شبكة ذي قار
عـاجـل










اذا كان الفعل المقاوم بصيغته الميدانية المباشرة و منذ انطلاقته حقق انجازات هامة بمفهوم الاعتراض الاستراتيجي في ما كان الاستهداف المباشر للعراق يود الوصول اليه و تحقيقه و هو اعتبار العراق مثالا لما يجب أن تكون عليه المنطقة العربية و منطلقا لتأسيس شرق أوسطي جديد برؤية أمريكية عند احتلاله للعراق ... من خلال ما أشرته الحلقة الأولي من هذا الموضوع التي يمكن اختصارها في النقاط التالية:

 

ـ داخلي :

افشال مشروع الاحتلال و اجباره علي تغيير صيغ فعله ألاحتلالي ... حد الانسحاب ( الاعلامي ) و تسليم ادارة العراق بالنيابة الي ايران.

 

افشال الاستهداف بمفهوم التقسيم الاجتماعي و المجالي أي قطع الطريق مع الحلول الطائفية المكملة لفعل الاحتلال . و كشف الفعل الايراني في ذلك و استعابه بما جعل ايران تنكشف كقوة احتلال رديفة للقوة الأمريكية الرئيسية فيما يعيشه العراق حاليا.

 

ادامة الزخم النضالي للفعل المقاوم ميدانيا حد أصبح الخطاب الاعلامي للمقاومة الباسلة خطابا متداولا بأبعاده الوطنية اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا .

 

ـ اقليميا و عالمي:

عربي:

المقاومة مثلت عامل مركزي في تحريك الحراك الشعبي العربي الرافض للهيمنة الأمريكية بالرغم من سياسة الاجتثاث المركبة التي مورست و لازالت تمارس في العراق.

 

اقليميا و عالمي:

كشف العلاقة العضوية أمام الرأي العام العربي شعبيا بين الفعل الأمريكي في توجهه الكوني و الفعل الايراني كحالة مكملة له عمليا و ان كان ذلك مقترنا بحالة تقابل لفظي اعلامي مناقض لما هو قائم فعليا علي أرض الواقع .

 

المقاومة تكشف طبيعة الأسلمة الطائفية بشقيها خطابا و اصطفافا و فعلا بصيغة الامتداد الاقليمي في الجسد العربي .

 

اغراق أمريكا في أزمة مالية و عسكرية و أخلاقية ... أجبرها علي تغيير استراتيجيتها من " الصدمة و الترويع " الي " التسرب المرن" و استبدال سياسة القوة العسكرية بسياسة الخطاب " الديمقراطي الانساني" ... الذي سرعان ما أكتشف العالم ازدواجيته و جعل الاعتراضات العالمية تتصاعد حد المنافسة ... النتيجة بدايات التأسيس لنظام عالمي معالمه لازالت غير مكتملة غير النظام الذي بشرت به أمريكيا عند دخولها للعراق .

 

نقاط هامة لا يمكن الاعتقاد في أن الوضع الاقليمي أو الدولي يمكن أن يتحملها دون أن يكون له فعل يستهدف التأثير بصيغة العامل المعرقل أو المساعد في الفعل الحاسم لتحرير العراق . فما هي ملامح ذلك ؟ و ما العمل ؟

 

1 ) .. الوضع الاقليمي و الدولي آثاره المعرقلة و كيف نستخدم البعض منها لفائدة الفعل المقاوم:

وان كانت حالة قائمة و بأشكال متعددة منذ اعتلاء النظام الوطني لقيادة التحول الوطني و القومي في العراق بكل صيغه الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و العسكرية منذ 1968 ..مثلتها أطراف متعددة ازدادت حده خاصة بعد بروز التوجه المستقل ارادة و فعلا و رؤية سياسية منذ 1978 خاصة ( الموقف من التدخل السوفياتي في أفغانستان ) و تأكدت حقيقة في الحرب الايرانيةـ العراقية بصيغة المضايقة حينا و المساومة حينا آخر ...و في ظل الارادة الوطنية و القومية الصادقة التي أنجزت مهمة حماية القطر و المنطقة العربية من استهدافها المبكر تحت مسميات " مقاتلة الشيطان الأكبر و تحرير فلسطين الذي طريقه يمر عبر تحرير كربلاء و بغداد " و حقيقتها اضعاف العراق و قطع الطريق أمام نهضته و تحويل وجهة الصراع من ( عربي ـ صهيوني ) الي ( اسلامي ـ اسلامي ) كمنطلق لتحويله ( عربي ـ عربي ) كما هو قائم حاليا و جعل حالة الاستهداف بالنيابة تنكفئ تحت تأثير الهزيمة التي منيت بها من ناحية و من ناحية ثانية احداث النقلة العلمية و الانتاجية المطلوبة للإقلاع بمفهوم القوة المقررة عربيا و اقليميا ...ليتحول الاستهداف من استهداف بالنيابة الي استهداف مباشر لعبت فيه الأطراف العربية المرتبطة بالإستراتيجية الأمريكية دورا محوريا و ذلك بالتوافق و اختلال النظام الدولي لفائدة نظام القطب الواحد و الطموح في صياغة العالم صياغة تنسجم و ما اصطلح علي تسميته "بالقرن ألأمريكي " لتنخرط كل الأطراف العربية و الاقليمية و العالمية بأشكاله المعروفة العسكرية و الاقتصادية و الاعلامية و الأمنية قصد تحقيق اختراقات تسهل الاجهاز علي التجربة بما ينهيها ماديا و معنويا ...فشل تحقيق الاختراق نقل فعلها الي الفعل العسكري بصيغة الاحتلال الذي لم يستهدف الارادة الوطنية و القومية التي بنت التجربة بل تجاوزها الي ممارسة الاجتثاث لا لتلك الارادة فحسب و انما للعراق كمكون جغراسياسي و كحالة اجتماعية متعايشة في ظل خيمة وطنية يحكمها التسامح و الاخاء الذي صمد مستوعبا حالات فعل العصابات المفعلة برؤية الأجنبي بإيجاده الحلول السياسية و الاقتصادية و الثقافية لها ... حلول عجزت كل الأطراف الاقليمية علي تقديمها أو حتى القبول بمناقشته ( المسألة الكردية ) ... استهداف رغم زخمه و طبيعته التدميرية التي تجاوزت كل الحالات المشابهة لها في التاريخ حتى في الفترات التي حكمته البربرية في أبشع صورها ...دون أن تخلق أي من ردود الفعل السياسية أو حتى الانسانية عليها لا عربيا و لا اقليميا و لا دوليا ...باستثناء بعض الأصوات الشريفة المحاصرة هنا أو هناك من الساحة العالمية ...أسوة بمحاصرة المقاومة العراقية التي تعد المقاومة الوحيدة في التاريخ النضالي للشعوب التي اعتمدت علي امكاناتها الذاتية في كل المفاصلة التي يتطلبها العمل المقاوم و تمكنت من انجاز ما أنجزته من اعتراض استراتيجي كما أشر أعلاه... اعتراض لا يلغي جملة من العوائق مترسبة عن هكذا استهداف كما أنه يؤشر جملة قراءات و أفعال سياسية يمكن تحويلها الي حالات مساعدة تصب بنتائجها لصالح العوامل الحاسمة في تحرير العراق .

 

أ‌ ) العوائق التي رسبها المحتل بشكليه الأمريكي و الايراني:

تورد مجتمعة باعتبار الفصل بينها غير قائم لاعتبارات الشراكة الضمنية رغم تباين المصلحة الاستراتيجية لكلا الطرفين أهمه:

 

تدمير مؤسسات الدولة المدنية عامة و تحويلها الي مؤسسات تصريف شؤون أفراد و جماعات ... مع تصفية الكفاءات الادارية أو العلمية أو العسكرية أو الأمنية و احلال شخوص تحكمها عقلية اللصوصية و البحث علي الغنيمة .

 

ضرب البنية الاجتماعية المتضامنة و احلال بنية اجتماعية محورها الفردانية في أعلي صورها و استخدام الطائفة كغطاء بمفهوم الوسيلة للدفاع علي الذات الغارقة في العمالة و اللصوصية .

العمل علي تعميم ثقافة الأنا سياسي ( أكثر من 400 حزب سياسي البعض منها لا يتجاوز عدد أفراده مجموع أفراد عائلة عراقية ) .

العمل علي تعميم ثقافة تقطع مع الانتماء القومي لفائدة انتماءات اثنية أو طائفية بهدف الغاء الرابطة الوطنية لفائدة امتدادات اقليمية ( ايران ـ تركي ) .

الاستهداف المتعدد الأوجه للشباب في العراق بما يخلق له تحول في النظرة للحياة بعيدة عن مسألة النظرة التي تضع الوطن في سلم أولوياته .

الاستهداف الديمغرافي ظاهرة التهجير و استقدام المستوطنين الايرانيين و ظاهرة ازواجية اللغة المستخدمة في التخاطب في بعض المدن تعبير دال عليها ...

 

جملة عوائق تدعمها حالات أخري عديدة تستهدف الأخلاق و القيم الاجتماعية ... بما يجعلها أعباء تمثل عوائق متأكدة أمام الفعل المقاوم ...باعتبار أن هذا الفعل و ان كان للعمل العسكري أسبقية متقدمة فيه الا أن العمل الاعلامي و التثقيفي المضاد له يعد من أوكد المسائل باعتباره يخلق الأرضية الرافدة للفعل المقاوم العسكري بما هو ضروري من الزخم البشري ... و يؤسس في ذات الوقت لاتساع قاعدة الفعل الشعبي المناهض للاحتلال سواء بصيغته المباشرة أو الاحتلال بالنيابة الذي تمثله ايران بشكل مباشر أو من خلال امتدادها في الجسد العراقي كما تبينه أطراف العملية السياسية المخابرتية .

 

ب‌ ) أفعال سياسية يمكن تحويلها الي حالات مساعدة لفائدة الفعل المقاوم:

 

يمكن جمعها بصيغة نقاط في ما يلي:

تمثل مسألة المتابعة الدقيقة للوضع في العراق كما تديره الآن الأطراف المنصبة وكالة عن المحتل و كشف سياساتها تلك و في مختلف الميادين مع توخي دراجات عليا في أن تكون ثابتة و موثقة .

 

اثارة مقولة الشهيد المرحوم صدام حسين المجيد " الكيل بمكيالين " و استخدامها لإبقاء حالة العداء و المواجهة للأمريكان قائمة و تسفيه خطابهم الذي يروجون له استنادا علي ركوبهم الحراك الشعبي و استحضار مثال " الديمقراطية في العراق" و سلوكهم سواء المباشر أو عن طريق نائبهم ايران حاضرا في ذهن المتابعين و بصيغة تثقيفية للشباب خاصة .

 

التقيد برؤية قيادة المقاومة و الحزب فيما يتعلق بالحراك الشعبي العربي في أسلوب ادارته و طبيعته من ناحية أو في تنبيهها الي ضرورة اعتبار العدو الايراني عدو يحضي بالأسبقية في المواجهة و التحشيد من خلفها كما ورد في خطاب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي و شيخ المجاهدين في خطابه بمناسبة الذكري الخامسة و الستين لميلاد الحزب .

 

اعتبار ساحة العراق ساحة المواجهة الحقيقية فهي منطلق أزمة الأمة في هذه المحطة كما أنها تمثل مرتكز التمدد الايراني في فعله المكمل للاستراتيجية الأمريكية التي بموجبها وقعت العراق تحت هذا الفعل أو تحت تأثيرها تم حرف الحراك الشعبي بالاتجاهات المعاشة و المرئية في أكثر من قطر .

 

بتحديد مثل هكذا تصور يمكن صياغة خريطة عمل آني قد تقدم الاضافة للفعل المقاوم في مرحلته هذه .

 

2 ) خريطة عمل آنية لدعم عوامل التحرير القائمة في الفعل المقاوم:

و ان كانت الساحة الاعلامية سواء في العالم الافتراضي الذي فرض نفسه كوسيلة متداولة للأعلام و في ظل الحصار الاعلامي علي المقاومة رغم ما يشوب هذه الوسيلة من ألغام متعددة ...و نتيجة تعدد بصيغة رؤي و كثرة الأصوات المساندة و المتبنية للفعل المقاوم يمكن تحديد جملة شعارات ووسائل تجمع بين الدعم المعنوي و المادي يمكن حصرها في ما يلي:

 

أ‌ ) علي المستوي المعنوي التعبوي .

وحدة الفعل المقاوم مطلب ملح علي الفصائل الاستجابة اليه كما تنادي بذلك جبهة الخلاص ...

توحيد الخطاب الاعلامي حول مسألة الاحتلال الايراني و امتداداته و أسبقية التصدي له و مقاتلته .

التأكيد علي أن الحراك الشعبي العربي و في نتائجه أصبح حالة متممة للمشروع الأمريكي بعد انحرافه تحت قبول بعض من الأطراف بركوبه أمريكيا و غربيا و يلتقي في نتائجه بالخطر الايراني ليصبح متمما له في النتيجة .

 

ب‌ ) علي المستوي المادي .

تفعيل لجان دعم المقاومة العراقية و الفلسطينية في الساحات التي عرفت هذه اللجان منذ بداية الاحتلال.

 

القيام بفعاليات شعبية تحت عنوان دعم المقاومة العراقية و مناهضة الاحتلال الايراني و الأمريكي للعراق .

 

جعل مسألة احتلال العراق و التمدد الفارسي الذي يستهدفه نقطة حاضرة في كل الفعاليات الوطنية في الأقطار العربية ... و استخدام منابر روابط حقوق الانسان للتعرض لوضعية الأسري و الاعتقالات و التهجير .

 

دعوة المهجرين من القطر العراقي الي تأسيس رابطات في المناطق التي آوتهم لتقديم صورة عن ظروف حياتهم و استخدامها للتشهير بما يستهدف العراق من تغيير في بنيته الديمغرافية .

 

تكوين صناديق تبرع للمقاومة و حث الأطراف الوطنية في الأقطار العربية و الجماهير للتبرع للعمل المقاوم...

 

رؤية مع جملة من المقترحات نري أنها ضرورية علي طريق تسريع تحربر العراق و استعادته لمكانته في واقع الأمة العربية .


d.smiri@hotmail.fr

 

 





الخميس ١٩ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة