شبكة ذي قار
عـاجـل










تندرج كلمة الرئيس الامريكي باراك اوباما امام حشد من قدامى المقاتلين في ولاية نيفادا مؤخرا في اطار حملته الانتخابية لان تاكيده على ان جنود بلاد غادروا العراق مرفوعي الراس تاركين للعراقين فرصة لتحديد مستقبلهم يجانب الحقيقة ويغفل النتائج الكارثية التي خلفها الاحتلال بعد هزيمته في العراق وهذا الاغفال المتعمد للحقائق على الارض حاول اوباما القفز عليه بسبب انشغاله في معمان الاستعداد للانتخابات الامريكية واولويتها في الوقت الحاضر


ان الحديث عن ان الجنود الامريكان غادروا العراق وهم مرفوعو الراس تفنده الحقائق على الارض التي تشير الى ان جنود الاحتلال غادروا العراق مضطرين ومهزومين من فرط خسائرهم وما ارتكبوا بحق العراقيين من جرائم وحماقات ايضا بفعل مقاومة العراقيين الشجاعة للاحتلال ومشروعه الذي لم يجلب لهم لا الامن ولا الديمقراطية الموعودة


فالانسحاب الامريكي من العراق لم يكن مسؤولا كما وصفه اوباما وانما كان اضطرارا بفعل ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي لوجوده وما يشكله من انتهاك للسيادة والاستقلال الوطني

وعن ايه فرصة يتحدث عنها اوباما عندما يقول اننا تركنا للعراقيين فرصة لتحديد مستقبلهم


فمستقبل العراق بعد احتلاله وتمديره غير واضح المعالم رغم مرور نحو عقد على غزوه والسبب يكمن بالاهداف الحقيقية للاحتلال الذي استهدف العراق شعبا وارضا وهوية وتحول العراق بسبب ذلك الى بلد منكوب ومسلوب الارادة وغير قادر على النهوض مجددا بعد ان ادخلوا الطائفية الى الحياة السياسية التي عطلت عوامل الوحدة والتأخي والنهوض لدى العراقيين


اذا الفرصة التي منحت للعراقيين بعد الانسحاب الامريكي هي شبه معدومة لان عوامل تكوينها واستثمارها على الارض مسدودة الافق والدليل اخفاق الطبقة السياسية التي انتجها الاحتلال مازالت غير متجانسة وعاجزة عن التوافق فيما بينها على اسس الشراكة وبناء الوطن والسبب يعود الى ان نظام المحاصصة الطائفية التي كرسها الاحتلال في العراق الجديد التي لاتستند الى مشروع بناء دولة المواطنة وانما الى دولة الطوائف والاحزاب


فتحول العراق بفعل الفرصة التي منحها المحتلون له الى ساحة للصراع بين ساسته وبسبب هذا الصراع هدرت اموال العراقيين وتوقفت عملية البناء وتراجعت فرص البحث عن حلول حقيقية تخرج العراق من مازقه وازماته فبقى العراق اسير هذه التداعيات وهي بالاحوال كافة كانت فرصة ضائعة ادخلت العراق في اتون صراعات مازال يعاني منها رغم مرور عقد على احتلاله


واذا عدنا الى توصيف الرئيس الامريكي لخاتمة مهمة جنوده في العراق ومغادرتهم مرفوعي الرأس فنقول انهم ليسوا كذلك فالمضطر والمهزوم يغادر الميدان مكسورا مذعورا ومدحورا وهكذا كان حال جنود الاحتلال جراء خسائرهم بالارواح والمعدات والاموال طلية السنوات التي سبقت انسحابهم من العراق


فمن غير المناسب الحديث عن كارثة حلت بالعراقيين بقرار الحرب الذي اتخذته اداة بوش الابن بهذه الطريقة التي تستفز مشاعر العراقيين وكان الاجدر بالادارة الامريكية ان تبحث عن اسباب الغزو ونتائجه الكارثية سواء اكان لامريكا او للعراق لان احتلال العراق سيبقى نقطة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة وعارا يلاحق صناع قرار احتلال العراق ما يستدعي اتخاذ قرارا شجاعا بالاعتذار للشعب العراقي عن جريمة الاحتلال والاقرار بمبدأ التعويض واحالة من شجع وخطط ونفذ الغزو الى العدالة بعد ان تكشفت المزاعم الباطلة التي استند اليها صناع قرار الحرب على العراق



A_ahmed213@yahoo.com

 

 





السبت ٩ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة