شبكة ذي قار
عـاجـل










ولدت بعد الاحتلال الأميركي للعراق ...
استيقظت من النوم وفتحت عيينها ، قالت بعد صباح الخير : ماما إحنا منو حكومتنا ؟ ... وصدام حسين شيصير منّا ... وإحنا المن نعايد اليوم ..
أجلستها في حضنها وقالت : ياالله ، بنتي كبرت وصارت تدورّ على حكومتها...


وقبل أن تجيبها ، بادرتها هي : ماما الله يخليج لا تكولين المالكي هو رئيسنا ، ترى إني ما أحبه ولا أحبهم إليّ ويا، ما أطيق اسمع صوته..
أطفالنا الذين ولدوا بعد الاحتلال ، كبروا الآن ووصلوا إلى أعمار تؤهلهم أن يسألوا ويستفسروا ويفهموا كل شئ ، ويبحثوا عن الحقيقة .. يميزون بين الصالح والطالح ..


هذا الجيل الذي تربى على ( الموبايل ) و( الانترنيت ) وصار خبيراً في أدق تفاصيل الانترنت والستالايت ، لا يمكن أن تقنعه وتمرر عليه ( السالفة ) هكذا ببساطة فالجواب سيأتيك كالتالي : ماما أني كبرت ، لا تقشمريني بكم كلمة ....


ولأنه جيل ذكي ، يرى ويسمع ويحلل بعقله الصغير ويستوعب الإحداث ... لا تستطيع أن تقلب له الكلمات ... وتوهمه بأنّ الأسود ابيض والأبيض اسود.


نحن إذن أمام مسؤولية تأريخية ... أطفالنا يجب أن يوضعوا بالصورة ويعرفوا حقيقة الحكومة التي تحكمنا الآن وحكمتنا من قبل .. لماذا مازال بعضنا متمسكاً بالحكومة السابقة وبعضنا يلهث ورأ هذه الحكومة .. بحاجة أن نقصّ لهم أصل الحكاية من ألفها إلى يائها .. ثم نترك لهم حرية الاختيار بين هذه وتلك .. والأطفال هم إصدق إنباء من الكتب ، وهم خير من سيختار لنا حكومة تليق بنا كشعب له تأريخ عريق من الشرف والكرامة ، شعب لا يهان ولا يضام ولا يصمت طويلاً على الذل والعار..


ياترى!!!
إذا قلنا لأطفالنا الأبرياء الذين يتطلعون إلى الحقيقة الناصعة أن المالكي ومن معه والذين اختارتهم لفيف من الشعب حكومة – امتطوا الدبابات ودخلوا البلاد محتلين مع المحتلين .. احتلوا السلطة والثروة بعد أن نهبوا وقتلوا ودمرواّ وأهانوا وعاثوا في الوطن أنواعا وإشكالاً من الخراب..


إذا قلنا هذا لأطفالنا الحلوين ، شباب المستقبل ، هل تراهم سيرضون بهؤلاء حكومة تحكمهم وتترأسهم حتى لمستقبلٍ قريب .. وإذا قلنا لهم إننا رضينا بهؤلاء حكومة ونحن نعرف تأريخهم الملئ بالخزي والعار ، فهل سنكون قادرين أن نعلم أبنائنا الأعزاء قيم الرجولة والشرف والإباء والوطنية ونغرس فيه المثل وحب الوطن والدفاع عنه ..


وإذا حدثنا أطفالنا عن الحكومة التي كانت تحكمنا قبل ولادتهم ، وأنّ معظمهم مازالوا في المعتقلات يدفعون ضريبة إخلاصهم ونزاهتهم وصدقهم وإيمانهم بالوطن والشرف والكرامة ، وأنهم يدفعون ثمن معاداتهم لاسرائيل التي أهانت شعبنا في فلسطين وأذلته وقتلته ونهبته وتمادت في قتلها وسفك دماء أطفالها ..يدفعون ثمن سعيهم لتقدم العراق ونهضته وتطوره في شتى المجالات والزوايا ..


وإذا قلنا أن معظم أركان تلك الحكومة أعطوا دمائهم قرابين للوطن فاستشهدوا ظلما وعدواناً جراء التعذيب تارة وجراء المقاومة تارة أخرى..


أطفالنا وأطفال جيراننا وأقاربنا وأصدقائهم في المدرسة والمحلة يجب أن يربوا تربية صحيحة ويثقفوا ثقافة وطنية من خلال إطلاعهم عن حقيقة الحكومة التي كانت تحكمنا وأزلتها أمريكا بقوة دباباتها وطيرانها الجوي وبعمالة هؤلاء الذين يحكموننا الآن .. وأسم صدام حسين الذي يتلألأ في عقل كل طفل عراقي لبياضه ورونقه ودلالا لته يجب أن يبقى راسخاً بارزاً ويبقى عنواناً شامخاً ورمزاً للمحبة والرجولة والأخلاق والكرامة والعنفوان.


ينبغي علينا أن نصدق مع أطفالنا ونقول لهم أن حكومتنا الآن هي الحكومة التي تركت واجهة السلطة واختارت الظل ، تقاوم وتقاتل لتحرر الوطن وتفك آسراه من الاحتلال ..
أطفالنا لا ينبغي أن ينسوا أننا شعب قاتل ثمانِ سنوات ولم يعطٍ شبر من الأرض لإيران ، ثم جاء هؤلاء وسلموا مفاتيح العراق لها فكانوا مرة أخرى أداة لاحتلال الوطن احتلالاً آخر..


أطفالنا الأذكياء الذين شربوا حليبا طاهراً ونهلوا من ماء دجلة والفرات ،سيحسمون أمر الحكومة التي ينبغي أن تحكم شعباً له جذور في الأصالة والشجاعة والإباء وسيعود بالآباء إلى المسار الذي ينبغي أن يسلكوه ليصلوا إلى بر ألامان وناصية الشرف والكرامة .


سألت الطفلة التي ظلت قابعة في أحضان أمها تنتظر الجواب : ماما ، إحنا المن نعايد اليوم ..


أكيد يابنوتة الحلوة ،نعايد الحكومة التي تليق بنا كشعب متحضر وتريد لنا الخير والرفعة والكرامة والتقدم . نبارك لهم عيدهم وهم في سوح الجهاد والمقاومة ، وهم في المعتقلات ، وهم في المنفى ، وهم شهداء عند بارئهم في جنات الخلد..


كل عيد ومقاومتنا ومقاومون في سلام ورفعة ، شامخين شموخ جبال العراق ، عذبين عذوبة دجلة والفرات ..
نعايد النشامى والغيارى وأصحاب الضمائر الصاحية ، الرجال الشجعان ، الإبطال الميامين ، الشرفاء والاصلاء ، الذي يسطرونّ لنا ملاحم في المقاومة وتحرير الوطن .



كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الاحد ١ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة