شبكة ذي قار
عـاجـل










( سألني احد شباب الأمة المثقفين من اليمن الحبيب عن ردي على من يدعون إن العراق قد قاتل إيران نيابة عن أميركا والغرب وهذا ردي الذي مكنني منه الله سبحانه )

 

 

في ذكرى يوم النصر العظيم في 8-8-1988 ذاك اليوم الذي أسميناه يوم الأيام وبيانه التاريخي أسميناه بيان البيانات ونحن نعانق ذكراه التي ما فارقت ظلالنا ولا برحت عن افياء جدران بيوتنا ولا نأت مترا واحدا عن نسغ حياتنا ..تتجدد الأحاديث والتحليلات والتقييمات والرؤى مع حقيقة أن من سجل النصر, دولة ونظاما وجيشا وحزبا وقيادة ,قد غييب حتى عن ساحة الجدل الإعلامي والسياسي لأغراض أن تحجب الحقائق وتشوه الصورة وتسود ظلامية الطرف المهزوم .. رغم إن جلنا يدرك إن احد أسباب غزو العراق من أميركا ومعها أكثر من أربعين دولة قد جاء في احد أسبابه كيما يلغى نصر العراق وتحجب أنواره التي سطعت في نفوس العرب من المحيط إلى الخليج ولكي تشوه كل حيثيات الحدث الواسع وكل جزئياته التي امتدت على مدار سنوات ثمان هن دهورا في عمق المعاناة وضخامة التضحيات وأساطير البطولات. ..

 

تغييب يقصد منه أن تختصر الحرب الطاحنة كلها بادعاء حصول العراق على صورة من قمر صناعي .. وتوجز وتكثف أساطير الشجاعة العراقية وخطط السوق وتكتيكات العقول وبحر الدم والثروات المستخدمة في ادعاء استخدام السلاح الكيماوي في حلبجه ... وتسرق بيانات النصر على شفاه عملاء إيران وكلاب جريرتها وقردة التمسح بطائفيتها بدءا من أبناء الحكيم رعاع الفرس ومرتزقة حوزاتهم وانتهاء بالمدعو جلال الطالباني الذي كتب له الله المهانة أولا واخرا..

 

تغييب أريد له أن يلغي هوية الحرب القومية ويلغي ضروراتها ومبرراتها وحاجتها الدفاعية الوطنية ويدخلها في إطار روح العراق العدوانية المزعومة ونزعة الدكتاتورية التي يتهمون بها قيادة العراق باطلا وبهتانا ووصولا إلى الادعاء الأجوف الفارغ بأنها كانت حرب دفع لها العراق من أطراف خليجية وعربية عداءا منها لنظام خميني أو أمريكية غربية تعبيرا عن عدم توافقها مع نظام خميني..............!!

 

ادعاءات جوفاء يعوزها السند والحجة والمنطق وتفضحها وقائع كانت قائمة في لحظة اتخاذ قرار الدفاع عن العراق والأمة وقائمة إلى الزمن اللاحق وصولا إلى هذه اللحظة. فالخليجيون لا يعرفون خميني كما نعرفه نحن الذين أطعمناه وسقيناه وساعدناه كمعارض وجهزنا له الكثير من غزواته ونحن من وفر له الملاذ الآمن وكرسي الجلوس وبندقية الحماية والشرطي الذي يحملها ..نحن نعرفه ونعرف طابوره الخامس المعشش في بلدنا ونعرف ركائز انطلاقه في عدوانيته على بلدنا ونعرف ظنونه وأوهامه بان شيعة العراق الذين يقدرون بقرابة نصف سكان العراق هم أداة طائعة بيده ألا خسئ وخاب ظنه. أما الغرب فحكاية تناقض خميني معه أو تناقضه مع الغرب منذعام 79 تدحضها حقيقة انه قد صدر إلى إيران من عاصمة برج ايفيل وبرضا أميركا وبريطانيا ولو كانوا يحملون لذقنه البغضاء والعداء والرفض لكان قد قبر بسكين مطبخ أو رصاصة ثمنها سنتات . ويمتد بنا الزمن لنصل العام 2003 ... زمن شهد فيه العالم انتهاء الحرب بخيبة نظام خميني بإسقاط السد العراقي المنيع رغم إيران غيت والكونترا وسواهما فوضعت المبادرة وأوكلت المهمة في سلة الكويت لتقود حرب الاستنزاف الاقتصادي وتوفر مخيمات ومعسكرات الأعداد لفيلق بيدر وكتائب حزب الدعوة الفارسية وفرق المرتزقة لأحمد الجلبي وعمائم المجلس ألحكيمي الإيراني. ..ثم بعد ذلك الحرب الكونية على العراق في أرضه وامتداده الجغرافي في قضاء الكويت العراقي .الأرض العربية الخليجية التي يعرف العم سام والعم أبو ناجي البريطاني تاريخ تحويلها إلى محمية اقتطعت من جغرافية وتاريخ العراق والأمة لتصير قبضة العزل للعراق عن البحر..ومن ثم الحصار الظالم وانتهاء بالغزو الكوني للعراق عام 2003.

 

ادعاء باطل وباهت بان العراق قد قاتل نيابة عن أميركا والغرب .. تسقطه وتفضحه وتعلقه على مشانق الإعدام وتنثره رياح التزوير والشيطنة والتشويه بمجرد التمعن بأسباب حرب الخليج الثانية التي كان بوسع العرب أن يمنعوها ويحلوا الإشكال عربيا فيكون المنطق الباهر بان الكويت كانت محطة تحرش وامتداد لعدوان إيران الخميني وإنها كانت جزء من مخطط ذبح النظام الوطني العراقي , وبمجرد التمعن بالحصار الذي ما حصل له مثيل في التاريخ وكان هدفه نخر العراق ككيان دولة وكشعب وكقوة ... ومن ثم بالتمعن بالغزو عام 2003 وما تلاه من إجراءات وقرارات كان أولها اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قاد الحرب وعبأ لها الشعب وشارك بها بتشكيلات الجيش الشعبي وحل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية التي قهرت نظام خميني..

 

فأي عاقل وأي محلل وأي فيلسوف وأي استراتيجي منحه الله حظا وبختا وضميرا حيا وسريرة إنسان سوي يمكن أن يرجع ما حدث إلا إلى عداء للعراق وتحامل على نظامه الوطني والقومي وعلى شعبه الملتف  حول قيادته الفذة والذي استرخص التضحيات  الجسيمة ليحقق النصر؟ إن الكويت والحصار والغزو والاحتلال كلها تبرهن دون أي ريب ولا شك ولا التفات إلى أي من جهات الكون الأربع بان العراق قد قاتل دفاعا عن وجوده وخياراته وسيادته وأمنه واستقلاله وان نظام خميني قد كان أداة الغرب في محاولة إسقاط التجربة البعثية القومية العروبية ونهجها المستقل اقتصاديا وسياسيا وسعييها الحثيث لتوحيد العرب.

 

إذن .. كل الأحداث الجسام التي مرت تبرهن عكس ما يدعيه الخونة والعملاء الأنجاس من أن الحرب قد شنت ضد إيران بدوافع عدوانية من قبل العراق . وكلها تبرهن خطل وبلادة الادعاء بان العراق قد قاتل نيابة عن أميركا والغرب لأنه لو كان قد فعل ذلك فلماذا تشن عليه حرب كونية عام 1991 فموضوع الكويت كان يمكن أن يحل بدون تلك الحرب لو كانت إرادة  أميركا وبريطانيا ومعهما إيران والصهيونية تريد أمرا غير تدمير العراق وذبح نظامه القومي العروبي المؤمن المجتهد في الإعمار والتمدن والازدهار, ولماذا يحاصر حتى سقطت له ملايين الضحايا جوعا وبسبب انعدام العلاج والدواء ولماذا يتم غزوه بحرب كونية أخرى؟

 

لو كان نظام العراق الوطني القومي البعثي المؤمن ربيبا لأحد ولو كان أداة بيد احد ولو كان يوجه من الخارج كما يدعي المبشعون ومزوري الحق والحقائق لكان تغييره لا يستدعي الحروب واستغلال نفطه لا يتطلب الغزو . كان يمكن أن يغير بالرموت كونترول كما حصل مع باقي أنظمة العرب ألمعروفه. إن الحرب العدوانية الإيرانية وكل ما تبعها من أحداث قد جاءت لتقتل التجربة القومية العربية العظيمة في العراق ولتغييب انجازاتها التي يعتز ويفتخر بها كل عربي حر شريف. وان ادعاء البعض من أن العرب ومنهم العراقيون يقاتلون نيابة عن الغرب وأميركا إن هي إلا لافتة من لافتات خلط الرؤى وتشويه الإبصار والبصائر. وان الحقيقة الأقرب إلى الله سبحانه والى سريرة الإنسانية النقية والى ضمير الإنسانية الحي هي أن العراق شعبا وجيشا وقيادة قد قاتل ليحمي العراق ويحمي الأمة وينتصر على سياسة تيئييس العرب وخذلانهم ومحاولات البرهنة المستمرة من زمن طويل على إنهم لا يجيدون الدفاع عن أنفسهم ولا يجيدون الانتصار على أعداءهم ولا يجيدون القيادة وتعبئة قدراتهم المختلفة خدمة لأمنهم الوطني والقومي.

 

 





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة