شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

سأتطرق في هذا الموضوع عن التحرك الصفوي الشعوبي الساعي لخلق الفتنة الطائفية بين المسلمين وعن توجه الكنيسة المسيحية في فرض الديانة المسيحية على عرب ومسلمي الأندلس ( إسبانية ) بالقوة ، عن طريق محاكم التفتيش ، التي وظفتها الصهيونية العالمية وبالأخص أثرياء أوربا من اليهود . وفي هذا الموضوع سيكون التحدث عن ذكر المفردات الطائفية لا لغرض تكريسها أو الإنحياز لإحداها ومعادات الأخرى كما يريده أعداء الأمة ؛ بل إن ذكرها هو من أجل مايتطلبه البحث في هذا الموضوع . وكذلك الحال بالنسبة لما سيدور الحديث عما حدث في إسبانيا ما بين المسلمين والمسيحيين ......

 

كانت بداية المؤامرة في إسبانية ونهايتها في تبريز مع الماجن إسماعيل الصفوي :-

إنها مؤامرة الصهيونية العالمية ومحافلها الماسونية ، مستغلة الدين والطائفية ، لتشكل طوقا ًشعوبياً ضد العرب والمسلمين تبدأ بمحاكم التفتيش ضد المسلمين في إسبانيا وتنتهي بإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين في إيران والمنطقة المحيطة بها ، وعبر الدونمة اليهودية في تركية .

 

بعد سقوط دولة العرب في الأندلس قام الملك الإسباني فرناندو الخامس بإنزال اقسى أنواع العقاب والتنكيل بالمسلمين مستعملاً بذلك كل أنواع العذاب بغية إجبارهم لكي يصبحوا مسيحيين . وإستمر الحال على هذا المنوال لمدة عشرين عاماً إلى أن توفى في عام 1516 م . وقد أوصى حفيده شارل الخامس بالإستمرار بمحاسبة كل مسلم لايترك إسلامه ويدخل في الديانة المسيحية . وكانت من أهم أدواته في ذلك الوقت محاكم التفتيش التي أنشئت بمرسوم بابوي في عام 1483 م ..... وكانت هذه المحاكم تخيّر المسلمين ما بين الموت أوالهجرة من إسبانيا بعد أن يتحمل هذا المسلم الرافض للتمسّح الصنوف العديدة من أنواع التعذيب التي قد تصل به إلى الموت ، أو أن يصبح وجميع أهله من المسيحيين .. وحين يصبح المسلم مسيحياً تفرض عليه وعلى أهله رقابة صارمة حتى على حياته داخل بيته لكي يتأكدوا بأن لا يمارس هؤلاء الموريسكيين ( المسلمين المتمسحين ) طقوسهم الإسلامية بالخفاء .... وقد قاوم المسلمون هذا التوجه المتعصب لبابا الفتيكان ومن أوكله لإداء هذه المهمة في إسبانيا ، وهو القس (خومينيث) الذي ذبح وأحرق الآلاف من المسلمين .... وإستطاع ثوار المسلمين أن يوقفوا زحف الملك الإسباني لولا توحد إسبانيا والبرتغال عن طريق زواج ملك الإسبان بإزابيلا ملكة البرتغال، التي كلفها البابا بإحتلال الشمال الأفريقي وتحويل ديانة سكانها المسلمين إلى الديانة المسيحية ...

 

وبعد أن إنسحب ثوار المسلمين عبر البحر الأبيض المتوسط ، إتخذوا بعض القواعد للدفاع والتصدي للغزو البرتغالي لبلاد المسلمين في الشمال الأفريقي . وكان من أهم هذه القواعد مدينتي الرباط وقرطاج وقد سميت مدينة الرباط بهذا الإسم نتيجة مرابطة الثوار المسلمين المنسحبين من إسبانيا فيها للتصدي لأي غزوٍ مسيحي يأتي عبر مضيق جبل طارق . وقد تحول الثوار إلى التصدي للغزو البرتغالي والأوربي بحرياً منطلقين من القواعد المذكورة أعلاه ، وقد كلف هذا التصدي الكثير من الخسائر البشرية والمالية ولم يسمحوا للأعداء من تحقيق أهدافهم الخبيثة في تنفيذ ما يسعى إليه العدو البرتغالي من تحويل ديانة المسلمين في شمال أفريقيا إلى الديانة المسيحية عن طريق إمتداد محاكم التفتيش إلى الشمال الأفريقي ...... إما اليهود ، فقد تنصر بعضهم وأصبحوا دونما إسبانية [ نصراني في الظاهر ويهودي في الباطن ] ، كما أصبح قسم منهم يدرس اللاهوت المسيحي ليصبح قساً من القسسة ، والآخرين من اليهود هاجروا إلى تركيا ليقولوا للعثمانيين بأنهم مسلمين هربوا من القتل ، وليصبحوا جزأً من الدونما اليهودية في تركية كما أن آخرين منهم هرب إلى أوربا ليعمل في الأعمال التجارية والربوية .......

 

إيران وتكوين الفتنة الصفوية بين المسلمين :-

· الذي أسس الطائفة الصفوية شخص إسمه إسماعيل بن حيدر صفي الدين الأردبيلي وكان من الأتراك الأذريين وكانت أمه أرمنية مسيحية ، وحين توفت أمه تكفلت بتربيته جدته لأمه ، فشب على تربية أساسها العهدين القديم والجديد ( التورات والإنجيل ) . وكان جده صفي الدين الأردبيلي سنياً على المذهب الشافعي ومتصوفاً على الطريقة البكتاشية ، كما كان عضواً في المجلس السني – الشيعي الذي أسسه السلطان خدا بندة حاكم إيران التركماني ( تأريخ إيران ، السادس ) ، حيث كانت غالبية بلاد فارس آنذاك تنتمي للمذهب السني .

 

وبسبب تربيته البعيدة عن التعاليم الأسلامية ، نشأ نشأة غير ملتزمة بأخلاق الإسلام وقد وصفه العديد من الكتاب بأنه ( جزار .. خمّار .. زير نساء ) وعاشر أبناء اليهود والمسيحيين في صباه وشبابه . وكان يطمح لأن يكون إمبراطوراً ، ولم يجد غير تجديد أحلام الفرس في شخصه فدفعته الماسونية الى أن يعلن فارسيته بدلاً من قوميته التركية ، وإستقطب البعض من رجال الدين الفرس ممن إتخذ من الإسلام غطاءً لتهديمه من داخله ... ثم إتخذ من الرسول ( محمد صلى الله عليه وسلم ) نسباً ليتحول من القزلباشية التركمانية إلى السيدية ..... ولما سمع بطموحاته أمراء القزلباش آزروه وإنظموا لدعوته .....

 

قاد إسماعيل الصفوي في عام 1501 م مع مؤيديه من أمراء القزلباش على قوات السلطان العثماني في تبريز داعياً إلى أن يكون الحكم شيعياً ما دام هناك مذهباً سنياً في تركيا ، وبدأ بتغيير الكثير من القوانين ، وألغى الكثير من القناعات لدى الشعوب الإيرانية ، وفرض عليهم ذلك بقوة السلاح وقد ذبح من أجل ذلك الآلاف ممن رفض الإنصياع لما فرضه عليهم من معتقدات وقوانين جديدة .... وتقول أكثر المصادر ومن بينها [ السفر نامة ] ؛ إن الشاه إسماعيل الصفوي قتل الآلاف بضمنهم النساء والأطفال في مدينتي شيراز ومازندران ممن رفضوا الأخذ بقوانينه ومعتقداته التي أراد فرضها عليهم ، ولم يرعى حرمة الأسرى التي أمر الله بحرمتها حيث قتل 18000 أسير من جنود الأمير آق قوينلو بعد إستسلامهم ....... كما حفر قبور الأولياء والملوك والسلاطين وأحرق جثثهم ....... وقد فعل ذلك أيظاً في كل من الأحواز وبغداد بعد إحتلالها ، وقد نبش في بغداد قبر أبو حنيفة النعمان ......

 

ومن الإجراءات التي تبناها لإثارة الفتنة ؛ الأمر بسب الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) وتبني ولاية الإمام علي ( عليه السلام ) بعد وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ثم أعلن نيابته عن المهدي المنتظر ...... وقد إدعى بكل ذلك ، في الوقت الذي لم تكن الشيعة وبالأخص منهم شيعة العراق تؤمن بذلك بل يعتبرون أن ما يؤمنون به هو ماجاء به الإمام جعفر الصادق عليه السلام وما ورد في [ المذهب الجعفري ] من أحاديث لا تخرج عما ورد في القرآن الكريم . ومما قام به أنه قام بقتل رجال الدين المعروفين آنذاك ليرهب متبعيهم ..... ولذلك قامت الدولة العثمانية وبقيادة السلطان سليم الأول بالتصدي له لتخليص أهل السنة من الفناء في إيران والعراق ... وكان هذا ما أرادته الصهيونية العالمية منه ، وقد كان كل ذلك بإشراف المحافل الماسونية التي كانت تنسق عمل تهديم الإسلام في كل من إيران وإسبانيا والبرتغال في آنٍ واحد .

 

تحدثت الكثير من المصادر أن الشاه إسماعيل الصفوي فقالت عنه ؛ إنه حليق اللحية ، شارباً للخمر ويحب مجالس اللهو والرقص . ويقول عنه إبنه بعد وفاته إن سبب هزيمة أبيه ( إسماعل الصفوي ) ؛ إن والده قد خسر معركة جالديران أمام السلطان سليم الأول لأنه دخل الحرب وهو سكران وكذلك كان الأمر بالنسبة لأغلب قواده .... ومن موبقاته أنه حينما فتح هَرَات طلب من نسوتها أن يلبسن الزينة ويخرجن راقصات مهللات في إستقباله ... وتعتبر الكثير من المصادر أن لليهود كان الدور المتميز في نجاح المشروع الصفوي للسيطرة على إيران وإثارة الفتنة بين صفوف المسلمين . ومنذ ذلك الزمن واليهودية العالمية تستغل الحركة الصفوية دولةً وتعليمات في التنسيق مع كل الطامعين في أرض المسلمين وبالأخص منهم العرب لاحباً بهؤلاء الطامعين بل إستثمار هذا التعاون لتحقيق حلمهم في بناء الأمبراطورية التي دمرها الإسلام في قادسية سعد .........

 

إسماعيل الصفوي وتعاونه مع البرتغاليين

تعاون إسماعيل الصفوي مع الغرب المسيحي والبابا في روما للتخلص ممن يقف ضد توجهاته في زرع بذور الفتنة بين صفوف المسلمين ولكي يستفيد من تعاونه معهم في التوسع الجغرافي أين ما وجد إحتلال لهم على أرض الأمتين العربية والإسلامية . وكان أول من تعاون معهم بشكل فعال هم البرتغاليون ، ولم يقتصر به الأمر على ذلك بل إقتبس منهم مجازر محاكم التفتيش الخاصة بتنصير المسلمين في إسبانيا ، لينشأ محاكم للتفيش في إيران لتشيّع جديد بين المسلمين هو التشيّع الصفوي .....

 

ويقول عنه الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث عبد الرحمن عبدالله الشيخ ؛ إن الشاه إسماعيل الصفوي تعاون مع البرتغاليين عن طريق صديقه نائب ملك البرتغال في الهند التي وقعت آنذاك تحت الإحتلال البرتغالي ، وهو الإستعماري العريق الفونسو دليوكيرك ........ وكانت البرتغال قد وصلت إلى المحيط الهندي عن طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا حيث أن قناة السويس لم تكن قد فتحت بعد . وحتى تستطيع الإستقرار في المنطقة وتنفذ مشاريعها الإستعمارية لابد لها أن تسيطر على الخليج العربي والبحر الأحمر ومدخليهما في مضيقي عُمان وباب المندب ، وكان الإتفاق ما بين الشاه إسماعيل الصفوي والبرتغاليين هو أن يخلق الضروف العسكرية التي تسهّل أمر إحتلال البرتغاليين لأغلب جزر الخليج العربي والسيطرة على مضيق عُمان وكذلك الأمر فيما يتعلق بالبحر الأحمر وإحتلال جزيرة سوقطرة التي تقع في مدخل خليج عدن ... وكان الأمر كما يلي :-

 

1 ) فيما يخص البحر الأحمر .... قام إسماعل الصفوي بإشغال المماليك الذين كانوا يحكمون مصر بمعارك جانبية مع الجيش العثماني ليمنع الطرفين ( المماليك والعثمانيين ) من التدخل فيما يقوم به الأسطول البرتغالي من سيطرةعلى البحر الأحمر ومدخله بإتجاه البحر العربي وجزيرة سوقطرة ، في الوقت الذي إندفعت به القوات الصفوية عبر العراق والشام لتجد للدولة الصفوية موضع قدم تطل منه على البحر الأبيض المتوسط ......

 

2 ) إما فيها يخص تعاون الصفويين مع البرتغاليين في أمر السيطرة على الخليج العربي ، فإن الإتفاق كان يقضي بأن تكون الإحساء من حصة الصفويين وتنطلق يد البرتغاليين في جزر الخليج العربي ومضيق عُمان ... وكان الأمر يقضي بتثبيت القوات العثمانية وذلك عن طريق إشغالها بمعارك جانبية تثيرها قوات الصفويين لتُسهّل للقوات البرتغالية السيطرة على الخليج العربي بكل جزره وسواحله ....

 

الخاتمة

مما تقدم نجد أن الدعوة للتشيّع الصفوي لم تكن منذ بدايتها تحمل الطابع الديني ، بل كانت مشروعاً صهيونياً يستهدف تهديم البناء الإسلامي في الدول الإسلامية ، وتشويه المفاهيم الدينية التي جاء بها المذهب الجعفري الذي كانت شيعة العراق وبعض الدول العربية والإسلامية تلتزم به والذي لا يتناقض مع ماجاءت به باقي المذاهب الإسلامية الأخرى والتي كانت جميعها ولا زالت لا تخرج عما أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله الأمين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في القرآن الكريم .....

 

وهذه الدعوة قد إلتزمت بما أرادته منها الماسونية العالمية عبر تأريخها وتعاهدت مع أعداء الإسلام ضد الدول الإسلامية ، وبالأخص منهم الدول العربية ، وكان آخر تئامرها من خلال إتفاق دولة ولاية الفقيه الصفوية في العصر الحديث مع كل من أمريكيا والكيان الصهيوني في إحتلال العراق كي تنفذ مشروعها الخبيث للإمتداد نحو الأراضي العربية لتنفذ حلم الفرس المجوس في إعادة دولتهم الفارسية التي دمرها الإسلام في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ...... والله من وراء القصد .......

 

 





الاثنين ٣٠ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة