أنتجت إيران سلاحها النووي كما أعلن أمين عام البعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق المجاهد عزة إبراهيم في حواره مع الأهرام القاهرية عبر ضيفه الكريم الأخ الأستاذ إبراهيم سنجاب تحت أغطية العداء الممسرح والمتابعة الهازلة والمفاوضات المارثونية التي لا تعدو أن تكون جزءا من مسرحية التعارض والتناقض الكاذب بين إيران والغرب والصهيونية.. دليلنا على ما نقول هو:

1- تواصل المحادثات بين طهران وأميركا وحلفاءها حول برنامجها النووي لسنوات طويلة كافية لإتاحة الفرصة لإيران لإنتاج السلاح النووي. إن الامتداد الزمني الواسع للمفاوضات المقترن بإجراءات عقابية بائسة مقارنة بإجراءات العدوان على العراق بالحرب وبالحصار الجائر هو توافق ضمني وقبول غير معلن بالبرنامج الإيراني السلمي والعسكري.

 

2- إشراك إيران في خطة غزو العراق وتكليفها باستخدام نفوذها على حوزة النجف ومراجعها لتأمين اكبر قدر من الحماية للقطعات الأمريكية الغازية في مناطق جنوب بغداد عبر فتاوى طائفية بغيضة مجرمة في الوقت الذي كان البرنامج النووي الإيراني يتقدم باضطراد وبشكل علني، بل ومتبجح في بعض حلقاته ومنها حلقات توسيع مختبرات تأهيل اليورانيوم وتخصيبه يعني ضمنا البرنامج النووي الإيراني جزء من المقايضة.

 

3- غض الطرف عن قيام الخائن المجرم احمد الجلبي والمافيات التي يقودها بنقل المواد النووية ومنها اليورانيوم المخصب عراقيا ومعدات البرنامج العراقي المعروفة وتلك التي تم اكتشافها بعد الغزو في مواقع الأثير والربيع ودجله وغيرها من المواقع التي لم تكن معروفة أو مكتشفة من أميركا بنقلها إلى إيران وقيام الجلبي ومافياته وفرق موته باختطاف العشرات من خبراء البرنامج النووي العراقي وإجبارهم للخدمة في البرنامج الإيراني وهم في معتقلات وأقفاص أسر إيرانية تعلم بها أميركا والكيان الصهيوني علم اليقين.

 

4- تسليم أميركا العراق إلى الاحتلال الإيراني تسليما كاملا والاكتفاء بإبقاء قوات رمزية وسفارة خاصة جدا في العراق.

 

5- الموافقة الضمنية لقيام النظام الفارسي الصفوي بالتدخل المباشر في سفك الدم المتواصل في سوريا من خلال دعم النظام السوري ضد ثورة الشعب السوري ومن خلال استخدام حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء وميليشياتها الطائفية... وبالنسبة لنا فان هذا الأمر بديهي حتى لو أنزلت أميركا كل جيوشها في العراق من جديد بحجة تفتيش الطائرات ولا يدحضه إلا تصرف أمريكي واحد هو إزالة المالكي وحكومته عن السلطة الاحتلالية وهذا أمر مستبعد.

 

6- امتلاك إيران للسلاح النووي لن يرعب أحدا ولن يذل أحدا غير مَن تريد لهم أميركا الإذلال والعيش تحت قبضة الرعب لتحرر ربيبتها الصهيونية وكيانها المسخ من سطوة رهاب العرب ... إن سلاح إيران لن يرعب ولن يخضع ولن يزيد من فجوة اللا احترام بين الشعب وحكوماته إلا في أقطار العرب .... فالدول التي تمتلك قوة الردع النووي لا تأبه لقنبلة إيران ولا تحسب لها أي حساب ... غير إن سلاح إيران النووي مسلط إلى جانب سلاح الطائفية البغيضة المجرمة على رؤوس العرب.

 

هذا بعض ما أشرق به على عقولنا ومداركنا حوار القائد المجاهد البطل عزة إبراهيم وهو يقول في هذا المحور:

التحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني معروف ومفضوح منذ زمن الشاه ومنذ أن جاء الغرب بالخميني وبعد أن قضوا وطرهم من الشاه ومنذ إيران كيت في إمداد إيران بالسلاح في معركة القادسية عن طريق إسرائيل وحتى الغزو والاحتلال وحتى اليوم قد وفرت الإدارة الأمريكية الغطاء على امتداد تسعة سنوات لإيران وعملائها لتدمير العراق وقتل شعبه ثم سلمت العراق اليوم بالكامل لإيران من خلال عملائها في العملية السياسية ومن خلال تواجدها الرسمي والأمني والمخابراتي والسياسي والاقتصادي0 واني أقول للأمة ولشعبها وشعب أمريكيا الحضاري الإنساني الصديق الذي وقف ضد غزو دولته لبلدنا إن إيران قد امتلكت السلاح النووي قبل اليوم وهي تنتظر الفرصة المناسبة لكي تعلن امتلاكها له وستفاجئ العرب والعالم بهذا الإعلان ، نحن لدينا متابعة دقيقة ونمتلك معلومات مهمة للغاية عن المشروع الإيراني النووي إن متابعتنا امتدت لأكثر من أربعين عام منذ زمن الشاه ولذلك على العرب أن يتوحدوا ويعبئوا كل إمكانات الأمة لمواجهة الخطر ألصفوي القادم ولا يطمئنوا إلى مزاعم أمريكيا والغرب بحمايتهم أمريكيا والغرب معا غير قادرين على حماية من ليس لهم في حمايته مصلحة أساسية وحيوية.

 

إن إعلان قائد المقاومة عن امتلاك إيران للسلاح النووي هو صرخة الأمة العربية في وجه حكامها وانتفاضة في ذاتها التي يكمن فيها ثورة عارمة لكي تتغير المواقف وتتحسس حجم الخطر الفارسي الصفوي وتبدأ تتحرك مع مقاومة العراق لقطع دابر دخول إيران السرطاني في جسد الأمة ابتداء من العراق. إن على العرب أنظمة وشعب أن يدركوا إن إيقاف السرطان الطائفي الفارسي له طريق واحد يمر عبر مقاومة العراق الباسلة.

 

 





الاربعاء ٢٣ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة