شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

يتصورأغبياء المنطقة الخضراء أن شعبنا في العراق لا يعرف بأن خيانتهم للعراق هي من دمر البنى التحتية التي بناها النظام الوطني خلال قيامه بثورته في 17 -30 تموز من عام 1968م ، تلك الثورة التي ما أن باشرت بإنطلاق ثورتها الإنفجارية في مجالات التطور الصناعي والزراعي والإجتماعي ، وبناء الإنسان العراقي المتطور من الناحيتين العلمية والتقنية والذي أخذ على عاتقه بناء وطنه حتى أوصل ثورته لتعانق الفضاء الخارجي بإطلاق صاروخه الفضائي الذي أسماه [العابد] إلى الفضاء الخارجي وبهدف إطلاق القمر الصناعي العراقي لولا خيانة أولائك الـذين خانوا العراق وأعانوا المحتلين الذين دمروا كل ما بناه النظام الوطني الذي كان يقوده البعث وفي مقدمة ما دمروه البنى التحتية التي بناها نظام البعث بسواعد أبناء العراق ومن دون الإعتماد على الشركات التي يحاول نظام الخيانة الحالي الذي يحكم العراق اليوم لا بهدف تطوير العراق بل من أجل جعل هذا المشروع مصدراً للسرقات من خلال الرشاوى والعمولات التي سيأخذها من تلك الشركات التي سيكون التعامل معها على مدى عشرات السنين وبأضعاف ما تستحقه من مبالغ . وبعد كل هذا نسأل هؤلاء الأغبياء وفي مقدمتهم بئر الخيانة الذي يتولى ما يسمونه اليوم رئاسة الوزراء السؤال التالي ؛ هل يُعقل أن من كان سبباً في تدمير البنى التحتية سيعيد بناءها حقاً ......!!!؟؟؟ . إنها من سخريات هذا الزمن الذي يسيطر فيه على العراق الإحتلال وعملاءه .....!!!!

 

كيف بنى نظام البعث البنى التحتية في العراق ؟ :-

قبل أن نتكلم عن هذا الموضوع لابد أن نُعرّف للمواطن ما تعنيه عبارة [ البنى التحتية ] ؛ فهي تعني كل المنشئات التي بدونها لايمكن أن تبنى في أي بلد المؤسسات والمشاريع الصناعية والزراعية وبناء قدرات الإنسان الذي يتولى التعامل العلمي والتقني مع هذه المؤسسات والمشاريع بغية الإنتاج من خلالها ، وكل حسب إختصاصها الإنتاجي .... ونرى مما تقدم إن أساس ومحور كل ذلك هو الإنسان الذي تقوم بإعداده المدارس والجامعات والمعاهد بمختلف إختصاصاتها التي يحتاجها هرم العمالة في المصانع والمزارع ....

 

إبتدأ نظام البعث في بناء البنى التحتية مباشرة بعد قيام ثورته في تموز عام 1968 م رغم أن ميزانيته التي إستلمها من النظام العارفي الذي سبقه كانت ذات عجزٍ كبير وبسبب ندرة إيراداته من النفط الذي كانت تسيطر عليه الشركات الإحتكارية الأجنبية قبل قيام النظام الوطني بتأميمه في عام 1972 م ... وكانت أول خطوة في بناء البنى التحتية هو إصدار قانون مكافحة الأمية الإلزامي وأتبعها بإصدار قانون إلزامية التعليم ومجانيته .... وفي السياق لابد أن نذكر لمن ليس له إلمام بقوانين الثورات أن أساس بناء البنى التحتية لم يكن [ ديمقراطياً في عرف ديمقراطيو هذا الزمن .....!!! ] فالنظام الوطني السابق لم يناقش هذا الأمر في البرلمان . لأنه بنى هذه البنى وما تبعها من منشئات إنتاجية بأوامر ألزمت كل العناصر المستفيدة من التخلف في العراق بالإنصياع لهذه الأوامر وفي مقددمة هذه العناصر الشركات الأجنبية التي كانت تحتكر النفط العراقي . فقد أمم النظام الوطني النفط العراقي في عام 1972 م بقرار ثوري بعد الرجوع إلى رأي الجماهير الشعبية من خلال الندوات الشعبية التي عُقدت على مستوى العراق بأكمله ، إختتمها شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله ، حينما عقد ندوته الجماهيرية المشهورة في ساحة الكشافة ببغداد والتي حظرتها جماهير غفيرة من بغداد وباقي محافظات العراق وأوضح فيها أهمية تأميم النفط في بناء العراق والإنطلاق بثورته الإنفجارية على صعيد الصناعة والزراعة والتعليم والحَيَاة الإجتماعية وذكر لهم بأن تنفيذ قرار التأميم يقتضي أن يكون الشعب صامداُ وقادراً على تحمل محاصرة الشركات الإحتكارية لتصديرالعراق لنفطه بعد التأميم لفترة مابعد التأميم الى أن يستطيع العراق تصديره على ناقلاته الخاصة به والتي أوصى بصناعتها لبعض شركات بناء السفن الإسبانية . وحينما طلب من الجماهير الإجابة على سؤاله المشهور ؛ هل أنتم مستعدون لتحمل ذلك وشد أحزمتكم على البطون لتكسروا إرادة الشركات الإحتكارية في حصارهم هذا .....؟؟؟ ... فكان جواب الجماهير الذي تردد صداع في كل أجواء الساحة ... أَمّم وكل العراق ورائك ..... وكان التأميم ....!! وبدأت الثورة الإنفجارية ....

 

وبعد رضوخ شركات النفط لقرار التاميم بعد أن إستطاعت ثورة 17 – 30 تموز تصدير النفط العراقي بناقلاته البحرية الخاصة بالعراق ، وكسرت حصار ناقلات النفط الخاصة بالشركات الأجنبية توسعت حملة بناء البنى التحتية على جميع الأصعدة وكما يلي :-

 

1 ) التربية والتعليم ..... قامت محافظات العراق ببناء المدارس الإبتدائية والثانوية ، وأصبح من أهم شروط نجاح المحافظين هو قدرتهم على بناء المدارس والتوسع في ذلك بإتجاه القرى والأرياف ، بعد أن نقلوا لهذه القرى وأريافها مسببات الحضارة من كهرباء وماء الشرب النقي وطرق المواصلات ... وكان من أحد أسباب تجفيف أغلب الأهوار في جنوب العراق ، والتي أعادها عملاء المحتلين بعد إحتلال العراق لكي يُبقوا على التخلف على هذه المنطقة ، هو أن يربط النظام الوطني أهل الأهوار بمسببات الحضارة من كهرباء وطرق مواصلات وإنتشارالمدارس فيها ، وتحويل أراضيها الشاسعة إلى أراض أعتبرت في وقتها من أجود الأراضي الزراعية .......... إما فيما يتعلق بالبنى التحتية في إعداد العلماء والمهندسين والأطباء والمدرسين والمعلمين وباقي الكوادر الأخرى التي كان يحتاجها التطور في العراق ، فقد أنشآ النظام الوطني السابق 22 جامعة في كل محافظات العراق بعد أن كانت هناك 3 جامعات في كل العراق وما يزيد عن 200 معهد تكنولجي والمئات من الثانويات الصناعية والمهنية ، وكان كل ذلك يتم بعد الإعداد السريع والدقيق لكل ما إحتاجته هذه البنى التحتية من كوادر علمية وتعليمية عراقية ومناهج علمية وتسعى اليوم عصابات إيران الشر والكيان الصهيوني إلى تصفية هذه القدرات العراقية .......

 

2 ) الكهرباء .... يعتبر الكهرباء في كل دول العالم من أهم البنى التحتية ، فهي الأساس في تزويد المعامل المختلفة بالطاقة الإنتاجية التي تحتاجها وسائل الإنتاج فيها ، حيث لا يمكن أن يحصل أي تطور صناعي أو زراعي أو توفير إمكانية عمل لأوسع عدد من الأيدي العاملة في أي بلد من دون أن تتوفر هذه الطاقة .. ولذلك فقد كان المحتلين للعراق متعمدين في تدمير كل مابناه النظام الوطني من منشئات توليد هذه الطاقة ، وما أكثرها في ذلك الوقت ، ليكرسوا بهذا التدمير التخلف بشكل دائم في العراق ، وقد أوصوا عملائهم الذين يحكمون العراق الآن على ذلك ، فبقي العراق منذ عام 2003 ولحد الآن يشكو من إنعدام هذه الطاقة إلا الأقل من القليل الذي لايكفي المواطنين إلا سويعات لاتتعدى أصابع اليد الواحدة في اليوم الواحد في أحسن الأحوال لإستخدامهم أياها في البيوت ......

 

لقد توسع النظام الوطني السابق في بناء منشئات توليد الطاقة الكهربائية على إمتداد العراق ، ولم يقتصر في بناء هذه المنشئات على منتجات النفط بل تعداها إلى إستخدام مساقط المياه بعد بناءه السداد على نهري دجلة والفرات وكان من أبرز هذا النوع من الكهرباء الذي تم توليده في سامراء ونجح النظام الوطني في تزويد بعض العمارات السكنية في بغداد [ كتجربة ] بالكهرباء المتولدة من الطاقة الشمسية . وقد وصل أمر التوسع في إنتاج الطاقة الكهربائية أن فكر النظام الوطني تصدير الفائض من هذه الطاقة الى الدول المجاورة ...

 

3 ) البنى التحتية الخاصة بالزراعة .... إهتم النظام الوطني منذ بداية ثورة البعث بالأرض والتوسع الزراعي وتطوير أساليب الزراعة والإهتمام بتطوير قدرة الفلاحين الزراعية ، بعد تحديد التملك للأرض وإزالة سلطة الإقطاعيين عنهم ..... كما تم تكوين الجمعيات الفلاحية التي نظمت عمل الفلاحين لتكون زراعتهم للأرض في السياقات التي تخدم التكامل فيما يزرعونه ، وتعاونهم في توفير الوسائل والمعدات التي يحتاجونها في الزراعة . ومن أهم البنى التحتية التي إهتم بها وأنشئها في هذا المجال ؛ إستصلاح الأراضي وإيصال الماء إليها بمختلف الوسائل والطرق وأهمها شق الأنهار .... وكان من أهم الأنهار التي شقها هو النهر الثالث ( نهر صدام ) والذي كان الهدف من شقه تصريف مياه المبازل وتخليص الأراضي الزراعية من الأملاح وإستصلاحها بشكل دائم ويستمر جريان هذا النهر من شمال غربي بغداد بإتجاه الجنوب حتى يصب في خور الزبير لتصريف مياه المبازل في الخليج العربي ،ولابد أن نشير إلى حقيقتين عن هذا النهر أن ذهنية العراقيين قد دلتهم على تعبيره للجانب الشرقي لنهر الفرات بطريقة السايفون الفيزياوية في جنوب محافظة ذي قار ... كما قام ببناء السداد لتنظيم الإستفادة من مياه نهري دجلة والفرات ، ومن أهمها سد صدام في شمال نهر دجلة وسد حديثة في أعالي نهر الفرات ، والسداد التي أنشئها النظام الوطني على مصبات الوديان التي تصب مياه الأمطار في أعالي الفرات بهدف جمعها والإستفادة منها في مواسم الزراعة في فصل الصيف لزراعة أراضي الصحراء الغربية من العراق بطريقة التانكرات المتنقلة لتحويل هذه الأراض الصحراوية إلى أراضي قابلة للزراعة . وترافق الإجرائات الخاصة بالبنى التحتية الزراعية في الصحراء قوة أمنية خاصة لمنع رعاة المواشي من الرعي الجائر الذي يقضي على بذور الحشائش الصحراوية قبل إنتشارها في أرض الصحراء لتعيد إنباتها في المواسم اللاحقة ، وذلك من أجل القضاء على ظاهرة التصحر وتحويل غرب العراق إلى أراضي قابلة للزراعة . وقد نجحت جهود النظام الوطني السابق في هذا المجال أيما نجاح غير أن الإحتلال وعملاءه سعوا منذ بداية الأحتلال ولحد الآن إلى تخريب كل ذلك مما أدى تخريبهم هذا إلى إعادة التصحر إلى العراق . كما كان لجارة السوء إيران ، والتي تدين لها الأحزاب والتيارت الدينية بالطاعة والولاء ، والتي تحكم العراق الآن أخبث الإجراءات في قطع مياه أنهار المحافظات الزراعية الشرقية للعراق ( ديالى وواسط وميسان ) لقتل البساتين فيها ساعية في النهاية التصحّرها ......

 

إن كل ما ذكرناه هو ليس كل ما بناه نظام البعث من البنى التحتية بل أن اللواحق لها كثيرة جداً، فمعامل الحديد والصلب على سبيل المثال والتي يتم فيها هيكلة وتكييف الحديد بما تحتاج الصناعة في المعامل الإنتاجية ومن أشهرها معمل الحديد والصلب في الإسكندرية ومعمل الألمنيوم في جنوب العراق ومعامل إنتاج الفوسفات والقصدير في كل من الأنبار وبيجي في صلاح الدين وغيرها الكثير والتي قام جلاوزة النظام الإيراني بتفصيخها ونقلها إلى إيران ليبنوا لهم منها أساساً للصناعة الحديثة على حساب ما بذله العراقيون من جهد في بناء عراقهم العزيز في عهد النظام الوطني قبل الإحتلال ....

 

الخاتمة

 

لم أذكر في مقالتي هذه إلا النزر القليل عما بناه نظام البعث من البنى التحتية التي لوإستمر لحد الآن في إستخدامها ، من دون أن تفرض عليه دول الإستعمار ونظام الملالي في طهران والخونة من الحكام العرب الحروب والحصار ، لأصبح في مقدمة الدول الصناعية والزراعية في العالم..........

 

إن إحتلال العراق لم يكن ناتجاً عن رغبة عارضة لأمريكا ووحلفائها بل كان كردة فعل لتأميم النفط العراقي من قبل النظام الوطني في عراق ماقبل الإحتلال ، والذي أعقبه إنطلاقة الثورة الإنفجارية في المجالات الصناعية والزراعية والتي أجبرته الحروب التي فرضتها عليه الصهيونية العالمية ، إبتداءً من الإعتداء الإيراني الصفوي الذي إبتدأه الخميني الذي إختاره المحفل الماسوني الأكبر في فرنسا بعد إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي ، والذي كان هوالآخر مكلفا بإشغال النظام الوطني بالحرب عن طريق مساعدته لعصابات الأكراد في شمال العراق بقيادة مصطفى البرزاني . وقد أسقطت أمريكيا نظام الشاه بعد إتفقه مع النظام الوطني في العراق ، وأوقف حربه مع العراق بعد إتفاقية عام 1975 م التي آذت سعي الدوائر الإستعمارية في إسقاط نظام البعث بل أعطت للثورة زخماً هائلاً في البناء والتنمية .....

 

إن إحتلال العراق لم يكن من أجل بناءه بل من أجل تخريبه والعودة به إلى عهود القرون الوسطى كما قال وزير خارجية أمريكا كيسنجر للمناضل طارق عزيز في عدوان الثلاث والثلاثين دولة على العراق بقيادة أمريكا في التسعينات والتي هزم العراق أمريكيا في [ أم المعارك ] ...

 

وبعد كل هذا هل يصدق العرقيون التمثيلية الكوميدية التي يمثلها أركوزات المنطقة الخضراء التي يتولى بطولتها الأركوز الذي يفتش عن لاصق قوي يبقي كرسي المسرحية ملتصقاً به إلى اليوم الذي يتقرر به مصيره ومصير كل العملاء من قبل أبطال وادي الرافدين ..... وسوف لن يكون هذا اليوم ببعيد بإذن الله تعالى .....وعندها سيبني أحرار العراق البنى التحتية الحقيقية التي تعيد للعراق إنطلاقته وثورته الإنفجارية في كل المجالات إن شاء الله تعالى ....... ومن الله النصر والتوفيق .....

 

 





الثلاثاء ٢٢ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة